عسكريون بريطانيون يحذرون من جر بلادهم لمواجهة الإسلاميين فى مالى

الثلاثاء، 15 يناير 2013 12:45 م
عسكريون بريطانيون يحذرون من جر بلادهم لمواجهة الإسلاميين فى مالى ديفيد كاميرون رئيس الحكومة البريطانية
كتبت ريم عبد الحميد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نقلت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية تحذيرات كبار المسئولين العسكريين فى بريطانيا من أن بلادهم قد تقع فى شرك مواجهة الإسلاميين فى مالى، ولفتوا إلى أن أى عمل يتطلب موارد أكبر بكثير من التى تم نشرها حتى الآن.

وأوضحت الصحيفة أن كبار القادة العسكريين فى المملكة المتحدة سيعربون عن موقفهم بشكل واضح فى اجتماع مجلس الأمن القومى البريطانى مع رئيس الحكومة ديفيد كاميرون اليوم، ويحظى القادة العسكريون بدعم وزير الدفاع فيليب هاموند.

وتقول الصحيفة إنه بعد ثلاثة أيام من الهجمات الجوية الفرنسية فى مالى، أطلق الإسلاميون هجوما مضادا أظهر أنهم ليسوا فقط قوى مستهلكة. فقد هاجموا مواقع حكومية فى مدينة ديابالى، بعد أن عبروا نهرًا فى جماعات صغيرة تحت جنح الظلام. وقد تمددت بالفعل الموارد البريطانية مع تحويل ناقلات الطائرات RAF من أفغانستان لنقل المعدات الفرنسية إلى مالى. وكان هناك نقص فى هذه الطائرات ويتم استخدامها لقدراتها الكاملة.

من ناحية أخرى، حذرت الصحيفة من خطورة الإسلاميين فى مالى لدرجة لا يمكن تجاهلها، وقالت فى افتتاحيتها إن التدخل العسكرى فى الصراعات الخارجية لا يمكن أن يؤخذ بشكل هين. لكن مع تهديد المتشددين الإسلاميين فى مالى بقلب البلاد، وتقويض الاستقرار فى المنطقة، وتسليم منطقة شاسعة من الساحل للقاعدة وأشباهها، فإن مخاطر تجاهل طلب هذا البلد الأفريقى للمساعدة كانت كبيرة للغاية، ولدرجة لا يمكن تجاهلها. لافتة إلى أن التحرك السريع من جانب الرئيس الفرنسى، وبرغم تردده، كان مرحبًا به.

وتحدثت الصحيفة عن المشكلات فى مالى، والتى بدأت قبل عام مع سلسلة من الهزائم من جانب انفصالى توراج الذين تلقوا مساعدة من المقاتلين الإسلاميين الذين عادوا لبلادهم بعد سقوط القذافى فى ليبيا. وبعد دعمهم لانقلاب عسكرى وانسحاب الجيش من الصحراء الشاسعة فى الشمال، تم تهميش الانفصاليين العلمانيين وتنحيتهم من جانب حلفائهم السابقين، وسيطر المتشددون على مساحة كبيرة من الأراضى بقدر مساحة فرنسا.

ومضت الصحيفة قائلة إنه على الرغم من تأكيد وزير الخارجية الفرنسى بأن التدخل فى مالى سيستمر أسبوعين فقط، إلا أنه من الصعب التأكد من لك، فالتقدم هناك حتى الآن بسيط، والمسلحون يكسبون أرضا فى جزء واحد على الأقل من البلاد. ومخاطر الجمود العسكرى ووقوع خسائر بين المدنيين وشن هجمات إرهابية انتقامية على فرنسا ومناطق أخرى فى أوروبا حقيقية تماما.

ونظرا لتلك المخاطر، فإن أول معترك لـ"هولاند" فى السياسة الخارجية هو ببساطة تشتيت الانتباه عن التراجع الكبير فى مصداقيته فى الداخل. وتحذر الصحيفة على أن الاندفاع من جانب واحد لمساعدة مالى غير مريح بعد وعد "هولاند" بقطع العلاقات الأبوية مع المستعمرات الفرنسية السابقة.

وخلصت الصحيفة فى النهاية إلى القول إنه برغم كل صعوبات التدخل فى مالى، فإن البدائل أسوأ، وهناك الكثير من الدروس المستفادة من أفغانستان ومخاطر وجود دولة فاشلة تقدم ملاذا للإرهاب العالمى.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة