عندما ينزل فريق كرة القدم، الذى تشجعه إلى أرض الملعب ويجد الفريق المنافس يلعب بلاعبيه الأساسيين والاحتياطى معا أى بستة عشر لاعبا ثم تتفاجأ أن الحكم هو مدير الكرة للفريق الآخر أما مراقب المباراة هو رئيس مجلس إدارة النادى التابع له الفريق المنافس فأمامك حل من الاثنين، إما أن تعترض وتسجل هذا الانتهاك وترسله للفيفا أو تقبل وتقول سأخوض المباراة حتى فى ظل هذا الانتهاك.
فلنفرض أنك قررت خوض المباراة بحجة أن الجماهير التى تملأ الاستاد هم جماهيرك وأملك فى تشجيعهم كبير، وقد يعطونك دفعة معنوية كبيرة تصور لك أن الانتصار حليفك لا محالة فيركبك الغرور، وتتصور أنك ستفوز بنسبة أهداف كبيرة حتى فى ظل هذه الظروف الشاذة.
تبدأ المباراة، وكلما لمس لاعبو فريقك الكرة تحسب عليهم فاول ثم يأخذ أحد لاعبى الفريق المنافس الكرة بيده من منتصف الملعب ويسقطها فى مرماك ويصفر الحكم على أنه هدف صحيح فتعترض ويهتف الجمهور ضد الحكم ويجرى لاعبوك إلى مراقب المباراة للاعتراض فيقول المراقب ستجدون كل شىء فى تقريرى.
تستأنف المباراة وأثناء هجوم لاعبيك على مرمى الخصم يصفر الحكم ليقرر ضربة جزاء على فريقك فيعترض لاعبوك ويصيحون كيف تحسب ضربة جزاء علينا، ونحن فى مرمى الخصم ثم يذهبون مرة أخرى إلى مراقب المباراة الذى بدوره يؤكد أن كل شىء مكتوب فى تقريره.
تنتهى المباراة بفوز الفريق المنافس فيحبط لاعبوك ويقررون أن ينتقموا من الفريق الآخر فى مباراة العودة، رغم أنها ستتم تحت نفس الظروف.
يكتب أحد النقاد الرياضيين مقالا عنوانه" تستاهل" يقول فيه للفريق المهزوم لماذا لم تنسحب عندما وجدت هذا الكم من الانتهاكات قبل المباراة، وكيف ترتضى أن تلعب مباراة تحت هذه الظروف الشاذة لماذا الشكوى وأنت من ارتضيت أن تلعب فى هذا المستنقع إذًا لا تلومن إلا نفسك.
هذا هو حال جبهة الإنقاذ الوطنى، فريق ممتاز به لاعبون على أعلى مستوى معظمهم محترفون يحاولون خلق تناغم بينهما حتى يتمكنون من اللعب بشكل جماعى، ويمتلكون جماهيرية كبيرة لكنهم للأسف يرتضون باللعب فى ظروف شاذة.
كانت تجربة الاستفتاء على الدستور هى أولى مباريات جبهة الإنقاذ الحقيقية وللأسف خسروها وهم يعلمون مسبقا أنها مباراة غير شريفة.
أما الآن والمباراة الثانية على وشك البدء، وهى انتخابات مجلس الشعب فأسألهم هل ستنزلون المباراة، وأنتم تعرفون جيدا أنها ستكون تحت نفس ظروف الاستفتاء السابق.
هل يستقيم أن تسبحون فى هذا المستنقع والقبول باللعبة فى ظل هذا التزوير الفاضح، الذى أعطى شرعية لنتائج الاستفتاء- والآن هل ستقبلون أيضا نزول الانتخابات فى ظل قانون انتخاب أصيغ ليخدم جماعة بعينها وتم تقسيم الدوائر حسب مزاج البعض وطبعا لن يكون الإشراف القضائى كاملا وسيتعمدون خلق زحام فى اللجان وسيرفض تقسيم الانتخابات على يومين، وأخيرا سيتم التضييق على مراقبين المجتمع المدنى وحقوق الإنسان هل يستقيم أن تكونوا جزءا من كل ذلك، ونعطى شرعية لنتائج انتخابات لن تعبر عن إرادة الشعب بأى شكل من الأشكال.
ألا تتعلمون مما حدث فى 2010 عندما انسحبت كل القوى المعارضة للنظام البائد من انتخابات الشعب، وأصبح المجلس بنسبة أكثر من 90% حزب وطنى وعلى الفور قامت المعارضة بعمل برلمان مواز علق عليه المخلوع، وقال كلمته السحرية "خليهم يتسلوا" التى قامت على إثرها ثورة يناير.
أكرر إذا ارتضيتم باللعبة فى ظل هذا العوار فستعطون الشرعية لنتائجها مهما كانت وطبعا نتائجها معروفة من الآن وبعدها ستحرقون سياسيا ولن تقوم لكم قائمة.
من حقكم أن تستخدموا كل الوسائل المتاحة حتى تصلوا لقانون انتخابات سليم يضمن نزاهة وشفافية العملية الانتخابية برمتها وإن فشلتم فى ذلك فتعففوا وانسحبوا واتخذوا كل ما هو متاح سياسيا وإعلاميا للمقاومة، لكن بدون أن تصبحوا جزءا من المستنقع.
اللهم انى بلغت اللهم فاشهد
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد نشأت
باذن الله لن نصل للأنتخابات في ظل حكم الأخوان
عدد الردود 0
بواسطة:
صـفـوت الـكـاشف
/////////// لقد أضاعوا التاريخ لشراء الجغرافيا ///////////