على رمضان يكتب: الشقيقة الكبرى

الثلاثاء، 15 يناير 2013 05:14 م
على رمضان يكتب: الشقيقة الكبرى الشيخ العريفى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الخطب والنداءات التى وجهها الشيخ العريفى مشكوراً لجموع العرب، ذاكرا فضائل مصر عبر تاريخها الطويل المزدحم بالأحداث العظام على المصريين خاصة وعلى العرب عامة، تعود بنا إلى ذكريات أيام الحلم المصرى بالقومية العربية التى هى طريق الحرية من الاستعمار، فدفعت مصر بالمال والسلاح لدعم ثورات العرب مثل الجزائر، وكان بيان الثورة الجزائرية الأول ينطلق من إذاعة مصر، وبالتحديد من إذاعة صوت العرب،، ثم دفعت مصر بالآلاف من المدرسين من أبناء مصر إلى البلدان العربية لتدريس مناهج العلم المختلفة فى مدارسها لأبناء هذه الدول الذين كانوا ينظرون للمدرس المصرى نظرة المغشى عليه من شدة إعجابه بمخزون العلم فى رأسه، وقدرته على التنوير والتعليم والتدريس وبكل اللغات.

يومها كان المحتل الفرنسى قد غادر لتوه بلدانا عربية كتونس والجزائر والمغرب، والإيطالى من ليبيا، وترك خلفه السمة الأساسية التى يزرعها الاحتلال الفرنسى فى البلدان التى استعمرها، فأول ما يبدأ به هو محو اللغة الأم فى هذه الدول وتحوير لسانها ليبدأ فى زرع لسان أعجمى فرنسى يهدم بها تاريخ وحضارة هذه البلد أو تلك، وهذا ما فعلته فرنسا فى أبناء المغرب العربى الشقيق، فما كان من مصر الثورة آنذاك إلا أن حشدت مدرسى اللغة العربية فى طيرانها ودفعت بهم إلى مدارس المغرب العربى ليتولى هؤلاء المدرسون المصريون "صنفرة" اللسان العربى مما أصابه وتوجيه الدفة تارة أخرى إلى التحدث باللغة العربية الصحيحة، والأولى بالذكر أن الخزينة المصرية هى التى تولت الإنفاق على إقامتهم ورواتبهم.

كذلك فعلت مصر مع أشقائها فى السودان وليبيا والأردن والسعودية، وكان الثمن الذى دفعته مصر لتأييدها الجزائر باهظا، عدوانا ثلاثيا من فرنسا وإنجلترا وإسرائيل يضرب مدن القناة الثلاث.

مصر أرسلت أيضاً جيوش العلم وجيوش السلاح إلى اليمن الذى أصبح سعيدا بقدوم المصريين، ومازالت الأجيال اليمنية تنظر فى وجوه المصريين لتبحث عن عبد الناصر الأسطورة التى احتلت قلوب أهل اليمن حتى تاريخه.

وكانت مصر هى البلد التى طلب منها الخليفة العادل عمر أن تصنع للكعبة كسوتها من قماش القطن الفيومى المعروف بالقباطى، لمتانته وجودته، فأصبحت مصر من يومها تتولى كساء الكعبة، خاصة عندما تولى العزيز بالله حكم مصر وجعل الكسوة بيضاء، وكان إصراره نابعاً من وقوع الحرمين فى نطاق حكم وسطوة ونفوذ مصر آنذاك، حتى إنها أنشأت فى مكة والمدينة المنورة دار السعادة لتكون مقراً للحكومة لخدمة المحتاجين وهى التى تحولت بعدها إلى التكية المصرية التى تولت صرف الإعانات والزكاة وكانت ملاذا للفقراء والمحتاجين من أهل مكة والقادمين من أجل العمرة والحج.

آنذاك تشكلت إمارات من قبائل عمانية بعد انسحاب الاستعمار البريطانى فى أوائل السبعينيات منها لتبدأ مصر فى إرسال جيوش العلم لرأس الخيمة وما جاورها.

المؤسسات العربية لا تنكر تشييدها وتأسيسها بسواعد مصرية من إداريين ومدرسين ومحاسبين ومهندسين وأطباء وعمالقة وعباقرة وعمال وبنائين، والعقول العربية لا تنكر أيضا نهضتها على أيدى أصحاب ورواد الفكر والأدب والفن المصرى مثل زكى طليمات مؤسس المسرح الكويتى، وهم فى ذات الوقت الأدنى مما ينالوا من مرتبات بالمقارنة بالجنسيات الأخرى.

العريفى أعاد للأذهان ما حاولت الذاكرة العربية شطبه ومحوه من تاريخ الشقيقة الكبرى التى ساندت البعض ليرتفع رأسه وذكره بين الرؤوس، فلما نبت الريش فى جناحيه طار وحلق بعيداً وأنكر فضل الآخرين.
العريفى حاول إحياء الضمائر وعودتها إلى النفوس، ولكن هيهات أن يحيا ضمير وأده صاحبه عامداً متعمداً ومع سبق الأصرار والترصد.
الحديث عما تقدمه مصر لشقيقاتها من الدول العربية لا يدخل تحت مسمى مساعدات، وإنما هو من أولويات واجبات من نسميها فى صعيد مصر: "الكبيرة" التى تعطى ولا تنتظر المقابل، وتعانى فى صمت وتتحمل المشاق ويمنعها كبرياؤها أن تشكو أو تتضجر مما فوق كاهليها، وتساعد وتعاون من يلجأ إليها فى ضرائه ويروغ عنها فى سرائه، هى حقاً كبيرة: عمراً وتاريخاً وأصالة.





مشاركة




التعليقات 10

عدد الردود 0

بواسطة:

عماد تيسير

كلمة حق

الله يكرمكم اهل العرب

عدد الردود 0

بواسطة:

mostafa mamdouh

حقا انها مصر

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد سليمان

من الرياض الى ام الدنيا مصر

عدد الردود 0

بواسطة:

مسعد كامل القيسى

بقصد او بدون قصد

عدد الردود 0

بواسطة:

الفاروق عمر

الى التعليق رقم 3

عدد الردود 0

بواسطة:

صابري-الجزائر

شكرا...أما بعد

عدد الردود 0

بواسطة:

الحـــــــــارثي السعودية

بل أفضال السعــودية على مصر والمصريين

عدد الردود 0

بواسطة:

anssary

ان شاء الله يوحد الله العرب بقدرتة

عدد الردود 0

بواسطة:

عاصم

الى التعليق رقم 7

عدد الردود 0

بواسطة:

احمد السيد

إلى التعليق رقم 7

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة