دعا الدكتور أنور عشقى مدير مركز الشرق الأوسط للدراسات الإستراتيجية والقانونية بالسعودية، إلى ترشيح الدكتور أكمل الدين إحسان أوغلى، الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامى أمينا عاما للأمم المتحدة، وقال "إن إحسان أوغلى خدم الإنسانية ولا يزال يقدم لها العطاء"، مؤكدا على أن ترشيحه لهذا المنصب سيكمل مسيرته التى بدأها فى منظمة التعاون الإسلامى، ويخدم الأمن والسلام العالميين.
وكان إحسان أوغلى قد ألقى مساء أمس الأحد، محاضرة فى المركز تحت عنوان "إنجازات منظمة التعاون الإسلامى والتحديات المستقبلية التى تواجهها"، حيث أكد خلالها أن المنظمة هى صوت الأمة الإسلامية، وإجماع الدول الأعضاء، مؤكدا أن فى هاتين النقطتين تكمن مواطن القوة والضعف، وأشار إلى أن النجاح فى هذا السياق يأتى من استنباط عناصر النجاح من هاتين النقطتين، الأمر الذى يحتاج إلى صبر ووقت وجلد كبير.
وشدد إحسان أوغلى على أن إصلاح المنظمة من الداخل كان أحد الوسائل التى دفعت باتجاه تحقيق عناصر النجاح، بالإضافة إلى برنامج العمل العشرى الذى وضع لائحة الأهداف للمنظمة فى قمة مكة عام 2005، وتوطيد مكانة المنظمة دوليا من خلال تبنى القيم العالمية التى باتت جزءا من أهداف ومواثيق المنظمة كى تظل خارج السياق العالمى.
وأشار إحسان أوغلى إلى الإنجازات فى مجالات حقوق الإنسان من خلال إنشاء الهيئة الدائمة والمستقلة لحقوق الإنسان، بالإضافة إلى تمكين المرأة فى المنظمة، عبر إعلان وثيقة المرأة التى أقرتها الدول الأعضاء، وقرار إنشاء منظمة تنمية المرأة التى سيكون مقرها القاهرة.
ولفت إلى إنشاء إدارة الشئون الإنسانية عقب كارثة تسونامى، والتى أوجدت آلية دائمة فى المنظمة لمواجهة الكوارث الإنسانية الطبيعية والبشرية فى العالم الإسلامى الذى يعد أحد أكثر المناطق تعرضا للكوارث.
وفى المجال الاقتصادى أوضح إحسان أوغلى أن المنظمة نجحت فى رفع نسبة التبادل التجارى إلى 18% بعد أن كانت لا تتجاوز نسبة الـ14% فى عام 2004، لافتا إلى أنه فى حال أقرت الدول الأعضاء الاتفاقيات التجارية التى وضعتها المنظمة خلال السنوات القليلة الماضية، فإن نسبة التبادل التجارى سوف تتجاوز الـ20% التى وضعت هدفا فى الخطة العشرية بحلول عام 2015.
وأشار إحسان أوغلى إلى قضية الإسلاموفوبيا، محذرا من عملية الخلط فى تناول هذه المسألة، عبر اتهامات مغلوطة بين الطرفين، ملقيا باللائمة على المتطرفين فى الجانبين الغربى والإسلامى، وأشار إلى أن فيلم (براءة المسلمين) البذىء صدر عن مجموعة من الأشخاص، لا يمثلون الولايات المتحدة، لا رسميا أو شعبيا، مضيفا أنه وعلى هذا الأساس لا يمكن تعميم الاتهام فى الإساءة إلى الإسلام على جميع الأمريكيين، وقال إنه وفى الوقت نفسه لا يمكن اتهام جميع المسلمين بالمسئولية عن أحداث العنف التى أعقبت وضع الفيلم على الإنترنت.
وشدد على أنه لا يمكن للمنظمة استصدار قرار من الأمم المتحدة يحرّم أو يجرّم هذه الأعمال، لافتا إلى أن الأمم المتحدة ليست برلمانا تشريعيا، ومطالباً فى الوقت نفسه بضرورة اللجوء إلى ما يمكن تحقيقه فى هذا المجال، وإنفاذه فى أرض الواقع وختم محاضرته بقوله "إن أردت أن تُطاع فاطلب المستطاع"، وفى ختام المحاضرة قدم المركز هدية تذكارية لإحسان أوغلى تكريما له على دوره الكبير فى خدمة الأمة الإسلامية.
مركز دراسات سعودى يدعو لترشيح إحسان أوغلى أمينا عاما للأمم المتحدة
الإثنين، 14 يناير 2013 11:05 ص
جانب من المحاضرة