سادت حالة من الحزن الشديد أهالى مدينة طهطا، بعد الإعلان عن استشهاد ابن بلدتهم "علاء السيد محمود عبد الرحيم المصرى"، ضمن ضحايا قطار البدرشين.
فى منطقة مسجد الشيخ رفاعة، حيث تقيم عائلة الشهيد علاء، كان المئات من أقارب الشهيد وجيرانه وأصحابه فى انتظار جثمانه، وكان الجميع فى حالة يرثى لها، قال والده، وعلامات الحزن تعلو وجهه، "أنا أعمل خادما لمسجد الصفا والمروة بإدارة أوقاف طهطا، ولدى 4 أبناء، من بينهم الشهيد علاء، وشريف أكبر أبنائى وعمره 25 سنة حاصل على دبلوم تجارة، وعلى ويوسف تلميذان بالإعدادى".
وتابع، "ابنى علاء حضر إلى يوم سفره، وأخبرنى أنه تم قبوله بالتجنيد بالأمن المركزى بمعسكر مبارك، اعترضت وقلت له أنت حاصل على مؤهل متوسط كيف يتم تجنيدك بالأمن المركزى يا ولدى، فقال لى أمام أمه التى كانت تجلس معنا، نصيبى كده يا أبى، وقول يا رب، وسوف أسافر إلى أسيوط ومنها إلى القاهرة، رأيت على وجهه ابتسامة غريبة فاحتضنته ورحت أقبله بين عينيه، وراحت أمه تدعو له أن يحفظه الله من كل سوء، وقالت له خلى بالك من نفسك يا علاء، واتصل دائماً بنا لكى تطمئننا عليك يا ولدى، فقال لها يا أمى الرب واحد والعمر واحد، لا تخافى علىّ يا أمى، وودعناه ولم نعرف أننا كنا نودعه الوداع الأخير، وفى غمضة عين طلع ومردش".
وراح الأب المكلوم يبكى ابنه الشاب الشهيد، بينما كانت أمه خارج البيت فى انتظار جثمان فلذة كبدها علاء، صارخة بين الحين والآخر، ولم يستطع أحد أن يهدئ من روعها.
وتابع الأب حديثه، "أنا عامل بسيط وأولادى يساعدوننى فى لقمة العيش، وكان علاء يعمل أرزقى على الله، ولم يبخل علىّ، فقد كان رقيق القلب ورحيما بى وبأمه، وكان دائما يقول لى عايز أريحك يا أبى من العمل ومشقة الحياة، ونفسى تروح الحج أنت وأمى، لقد مات علاء واستشهد وجعلنى أبو الشهيد، أنا مش عايز من الدنيا شىء رجعولى ولدى وحاسبوا المهملين بالسكة الحديد".
وأضاف عم السيد، "لقد شاهدت الحادث فى التليفزيون وقلبى انقبض وقلت ولدى علاء فى القطر ده، ولم أنم ليلتها وحضر أصدقاؤه وأبلغونى أن تليفون علاء لا يرد، وقلت فى نفسى إنه ربما يكون نائما، ولكن الخوف سيطر علىّ، حتى حضرت عماته إلى البيت وأبلغنى بخوفهن على علاء، وسألننى هل سافر فى نفس القطار وقلت لهن نعم، حتى ذهبت لفتح المسجد لصلاة الظهر، ورأيت أحد المخبرين أمامى ومعه ورقة، وقال لى أنت السيد عبد الرحيم أبو علاء قلت نعم، فقال ابنك تعيش أنت مات فى حادث القطار، فأغشى علىّ فى الحال وسقطت على الأرض ودارت بى الدنيا، وتذكرت وداعى له، وقلت إنه كان يودعنى الوداع الأخير".
بدوره، قال الشيخ جمال المصرى، عم الشهيد علاء، "نحن نحتسبه شهيداً عند الله، وندرك أن كل شىء بقضاء الله وقدره، ولكن لا يجب أن نسكت على الإهمال الشديد فى مرفق السكة الحديد والقطارات المتهالكة وقائدى القطارات الذين لا يقدرون قيمة حياة الإنسان، لقد أصبحت حياة المصرى لا تساوى شيئا، والحوادث تتكرر فى السكة الحديد دون أن يستقيل رئيس الوزراء، وفى اليابان ينتحر المسئولون لمجرد إصابة شخص وليس وفاته".
وتساءل عم الشهيد، "متى يشعر المسئولون فى مصر بقيمة الإنسان الذى كرمه الله على كل الكائنات، يجب محاكمة كل المسئولين عن السكة الحديد وليس السائق فقط، فالجميع مسئول عن الكارثة، ولا نريد أن يتكرر ما حدث فى أسيوط أن يكون عامل مزلقان قرية المندرة بأسيوط هو كبش الفداء".
بالصور.. والد شهيد "طهطا": "لم نعرف أننا نودعه الوداع الأخير"
الأربعاء، 16 يناير 2013 04:37 م
جانب من جنازة الشهيد
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد فؤاد
ربنا يرحمه
اللهم اغفر لهم وارحمهم وادخلهم فسيح جناتك
عدد الردود 0
بواسطة:
مركز المهندس للتكييف سوهاج مدينة ناصر
البقاء لله
انا لله وان اليه راجعون