خبراء لـ"اليوم السابع": 5 أسباب وراء حوادث القطارات.. العمال: فساد القطاع وراء تكرار الحوادث.. واستغثنا بالمسئولين آلاف المرات بسبب تهالك القطارات.. سائق قطار يؤكد صفقة القطارات الحديث "ge" غير مطابقة

لم تهدأ قلوب أمهات أبناء قطار أسيوط الذى راح ضحيته 51 تلميذا منذ ثلاثة أشهر حتى تشتعل قلوب جديدة لأمهات وآباء شباب الأمن المركزى وشباب القرى والمحافظات البسطاء فى حادثة قطار البدرشين التى وقعت أمس، ليسقط ضحيتها حتى كتابة هذه السطور 117 مصابا 18 شهيدا،خبراء وعمال تحدثوا لـ"اليوم السابع" قدموا تحليلا لأسباب تكرار حوادث القطارات، وأكدوا أن العامل دائما يدفع ثمن إهمال الرؤساء.

من جانبه وضع حسام فودة مسئول الأمن بوزارة النقل سابقا "مستشار وزير النقل لشئون السكك الحديدية السابق أربع أسباب لتكرار حوادث القطارات، قائلا: "حادث أمس قد يرجع لعدة أسباب أولا حدوث هبوط فى طريق القضيب نفسه، نتيجة خلخلة أسفل القضيب فى طريق السكة الحديد نفسها، ثانيا قد يكون الحادث بسبب سوء فى عملية الصيانة أو قد يحدث حادث بسبب عطل فى الفرامل، وأخيرا قد يحدث الحادث بسبب سرعة القطار فوق المقررة"، ليضيف قائلا: "ولكن يجب الأخذ فى الاعتبار أن منظومة السكة الحديد كلها متهالكة فلا يوجد قطع غيار فى المؤسسة للقطارات ، حتى شحنة القطارات الجديدة عام 2008 ge"" التى كانت مكون من 120 قطارا تقريبا كانت غير مطابقة للمواصفات، فمحور الارتكاز المسئول عن توازن القطارات غير مناسب تسبب فى شروخ لجميع عجل القطارات، وحتى يغطى المسئولون فشلهم فى حل تلك الأزمة حاولوا الاستعانة بالمسئولين الأجانب ولكنهم فشلوا تماما".

ويضيف بقوله: "على مسئوليتى الخاصة العامل مظلوم فى كل حاجة، لابد من البحث عن القيادات التى لا تتابع عملها بما يرضى الله، حادث قطار أمس تحديدا كان متوقعا جدا لفشل إدارة السكك الحديد عن حل مأساة قطاع السكة الحديد المعروفة، فحادث أمس حدث بسبب خروج البوجى "هيكل القطار السفلى الذى يحمل الأربع عجلات"، عن إطار القطار فحدث التصادم بين عربة القطار وقطر البضائع، لذا فعامل المزلقان أو سائق القطار لا يعتبرون مسئولين بأى درجة من الدرجات، فالسكة الحديد محتاجة لمتابعة شديدة وقوية، لأنها تعانى من الإهمال الشديد، والكادر التى اعتادت على عدم العمل ومتابعة من الرفات لا تزال تتبع نفس المنهج، فالعمل يريد أن يعمل ولكن القيادات لا توفر له المناخ للعمل، فرغم تصريح وزير النقل بعدم تكرار حادث أسيوط مرة أخرى لم تمر ثلاثة أشهر ووقع حادث أكثر بشاعة، فضلا عن حادث حريق قطار جراف بالبدرشين بنفس مكان حادث أمس تقريبا، ولكنهم عتموا عليه بدرجة شديدة حتى لا يفضح أمرهم ولا يظهر فشلهم على السطح".

وأكد فودة أن سببا من أسباب فشل منظومة السكة الحديد يتعلق بصفقات المشبوهة التى تعقدها الحكومة قائلا: "المسئولون لا يسمحون للعامل بالابتكار وتوفير قطع غيار مناسبة رغم امتلاكنا ورش مجهزة لإنتاج قطع غيار، فإلى الآن تشترى الحكومة قطع غيار للقطارات من الخارج، ولكنها لا يتم استعمالها وتركها بالمخازن حتى تهلك ثم تباع قطع غيار من جديد – على حد تعبيره، مؤكدا أنه تقدم ببلاغ للنائب العام يوضح بها كل مشاكل قطاع السكة الحديد.

وأكد محمد عبد الستار عامل فى السكة الحديد ورئيس النقابة المستقلة لعمال السكة الحديد، أنه بعد حادث قطار أسيوط الأخير أكد أنها لن تكون الحادثة الأخيرة لقطاع السكة الحديد لأسباب متعددة وصفها قائلا: "طالما مجلس الإدارة فاسد، ولا يهتم بصيانة القطارات وتوفير قطع غيار مناسبة ولا تدريب العمال وتطويرهم فى معهد وردان الذى أغلقوه حتى لا يطوروا أداء العامل، ويستمروا فى استيراد قطع الغيار من الخارج، لابد أن تكثر الحوادث"، ليضيف قائلا: "ورش أبو زعبل أكبر دليل على إهمال الحكومة وإدارة السكة الحديد، فهل لا يريد العامل العمل وتطوير الأداء، فالورش متهالكة تماما ولا يوجد قطع غيار، والآن بالتأكيد نحن نتوقع أن يكون كبش الفداء فى النهاية هو العامل وليس المسئول عن تطوير أداء المؤسسة، لذا فنحن الآن بصدد التفكير فى أساليب تصعيدية لإحداث حل جذرى للمؤسسة".

سائقو القطارات كان لهم أيضا جانب هام فى توضيح الصورة، فمن جانبه أكد الشيخ رابح ابر هيم سائق مقطورة، أن العامل مظلوم تماما مما سماه "الافتراءات الإعلامية" التى تسقط التهم على العمال دون التحقق من أسباب الحادث، قائلا: "العامل ليس بالخبير فى صيانة القطار، فنحن لا يمكن الخروج بقطار إلا بعد تصريح من مهندس القطاع بعد فحص شامل للقطار والإمضاء على استمارة تعرف بـ"20 ب"، مستعينا بطقم كامل من المهندسين للتصريح بخروج القطار، وما على العمل إلا بإجراء اختبار بسيط لسير القطار، لكن ليس من مسئوليته متابعة حال الفرامل أو العجلات مثلا، فالمنظومة كلها فاسدة والجميع يريد القفز من المركب وإلقاء التهم على غيره".

ويضيف رابح قائلا: "أحيانا نخرج بالقطارات على مسئوليتنا الخاصة لتسير عجلة الإنتاج، والمسئولون لا يوفرون للعامل الوسائل المناسبة للعمل وفى النهاية يحملونا الكوارث، فحتى شحنة القطارات الجديدة التى استوردتها الحكومة المعروفة بـ "ge" عام 2008 ودفعت بها المليارات جاءت وهى غير مطابقة للمواصفات، بل تغير طقم العجل بالكامل والقطارات لا تزال فى توقيت الضمان".

معلومات:

عام 2007: 1231 مصابا حادثة قطار نتج عنها 53 مصابا و30 قتيلا
2008: 1293 حادث قطار نتج عنه 115 مصابا و72 قتيلا
2009 : 1577 حادثة نتج عنها 155 مصابا و64 قتيلا
2010: 1057 حادثة نتج عنها 49 مصابا و30 قتيلا
2011: 489 حادثة نتج عنها 60 مصابا و45 قتيلا

توزيع حوادث القطارات الجغرافى: 45 % الوجه البحرى، و23 % المنطقة المركزية، و32% الوجه القبلى.