الانتخابات التى من مقرر أن تجرى بعد عدة أسابيع تتنافس فيها قوتان رئيسيتان، الأولى القوى المدنية والثانية قوى الإسلام السياسى. وعلى الرغم من أن الكثيرين لا يرغبون أن يصنفوا تلك القوى المتنافسة وفق هذا التصنيف، إلا أنه لا زال التصنيف المعبر حتى الآن عن حقيقة الصراع السياسى. فالقوى الأولى هى التى تؤمن بالدولة العلمانية، ولا يعنى ذلك أن أصحاب هذا التيار على عكس ما يروج له بعض أنصار التيار الآخر، لا يؤمنون بالمطلق أو بالغيب، بل على العكس إنهم جميعًا إلا ما شذ منهم يؤدون الفرائض والشعائر ربما بشكل أكثر من غيرهم الذين يتمسكون بمظاهر معينة كاللحى وغيرها. وعلى الجانب المقابل، هناك قوى التيار الدينى التى تسعى لخلط الدعوى بالسياسى، وهؤلاء يحتمل أن بعضا منهم يتاجرون بكلمة الله ورسوله، تحت دعوى لا فصل بين الدين والسياسة، رغم أن هناك فصلا واضحا، لا مجال هنا لذكره (أنظر فى هذا الشأن مساهمات النوابغ ناجح إبراهيم وكمال الهلباوى وأسامة القوصى فى هذا الصدد).
على أن هذا الأمر لا يعنى أن أنصار الطرف الأول فى هذه الانتخابات كلهم من الملائكة، بل هناك تطرف واضح لدى بعض من هؤلاء، ما يساهم فى تخسيرهم عادة فى ساحة النزال السياسى. بل لا نبالغ إذا قلنا أن ما يكسب التيار المقابل ليس كياسته قدر خيبة الطرف الأول. هنا نذكر أن التشرذم والخلافات البينية هو ما يستثمره الطرف الثانى فى المنازلات السياسية مع الطرف الأول. التسابق على الفضائيات، والرغبة فى الأضواء والظهور، والاستحواذ على القيادة، وشخصنة الخلافات، والتباينات الإيديولوجية، كلها مثالب للتيار المدنى. هنا يبقى السؤال: هل يتعظ هذا التيار ويتعلم الدرس، ويفيق من غفوته، ويعلم أن أحد خصومه السياسيين هو من بين جنباته، بنفس قدر أهمية خصومه داخل التيار الإسلام السياسى.
بالمقابل، يتصرف تيار الإسلام السياسى دون أدنى قدر من المسئولية. فمجرد تسييس الخطاب الدينى يوحى بأننا أمام قدر من التخلف السياسى، يرجع لعدم المساواة التى يفرضها تيار الإسلام السياسى فى تعامله مع التيار المدنى. بعبارة أخرى، إننا فى مجتمع للدين مكانة رفيعة فيه، فكيف يتنافس ويتساوى من يقول لا إله إلا الله محمد رسول الله، ويقول الله..، ويقول الرسول...، مع آخرين يطرحون رؤاهم بشكل علمى بعيدًا عن استغلال الخطاب الدينى فى العمل السياسى على الإطلاق.
أما بالنسبة إلى القوى السياسية الداخلة ضمن هذا الطرف أو ذاك. فالقوى المدنية تشتمل على الوفد الذى لم يحدد حتى الآن علاقته بالمشاركة فى الانتخابات ضمن جبهة الإنقاذ، أما باقى القوى فهى التيار الشعبى (صباحى) والدستور (البرادعى) والمؤتمر (موسى) ومصر القوية (أبو الفتوح) والحرية (عمرو خالد) والمصريين الأحرار (سعيد) والمصرى الديمقراطى الاجتماعى (أبو الغار) والجبهة الديمقراطية (حرب) والتحالف الاشتراكى (شكر) إضافة للأحزاب الناصرية التى تسعى للتكتل فيما بينها تحت حزب واحد. وبالمقابل يتنافس فى الطرف الثانى الحرية والعدالة، والنور، والشعب أو الأمة المصرية الذى يتزعمه حازم صلاح أبو إسماعيل، ويضم الوطن المنشق عن النور بزعامة عماد عبد الغفور، وأحزاب البناء والتنمية الذراع السياسية للجماعة الإسلامية وحزب العمل الإسلامى بزعامة مجدى أحمد حسين، وحزب السلام والتنمية الذارع السياسى للسلفية الجهادية.
هذه هى الخريطة الانتخابية على الأرض حتى الآن.
وعلى الله قصد السبيل
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
عبدالله بيومى
بسم الله ماشاء الله استفدت أنا جامد كده
أنا كبهير انبهرت
عدد الردود 0
بواسطة:
خالد محمد علي
تصنيف خايب