إن حب الأوطان لا يكال بالمكيال، ولا العبارات الإنشائية الباطلة فى حب الوطن التى لا ترفع من شأن البلاد.
عندما تحب وطنك فإنك لابد أن تضحى من أجله. إن حبك الحقيقى ينبع من روحك وقلبك وإحساسك وشعورك تجاه وطنك حتى تنهض به.
عندما نتكلم سوياً، ونطرح أفكارنا هنا، لابد لنا أن نقارن بين العصور القديمة والحضارات القديمة بالعصور الحديثة الآن التى لخبطت كل موازين هذا العصر.
العصر الذى يجب أن يتعلم من ماضيه. وما الفرق بين الإسلاميين فى عصر الحضارات القديمة التى كانت تواجه حضارات مثل الرومان، الهند وحضارة الصين. مقارنة بالحضارة الإسلامية حينذاك.. كانت الحضارة الإسلامية العربية من أهم الحضارات فى عصورها القديمة.
لماذا كانت حضارتنا فى القديم تعلو وتشدو بإسلامها فى الماضى، لأنها كانت حضارة إسلامية مستنيرة تنادى بالتسامح والعدالة، لا حقد فيها ولا كراهية، حضارة تتصف بالاستمرار والوحدة، حضارة إنسانية بمعنى الكلمة.
إن الحضارة الإسلامية العربية فى القدم هى بمثابة لغة حوار تبنى ولا تهدم، ليس لها أى مصالح تنتوى عليها، بل كان هدفها الأول هو نشر الإسلام بحب وامتنان، دون نبذ أى خلاف مع أى جهة أخرى من الحضارات.
كان الإسلاميون فى القدم بمثابة رموز تعيش كى تتولد من روحهم رائحة العفة وحسن طيب الجوار، كانت هدفها وجود إنسانية بكرامة، إسلامية صالحة، كانت لا تميل إلى التملك بل تدير استخدامها الاستخدام الأمثل كى ترقى. حضارة تريد تثبيت الأقدام على أرض صلبة تسودها الروح والتسامح والعدالة والتعاون بحسن طيب خاطر.
وهذا ما تعلمه الإسلاميون فى القدم على يد رسولنا الحبيب (صلى الله عليه وسلم) وثبتت الحضارة ولم تهتز يوماً ما، حتى ظهر العصر الحديث وهو العصر الذى نعيشه الآن ضاربين بعرض الحائط، أصبحنا لا نتعلم من الحضارة الإسلامية القديمة، تشبثنا بالرأى المغلوط، والفكر السيئ، وعدم وعى وإدراك بأسس الإسلام الصحيحة المستنيرة ومبادئه الهادفه، أصبح إسلاميون هذا العصر الحديث يضعون لأنفسهم فتاوى بدون شرعية، ولا أسس، يكفرون هنا وهناك، إعتداء بالقوة وليس هذا من الإسلام إلاّ فى الحروب، أراء هدامة لا تنتمى إلى ديننا الحنيف.
إسلاميون هذا العصر فكروا فى أنفسهم تحت راية الإسلام، ولكن راية الإسلام تحمل فى جعبتها الكثير من كل مبادئ التسامح والحب والوفاء والإخلاص للدين، لكن للأسف تجدهم الآن فى وطننا الغالى الحبيب يقولون ما يشاؤون. ولا يأخذوا برأى علماء وشيخونا الأزهريون المحترمين وغيرهم من الشيوخ والعلماء المحترمين.
لا أعرف بماذا هم فاعلون بهذا الدين؟ وإلى متى سيظلون على ذلك؟ يطلقون على أنفسهم التكفير والهجرة وجماعة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر وغيرها من الأسماء التى يدعون بها الآن.
أقول إذا أراد الله أن يتم تطبيق شرعه فى الأرض، فلابد أن يكون له إسلاميون مخلصين لهم لسان حق وتقوى وإصلاح وعفاف، وليس بالقوة والتشبث بالأراء.ولابد لهؤلاء الإسلاميون أن يكونوا صافى القلب، قلب لم يحمل حقد وغيظ من قبل. لابد لصفاء واعى ومستنير حتى تسير البلد فى وضعها ومسارها الصحيح.
إننى لا انتقد أحد ضد أحد، ولكننا نعيش تحت راية الإسلام، بل مصر كنانة الله فى أرضه التى تحوينا بكل ما هو حسّن وسيء، يحضرنى قول المفكر الإسلامى العظيم (رحمه الله) الشيخ محمد الغزالى حينما قال: (ذهبت إلى الغرب فوجدت الإسلام، ولم أجد المسلمين، وعدت إلى الشرق فوجدت المسلمين ولم أجد الإسلام)، وعندما اترجم وافسر هذه المقولة الشهيرة للشيخ، فلابد ان يكون هناك تسامح مع الأديان الأخرى، بل مع أنفسنا
أولاً. ولابد أن نحتوى الغالى والرخيص، نحب الوطن بإخلاص، أن نتعلم من حضارتنا القديمة. حضارة الإسلام الحقيقية. وكيف كانوا يفكرون ويصنعون. كان كل ما يشغل بالهم هو بناء دولة مؤسسات وتنوير العقول، وهنا تعنى (حضارة)، وليس بما يفعله هؤلاء الإسلاميون الآن الذين ينفذون مخططاهم لمن ولصالح من؟.. لم أعرف!
أقول لهم الوطن فى احتياج لبناء وليس فكر إسلامى مستخدم بطريقة غير هادية وبنائه بطريقة مغلوطة. إن الدين هو إيمان وعمل وانتاج بكل ما يشتمل عليه الإيمان من إخلاص وجدية على أداء الواجبات.
لابد لكم من المرونة وسعة الأفق، حتى نعلو بوطننا بين الأمم ليس بفرض السيطرة والهيمنة.
الإسلام ليس كذلك حبوا وطنكم ونحن معكم. تعلموا من الحضارات والعصور القديمة التى تبنت الإسلام ورفعت من شأنه.
وأستغرب من الإسلاميين الآن الذين يحكمون فى دول مثل أفغانستان وغيرها طبعاً.. لم تقدم شيئا على الإطلاق، بل هُدمت أوطانهم وشاع الجوع والفقر (والعياذ بالله) ، واندحرت به إلى أدنى الأمم، للأسف الشديد. لماذا كل هذا؟ بسبب التعصب والشدة وهذا على غير ما وضحه ديننا العظيم وحضارتنا الإسلامية العربية القديمة.
أقول لكم افتحوا بكل شفافية صدوركم وذراعيكم لكل البشر، بل لكل الديانات، متمنين لوطننا الغالى كل تقدم وبناء وتحرك إلى الأمام بسواعد شبابه ورجاله ونسائه وشيوخه..لا تفرضوا رأيكم بالقوة، لابد من أن يسود الوئام والتسامح والعدالة حتى ترقى بلادنا ويعلو شأنها.
محمد شوارب يكتب: ثقافة التسامح والوئام هى الحل
الإثنين، 14 يناير 2013 09:31 م