هذا المصطلح معروف ومتداول من زمان وكل المخلوقات الحية تتميز بهذا الصراع، أما أنه بيكون بدافع البقاء أو أن يكون بدافع الاستمرار والسيطرة ومحو الماضى، وفى البشر عامة وفى السياسة بوجه خاص يكون هذا الصراع من أجل السلطة والسيطرة ويكون البقاء هنا للأقوى، فتتصارع الإدارات المتلاحقة والقوى السياسية المتضاربة من أجل فرض الهيمنة والسيطرة، فالمعارضة تتصارع مع النظم الحاكمة من أجل محاولة الوصول للحكم وفرض رأيها، والنظم الحاكمة تقاوم المعارضة من أجل البقاء فى السلطة واستمرار الهيمنة والسيطرة على مقاليد الأمور وخيرات البلاد، وعادة فى الدول المتقدمة والتى عندها ديمقراطية حقيقية يكون هذا التنافس شريف ونزيه ونظيف وعادة لو انهزمت المعارضة فإنها لاتحاول هدم المعبد والبلاد فوق رؤوس الحكام والعباد، وإنما تنتظر وتتمهل وتحاول أن تمد يد العون والمساعدة للنظام الحاكم الذى يعمل جاهدا بحق من أجل تحقيق برامجه وخططه وأهدافه التى أعلن عنها ويستعين فى ذلك بأهل الخبرة والثقة، وليس أهل الثقة فقط، حتى وإن كانوا من المعارضة لتحقيق مصلحة البلاد العليا، لكن عندنا فى الشرق فى مصر والبلاد الأفريقية والعربية لايتم ذلك إطلاقا، فهى حرب شعواء بين المعارضة إن وجدت، وتم السماح لها بالوجود أصلا، وبين النظام الحاكم وكلاهما يستخدم كل الأسلحة المتاحة والممكنة لديه سواء كانت أسلحة مسموحة أو حتى أسلحة قذرة من نوعية الإشاعات المغرضة والدسائس والمؤامرات وتبادل الاتهامات بالعمالة والخيانة، ويتناسى الجميع مصلحة البلاد العليا، ويبقى الهدف غير المعلن هو الصراع من أجل المناصب والمصالح والسلطة والسياسة، ولا يتعاونا معا أبدا وإنما فقط يتصارعون، ويصبح المبدأ عندنا الذى نؤمن به هو "البقاء للأقوى".
صورة ارشيفية