نسمع كثيرا عن خبراء إدارة الأزمات وفى كل محافظة مصرية إدارة خاصة لإدارة الأزمات، وعندنا فى مصر لا نلتفت إلى الأزمة أو نسميها (أزمة) إلا بعد وقوع الكوارث ووقوع ضحايا ومصابين فنبدأ فى التحرك؛ وقد أصابت مصر فى الأيام القليلة الماضية موجة من الأمطار الغزيرة التى أغرقت شوارع وميادين مصر، وظلت شوارعنا ممتلئة بالمياه التى تراكمت وتسببت فى إحداث روائح كريهة ولم تستطع المحافظات التصدى لهذه الأزمة البسيطة وحتى الشوارع الرئيسية فى المدن لم تجد من المسئولين أى محاولة لرفع المياه منها.
ومن المتعارف عليه أن التعرف على ثقافة شعب من الشعوب لزائر جديد او للسائحين يتم بمجرد النظر لحركة النقل والمرور وصورة النظافة فى الميادين والمظهر المعمارى للمبانى وحركة المقاهى والمطاعم فى صورة حضارية ومدى التلوث السمعى، ثم للتعمق أكثر يتم النظر إلى المستشفيات الحكومية وأقسام الشرطة والأسواق.
وعقب هطول الأمطار غرقت بلادنا فى شبر ميه كما يقولون فكيف نقيس مستوى الثقافة فى بلد فشلت فى التعامل مع مياه الأمطار وتركتها فى الشوارع راكدة حتى تعفنت وأخرجت الروائح التى تزكم الأنوف؟ إننا فى مصر بحاجة إلى إنشاء وزارة متخصصة لإدارة الأزمات تضع الخطط العاجلة لتفادى الأزمات التى تطل برأسها على المجتمع المصرى وتسعى لإنقاذ ما يمكن إنقاذه وترصد الأزمات الأكثر شيوعا وتتعرف على أسبابها وسبل حلها وتسجل إحصائيات دقيقة داخل المحافظات لعدد الأزمات السنوية وكيف تعامل معها المسئولين وهل هناك عجز فى الأدوات والمعدات التى تحتاجها الدولة للتصدى للأزمة المزمنة وغير ذلك من الدراسات التى تجاوزها العالم المتحضر عند وضع أسس التعامل المسبق مع الأزمات.
وعندما يتحدث البعض عن وجود أيد خفية تصدر لمصر الأزمات فنتساءل وأين الخبراء فى إدارة الأزمات.
أمطار