اختتمت فعاليات الدورة الخامسة عشرة لمهرجان الفنون الإسلامية بالشارقة، الذى نظمته إدارة الفنون بدائرة الثقافة والإعلام فى حكومة الشارقة، حيث استمر المهرجان لمدة شهر مشتملاً على 48 معرضاً أقيمت فى الشارقة ومدن المنطقة الشرقية خورفكان، كلباء، دبا الحصن، إضافة إلى مدينة الذيد بالمنطقة الوسطى، وتضمنت هذه المعارض أكثر من 1700عمل فنى.
وصرح هشام المظلوم مدير إدارة الفنون أن المهرجان بفضل ما يلقاه من رعاية ودعم كبيرين من قبل الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمى عضو المجلس الأعلى للاتحاد حاكم الشارقة قد حقق فى دورته الأخيرة نجاحاً كبيراً، حيث بلغ عدد الزوار 25000 زائر من الفنانين، الطلبة، الموظفين، ومحبى الفنون الإسلامية بوجه عام، وذلك منذ افتتاح صاحب السمو للمهرجان يوم الأربعاء الموافق 12/ 12/ 2012 بمتحف الشارقة للفنون بمنطقة قلب الشارقة، حيث شهد الافتتاح الرسمى إقامة 11 معرضاً دولياً لفنانين من بريطانيا، أمريكا، تركيا، أذربيجان، مصر، سوريا، إيران، قدموا مجموعة كبيرة من الأعمال الفنية التى نجحت فى تحقيق التوازن بين الفنون فى هيئتها الأصيلة، إلى جانب الفنون المعاصرة، التى استلهمت جماليات الفن الإسلامى، ومن ثم أعادت طرحه عبر تقنيات ووسائط حديثة.
وهذه المعارض هى (أربع كلمات من الشرق) لرشاد ألكبروف، (الموروث الحالى) لفايق أحمد، (سجاد الداخل) لفريد روسولوف من أذربيجان، و(أسود واحمر) للبريطانى روح العالم تعلقدار، (اقتباس) للإيرانى باباك كاظمى، (ألحان منمنمة ولحظات كبرى) للإيرانية سودى شريفى إلى جانب معرضين تركيين لكل من سيفان بيتشاكتشى وغولهيس ديباتس هما (المدينة فى خاتم)، (تحف المستقبل) ومعرض (باريرجون) للأمريكى الجنسية باباك غولكار، معرض (انعكاسات) للسورية رزان صباغ، ومعرض (قوالب خطية من مصر) من مقتنيات مدرسة محمد إبراهيم للخط العربى بالإسكندرية.
إضافة إلى خمسة معارض دولية أقيمت فى الأيام التالية للافتتاح هى معرض (خطوط مصرية) الذى ضم أعمال رواد الخط العربى فى الإسكندرية محمد وكامل إبراهيم، إلى جانب لوحات الخطاط إبراهيم المصرى، ومعرض (الخطوط الإسلامية فى الهند)، وكذلك معرض (خيول الصحراء) للفنان القطرى على حسن، و(سجادة الصلاة) للفرنسى جوناثان بيرشيناك، وأخيراً معرض (الاستشراق الجديد) للأمريكى إريك بارنس.
وقد استلهمت هذه المعارض على تنوع تقنياتها بين القديم والمعاصر كثيراً من مكونات الحضارة الإسلامية، ويأتى فى طليعتها فنون السجاد التطبيقية، إلى جانب العمارة والزخرفة الإسلامية والخط العربى فى مصر والهند وتركيا.
يذكر أن هذه الدورة قد عقدت بمشاركة 18 دولة عربية وأجنبية قدموا 269 فعالية تخصصية من معارض، ورش، دورات تعليمية، عروض فيديو، ندوات ومحاضرات، أقيمت جميعها فى ربوع الشارقة، المنطقة الشرقية، المنطقة الوسطى، كما شارك بها 27 ضيفاً من الفنانين والمفكرين، و27 مؤسسة محلية عملت مع إدارة الفنون على إنجاح فعاليات المهرجان باعتباره من المهرجانات الرائدة على المستوى الدولى فى مجال تخصصه. وقد بلغت القيمة الإجمالية للمقتنيات 600000 درهم.
كما أقيمت ندوة فكرية موازية بعنوان (الصيغ المتجددة فى الفن الإسلامى المعاصر) بمشاركة د. أحمد رجب صقر (مصر)، د. الحبيب بيدة (تونس)، د. عاصم فرمان (العراق)، الناقد عبد الرحمن السليمان (السعودية)، د. عبد الكريم السيد (فلسطين)، د. محمد أبو سبيب (السودان)، الباحث محمد مهدى حميدة (مصر)، د. نصار منصور (الأردن)، خرجت بمجموعة هامة من التوصيات من أبرزها إنشاء مركز تخصصى للدراسات فى الفنون الإسلامية بصفة عامة والتشكيلية بصفة خاصة، ومن بينها الفنون الممارساتية المرتبطة بالعمران والتصميم بصفة عامة، على أن يعنى هذا المركز بإقامة وتنظيم المؤتمرات التخصصية بشكل دائم، اعتماداً على طرح علمى مقنن، تشكيل هيئة استشارية على نطاق الوطن العربى للتداول فى موضوعات الندوات والفعاليات القادمة، الإعداد الزمنى المناسب لتجهيز متطلبات المؤتمرات وتلقى المقترحات بما لا يقل عن ستة أشهر سابقة على التنظيم، أن يصاحب الندوات الفكرية فعاليات تطبيقية معاصرة كإقامة معارض موازية تدور فى فلك الندوات والمؤتمرات، دعوة المؤسسات الأكاديمية العربية والدولية التى تعنى بالفنون الإسلامية للإسهام بمعرض حول الصيغ المتجددة، العمل على دعم الدراسات والبحوث وكذلك الباحثين المشتغلين فى نطاق الصيغ المتجددة، إيجاد آليات مناسبة لتوثيق الفنون الإسلامية، الاهتمام باستضافة الورش التطبيقية المرتبطة بموضوع الندوة، تشكيل لجنة لإعادة ضبط مصطلحات الفنون الإسلامية وإصدارها فى مكنز، تعزيز برامج تعليم الفنون الإسلامية، إقامة هذه النوعية من الندوات داخل الأكاديميات والمؤسسات التخصصية، نشر البحوث وترجمتها فى إصدار منقح وإرساله إلى كافة المراكز البحثية والجامعات، وكذلك إنشاء موقع إلكترونى يضم إصدارات رقمية توثق لجميع فعاليات المهرجان والندوة الفكرية.