أكد وزير خارجية كوسوفا أنور هوجا، أن السياسة المصرية الجديدة تعد نموذجا عظيم لدول العالم، معربا عن اعتقاده أنه حان الوقت لتتخذ مصر قرارا إيجابيا بشأن الاعتراف بدولة كوسوفا.
وقال أنور هوجا إن كوسوفا تثمن دعم مصر لها على المستوين الحكومى والشعبى، منوها إلى "أن مصر ساعدت كوسوفا للحصول على عضوية البنك الأوروبى للتعمير والتنمية العام الماضى، كما قدمت إلى كوسوفا يد العون للحصول على العضوية فى مؤسسات دولية مثل صندوق النقد الدولى، وأعتقد أن مصر تعتزم انتهاج سياسة جديدة تحمل المزيد من المساندة لكوسوفا".
وأضاف هوجا "هذه زيارتى الثانية لمصر حيث سبق لى أن زرت القاهرة فى سبتمبر 2011، وتضمنت أجندة زيارتى مقابلة مع وزير الخارجية محمد كامل عمرو، وكان لقاء مثمرا، حيث ناقشت معه التطورات التى تمر بها كوسوفو، كما التقيت أيضا الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربى.
وحول مدى استجابة مصر لمطلب كوسوفا بالاعتراف بها، قال هوجا "وزير الخارجية المصرى أخبرنى أن مصر تدرس بجدية مسألة الاعتراف بكوسوفا، مضيفا " لكن مثل هذه القرارات هى قرارات سيادية للدول، لذا لا يمكننى التحدث باسم الحكومة المصرية، ولكن ما أستطيع قوله هو أن شعب كوسوفا ناضل خلال العشرين سنة الأخيرة من أجل الاستقلال، ولدينا ذات التطلعات التى تسعى إليها العديد من الدول العربية فى السنوات الأخيرة، فى الكفاح لنيل الكرامة والعدالة والحرية".
وفيما يتعلق بتأخر رد فعل مصر إزاء الاعتراف بكوسوفا، قال هوجا، إن مصر تمر بمرحلة انتقالية لا يتجاوز عمرها العامين، لكنه أضاف أنه لمس تقدما كبيرا فى مصر مقارنة بزيارته الأولى إلى القاهرة عام 2011، مؤكدا أن مصر بوضعها الجديد لديها سياسية جديدة بشأن الاعتراف بكوسوفا.
وعن وجود اتصالات مباشرة على مستوى رئيسى مصر وكوسوفا، قال أنور هوجا وزير خارجية كوسوفا، إن وجود محاولة سابقة لترتيب لقاء بين الرئيسين خلال العام المنصرم لكنها لم تتم، مضيفا أن "الرئيس الكوسوفى مهتم للغاية بتوطيد العلاقات مع مصر ونحاول ترتيب زيارة إلى مصر فى المستقبل القريب للرئيس ورئيس الوزراء".
وأضاف هوجا فى هذا الصدد، إن "أهمية تلك الزيارة تتعدى مسألة الاعتراف بكوسوفا، إلى الرغبة الحثيثة فى تعاون مشترك وثيق فى مجالات التجارة والتعليم والثقافة، لاسيما وأن مصر تقدم العديد من المنح الدراسية لطلاب كوسوفا للدراسة فى القاهرة وغيرها من المدن المصرية، ونتطلع أن يأتى طلاب مصريون للدراسة فى كوسوفا".
وعن مشاركة بلاده فى القمة الإسلامية المقبلة فى القاهرة مطلع الشهر المقبل، قال هوجا " لقد شاركت فى القمة السابقة التى أقيمت فى جيبوتي، من خلال اجتماعات وزراء خارجية الدول المشاركة، حيث تلقيت دعوتين للمشاركة من منظمة التعاون الإسلامي، ورئيس وزراء جيبوتى".
وأعرب وزير خارجية كوسوفا عن أمله أن تشارك بلاده فى القمة المقبلة فى القاهرة، مضيفا "أن الفكرة الأساسية من مشاركة كوسوفا هو إطلاع كافة الدول المشاركة على التقدم الذى حققته كوسوفا خلال الخمس سنوات الماضية". وقال: رسالتى الأساسية للمؤتمر هى أن الدول الإسلامية لديها التزامات أخلاقية لدعم كوسوفا، التى تمتلك أغلبية مسلمة، وأعتقد أن الوقت مناسب للحكومة المصرية والحكومات العربية وأعضاء منظمة التعاون الإسلامى، للاعتراف بكوسوفو كدولة مستقلة".
وحول وجود ضغوط خارجية لمنع بعض الدول العربية من الاعتراف بكوسوفا، قال هوجا إنه لا يعتقد بوجود ضغوط، مشيرا إلى أنه "خلال الأعوام الماضية، جنحت العديد من الدول إلى التركيز على أوضاعها الداخلية، أكثر من اهتمامها بالشئون الخارجية، لذا أعتقد أن الاعتراف الكامل بكوسوفو مسألة وقت، ولا تقتصر درجة الأهمية على حصول كوسوفا على الاعتراف من الحكومة المصرية بقدر ما نصبو إلى تحقيق تعاون كامل بين البلدين، لاسيما وأن الشعبين تجمعهما روابط تاريخية مشتركة وثقافة مشتركة ودين واحد، وهو ما يسهل من سبل التعاون الوثيق".
وعن رؤيته لمستقبل الأوضاع فى مصر، أعرب وزير خارجية كوسوفا أنور هوجا عن فخره بتحقق توقعاته التى نقلها للعديد من وزراء الخارجية عند بداية المرحلة الانتقالية فى مصر، مؤكدا أنه كان من القلائل الذين تنبئوا أن تمر المرحلة الانتقالية فى مصر بشكل هادئ وسلس بعيدا عن العنف.
وقال أنور هوجا، إن "مصر دولة عظيمة، من أعرق وأقدم الدول، لديها حضارة عظيمة، كما أن المجتمع المصرى هو الأكثر يقظة وديناميكية فى هذا الجزء من العالم، وأتوقع مستقبلا زاهيا لمصر، كما أن قرارات الرئيس محمد مرسى وحكومته والبرلمان المصرى، والنهج المتبع لتشكيل السياسة المصرية الجديدة يمثل نموذجا عظيما للعديد من دول العالم".
وعن تأثير التغيرات فى مصر على موازين القوى بين إسرائيل وفلسطين، قال هوجا "أعتقد أن مصر تمثل عاملا رئيسيا لتحقيق السلام والاستقرار فى الشرق الأوسط، وذلك فيما يتعلق بدورها فى إقناع الأطراف للجلوس على طاولة المفاوضات، حيث يبذل الرئيس مرسى ورئيس الوزراء ووزير الخارجية جهودا مهمة فى دعم الاستقرار فى مناطق مختلفة من العالم".
وأضاف أن "مصر تمثل الدولة الأكثر أهمية فى جامعة الدول العربية، كما أنها أحد أهم أعضاء منظمة التعاون الإسلامي، وأحد أهم الدول الأفريقية، وهو ما يعنى أن مصر لاعب سياسى مهم".
وفيما يتعلق برؤيته لمستقبل الأوضاع فى سوريا، قال وزير خارجية كوسوفا، إن بلاده تعد من أوائل الدول الأوروبية التى دعمت الشعب السوري، لاسيما وأن كوسوفا هى الأخرى تعرضت للقمع فترات طويلة على يد الرئيس الصربى الأسبق ميلوسوفيتش الذى ارتكب نظامه إبادة جماعية فى كوسوفا والبوسنة، مشددا على ضرورة أن يتنحى بشار الأسد عن حكم سوريا، وأن يضطلع المجتمع الدولى بدوره لإيقاف العنف وسفك الدماء هناك.
وزير خارجية كوسوفا: السياسة المصرية نموذج عظيم
الثلاثاء، 15 يناير 2013 03:09 م
وزير خارجية كوسوفا أنور هوجا
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة