أكد الرئيس محمد مرسى، أن مصر بلداً مهماً بالنسبة للاتحاد الأوروبى، مشيراً فى مؤتمر صحفى مشترك مع رئيس الاتحاد، هيرمان فان رمبوى، الذى يزور مصر حالياً، إلى أن المباحثات التى جمعتهما ظهر اليوم تم خلالها استكمال الحوار الذى بدأ فى بروكسل سبتمبر الماضى، حول سبل تعزيز العلاقات بين الجانبين.
وقال الرئيس خلال المؤتمر: "مصر تثمن وتعتز بالمواقف الأوروبية الواضحة التى دعمت من خلالها عملية التحول الديمقراطى وفى هذا الصدد أوكد على التزامنا الواضح والراسخ فى المضى قدما فيما بدأناه نحو بناء مؤسسات الدولة الدستورية وصولا إلى الحكم الرشيد ودولة القانون فى إطار الدولة الحديثة التى نحرص جميعا على الوصول اليها شعبا وحكومة ورئاسة ومعارضة، وقطعنا فيه شوطا كبيرا، وباجراء الانتخابات البرلمانية خلال 3 أشهر تقريبا سوف تكتمل المسيرة الديموقراطية لبناء المؤسسات فى مصر".
وأضاف مرسى: "زيارة رئيس الاتحاد الأوربى تؤكد انه لا يزال هناك مجال متسع نكثف من خلاله تعاوننا حول مخاطر انتشار النزاعات فى الدول المحيطة ونسعى للانتقال لمرحلة الاستقرار الحقيقى وإننا نثمن المواقف الأوروبية الواضحة والتى تبنى على المواقف الإنسانية تجاه الأزمة السورية وعملية السلامة فى الشرق الأوسط ونسعى لإيجاد حلول عادلة وعاجلة لهذه الأزمات".
وتابع الرئيس: "لا نستطيع أن نغفل بؤرة صراع جديدة آخذة فى التشكل فى الساحل الأفريقى، والأوضاع فى مالى تحديدا تقتضى التعامل بحكمة مع كافة الأطراف الدولية ومصر تتطلع لتنسيق المواقف مع الاتحاد الأوروبى فى هذا الشأن وموقفنا الثابت أنه لا يمكن أن تحل مشكلة مالى عسكريا ويجب علينا السعى للتنمية، ولا ننقل التوتر بين الدول الأفريقية، والتدخل العسكرى لن يمنع مثل هذه الصراعات أو الأحداث التى يصاحبها عنف أحيانا".
وعن رؤيته لمستقبل العلاقات بين مصر ودول الاتحاد الأوروبى، قال مرسى: "السجل المشرف للتعاون بين مصر والاتحاد الأوروبى، يجعلنا نطمئن لقدرتنا المشتركة على تخطى أى عقبات تعيق تقدم خطواتنا، بما يحقق ما تصبو إليه شعوبنا ونأخذ فى الاعتبار أن البيئة الديمقراطية الواعدة التى ستتحقق إن شاء الله يقينا فى مصر بدأت تحفز علاقاتنا وتحررها من أى قيود".
واختتم الرئيس كلمته، قائلاً: "أعرب عن تقديرى لزيارة رئيس مجلس الاتحاد الأوروبى، ومساهمة الاتحاد فى المشروع التنموى والنهضوى فى مصر".
من جانبه قال هيرمان فان رومبوى رئيس مجلس الاتحاد الأوروبى: "تناقشت مع الرئيس مرسى العديد من القضايا شملت التطورات فى المنطقة كما سنواصل التناقش على الغداء". وتابع: "أتيت إلى القاهرة برسالة بسيطة أننا نريد للديمقراطية فى مصر أن تنجح، وتأتى رحلتى لمصر لتتبع زيارة الرئيس مرسى لبروكسل فى سبتمبر الماضى، ولقد انبهرنا فى أوروبا بهذه البداية، ثم شهدنا كيف ان الشباب والنساء نادو بالديمقراطية دون خوف فى العالم العربى".
وأضاف رومبوى: "ساند الاتحاد الأوروبى التغيرات فى المنطقة العربية منذ البداية، كما اننا نعى ايضا الاختلافات العميقة بين المجتمعات التى تعيش زخم هذه التغيرات، والعالم ككل يضع نصب عينيه الإصلاح فى مصر التى تلعب دورا رئيسيا فى المنطقة".
ووصف رئيس الاتحاد الأوروبى، فى كلمته التغيرات التى تشهدها مصر بأن لها "تأثيرا خارج حدودها ولأول مرة يتذوق المصريون ثمار الديمقراطية"، وقال: "أعى أنه مازال هناك الكثير الذى يجب تحقيقه، ولقد ناقشت هذه المسائل مع الرئيس اليوم، وبعض المشاكل التى حدثت خلال الأسابيع الماضية والتى سبقت إقرار الدستور. ولقد خلصت من خلال تجربتنا إلى أنه من المهم جدا التوافق فى الآراء، ولقد شجعت الرئيس مرسى على تكثيف جهوده فى هذا الشأن، وسأوصل هذه الرسالة لكل الفعالين السياسين والاقتصاديين الذين سأقابلهم خلال هذه الزيارة. كما أعرب للرئيس مرسى استعداد الاتحاد لمراقبين لمتابعة الانتخابات، ومن المهم استعادة الثقة الاقتصادية لجذب المستمثمرين والسياح.
واستطرد: "الجيمع يريد ان يكون لديهم الثقة فى أن العملية الديمقراطية فى مصر تسير على الطريق الصحيح، ولكن على الصعيد الاقتصادى مازالت هناك بعض الامور العالقة، ونعلم فى أوروبا مدى صعوبة اتخاذ بعض الإجراءات"، مشيرا إلى أن الاتفاق مع صندوق النقد الدولى سيساعد على كسب الثقة لدى المستثمرين والشركاء الدوليين لذا نرحب بالمناقشات الهامة مع النقد الدولى التى مازالت مستمرة إلا أن تأجيل العمل بها ليس خيارا.
وتابع رومبوى: "أكدت للرئيس دعم الاتحاد لتحول مصر الديمقراطى، وفى هذا الشأن خصص الاتحاد إلى جانب مؤسسات تمويل مشاركة فى تقديم مبلغ أكثر من 6.5 مليار دولار لدعم تحول مصر الديمقراطى، ونحن نتطلع لالتزامنا بذلك، كما يجب تشغيل جزء كبير من الأموال المخصصة جنبا إلى جنب مع صندوق النقد الدولى"، مضيفا أنه تمت صياغة جدول أعمال مكثف للتفاوض من أجل تجارة حرة وعميقة بين مصر والاتحاد الأوروبى. كما تمت مناقشة استعادة الأموال ونعمل مع الدول الأعضاء لجعل تعاوننا أفضل فى هذا المجال.
وأثنى رومبوى على موقف الرئيس مرسى الهام فى وقف إطلاق النار فى غزة نهاية العام الماضى، مشيرا إلى أن الاتحاد الأوروبى يرى أن الوقت مناسب لأخذ إجراءات فاعلة لدعم الديمقراطية فى العالم العربى.
وفى كلمته حول الشأن السورى، قال رومبوى: "اتفقت مع الرئيس مرسى على أن المذبحة فى سوريا يجب أن تتوقف، والنسبة لنا نرى أنه لابد من تنحى الرئيس الأسد لخلق عملية تحول شاملة، وأنه من المؤسف أن يظهر النظام السورى عدم التزامه بحل سياسى للأزمة.. ومن المؤسف أيضا أن تتسبب الأزمة فى سوريا فى وفاة 60 ألف شخص"، مشيرا إلى أن النقاش تناول الوضع فى مالى، والمبادرات الدولية المستمرة لمحاربة الإرهاب.
واختتم رئيس مجلس الاتحاد الأوروبى قائلا: "إننى أسعد لحضورى لتأكيد الشراكة بين مصر والاتحاد فى هذه اللحظات التاريخية الهامة، والتحول الديمقراطى المصرى مهم للعالم أسره وبالتالى فإن هذا الجيل من السياسين المصريين يتحمل العبء الأكثر مما يشاهده العالم فى القاهرة"، مضيفا أن الاتحاد الأوروبى سيظل مستعدا لتقديم الدعم والمساعدة وسيظل بجانب مصر.
وبدوره، قال الرئيس مرسى، رداً على سؤال حول مستقبل العلاقات المصرية ـ الإيرانية: الملف الرئيسى الذى يتم مناقشته فى الزيارات الإيرانية لمصر هو سوريا وهى التى تسيطر على كل هذه اللقاءات، ونريد أن يتحقق لسوريا الأمن والاستقرار، ونحن نفعل ذلك من خلال المبادرة الرباعية والأشقاء العرب والأمم المتحدة وجامعة الدول العربية، ووقف إطلاق النار ونزيف الدم، ونحن ضد استخدام العمل العسكرى من خارج سوريا لحسم الصراع هناك، ومبدأنا الخامس أننا ضد تقسيم سوريا بأى شكل من الأشكال، سوريا واحدة تضم كل الشعب السورى.
وأضاف رئيس مجلس الاتحاد الأوروبى ردا على سؤال حول عملية السلام فى فلسطين: "ينبغى تنسيق كل الأعمال الداعية للسلام فى المنطقة وفلسطين، بين كافة الأطراف الفاعلين مثل مصر والجامعة العربية والأمم المتحدة والضغط لاستعادة المفاوضات، وقلنا ستكون هناك عواقب وخيمة ستقع على إسرائيل إذا استمرت فى بناء المستوطنات.
فى مؤتمر مشترك.. مرسى: ملتزمون ببناء المؤسسات الدستورية.. ورئيس الاتحاد الأوروبى: نريد للديمقراطية المصرية النجاح.. التوافق فى الآراء مهم.. وتأجيل مناقشات القاهرة مع "النقد الدولى" ليس خياراً
الأحد، 13 يناير 2013 05:20 م