تحدثت صحيفة "واشنطن بوست" فى افتتاحيتها عن تلميحات إدارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما إلى تقليص المهمة الأمريكية فى أفغانستان. وقالت إن أوباما فى وصفه لتلك المهمة بعد لقاءه بالرئيس الأفغانى حامد كزراى مؤخرا، قال "لقد كان من مصلحة الأمن القومى لنا أن تكون أفغانستان مستقرة وذات سيادة، وأن تكون لاعبا دوليا مسئولا فى شراكة مع واشنطن، وأن يكون لديها قدراتها الأمنية الخاصة وعلى الطريق الذى سيحقق على الأرجح الرخاء والسلام لشعبها". وواصلت الصحيفة :"لكن ما لم يقوله أوباما أن إداراته فى طريقها للتخلى عن هذه المصلحة".
وتتابع الصحيفة إنه للحفاظ على الاستقرار فى أفغانستان بعد عام 2014، أى بعد انسحاب القوات الأجنبية المتوقع، فإنه على الولايات المتحدة وحلفائها أن يتركوا وراءهم ما يكفى من القوات التى تمكن الجيش الأفغانى من العمل بكفاءة كافية لمنع طالبان من استعادة السيطرة على المناطق الجنوبية والشرقية التى أخرجت منها عام 2009. فحدوث مثل هذا الأمر يمكن أن يغرق البلاد مرة أخرى فى حرب أهلية مثلما كان الحال فى التسعينيات ما سمح للقاعدة بإيجاد ملاذ آمن. وشددت الصحيفة على أهمية الدعم الجوى الأمريكى والدعم الاستخباراتى وإزالة الألغام والإخلاء الطبى الذى يعطى الجيش الأفغانى القدرة على التنقل والسماح بالبقاء فى مواقع الهجوم.
وترى الافتتاحية أنه يبدو واضحا بما يكفى أن بقاء حوالى 3 آلاف من القوات الأمريكية أو أقل فيما بعد عام 2014 يعنى الاضطرار إلى التخلى عن مهمة تمكين الجيش الأفغانى. فلن يكون هناك ما يكفى من الأفراد لتنفيذ الهجمات ضد القاعدة. كما أنه واضح أيضا أنه بدون الدعم الأمريكى للقوات الأفغانية فإنه لن يحدث تراجع كبير لحركة طالبان. وترى "واشنطن بوست" أن باراك لم يكن واضحا، فرغم أنه بدا أنه يأخذ فى الاعتبار الخيارات لمستقبل وجود أمريكى يجعل السماح بتقديم تدريب ومساعدات للقوات الأفغانية أمرا مستحيلا، إلا أنه لم يتحدث عن نية للتخلى عن المهمة. بل على العكس دافع عن الهدف الأول للولايات المتحدة فى تدريب ومساعدة وتقديم المشورة للقوات الأفغانية حتى تستطيع أن تحافظ على الأمن بنفسها.
وختمت الصحيفة افتتاحيتها قائلة إن كرزاى من جانبه قال: إن أرقام القوات الأمريكية لن تشكل فارقا فى الوضع فى أفغانستان بل إن العلاقة الأوسع بين واشنطن وكابول هى التى ستحدث فارقا لأفغانستان وفى المنطقة. وتعلق الصحيفة على ذلك قائلة إن الرئيس الأفغانى يعرف جيدا، أن الأرقام ستعكس رغبة أوباما فى الالتزام بالعلاقة. والأرقام القادمة من البيت الأبيض ليست واعدة.
"واشنطن بوست" تنتقد تلميحات أوباما إلى التخلى عن الجيش الأفغانى
الثلاثاء، 15 يناير 2013 10:59 ص