د. هانى أبو الفتوح يكتب: وطن النخبة أم وطن الجماعة؟!

الأحد، 13 يناير 2013 11:11 ص
د. هانى أبو الفتوح يكتب: وطن النخبة أم وطن الجماعة؟! صورة ارشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
جميعنا يدعى حب الوطن، والكل يكتب فى حبه، ويتغنى بأغانيه ولياليه، وكل يحبه على طريقته الخاصة، فهناك من يحب فى الوطن كرسى الحكم، وهناك من يحب فى الوطن التجارة بالحب وهناك من يتاجر بتأييد السلطة، وهناك من يتاجر بالمعارضة، وكله يا وطن فى حبك يهون، وصلتنى رسالة صديق على صفحتى بالفيس بوك عن حب الوطن وضرورة المشاركة.

بعد أن صنفنى جزاه الله خيرا أنى من النخبة رضى الله عنهم وطالبنى بأن أكون من نخبة المعارضة الإيجابية التى تبنى وليست المفلسة التى تبكى ليل نهار، ورددت عليه مرحبا بكل نصيحة ورأى فلا خير فيمن لا يقبل نصيحة محب يراها ترمى لصالح الوطن وليس مجرد صالح فرد أو جماعة، الفكرة ذاتها طيبة وضرورية ليس لشخصى لكن للجميع ولربما التبس عليه أمر أنى من المعارضة لمجرد معارضة الجالسين على عرش السلطة طمعا فى مقاعدهم أو استكثارها عليهم لأنه فى جميع الأوطان لابد أن يكون هناك نظام حكم ونظام معارض لفكره الأيديولوجى إذا آمنا بمبدأ صراع الأحزاب والتحزب ولابد من تداول للسلطة بإيجابية وفقا لآلية اختيار حر لصندوق يعرف بالفعل الديمقراطية الصحيحة ويتفق فيها الجميع على الثوابت الأساسية لمصالح عليا لوطن ويختلفون فقط فى آلية إدارة البلاد.

هناك الكثيرون من النخب الإسلامية المعارضين للسلطة الحاكمة الآن كالدكتور عبد المنعم أبو الفتوح وحزبه مصر القوية هو خارج من رحم الإخوان وحزبه لديه رؤيتة وفكره فهل هناك من يستمع إليه أو يقبل بمجرد النقاش معه وهناك أيضا الداعية الأستاذ عمرو خالد وحزب مصر له كوادر أخذت باعا فى خدمة الناس والعمل وسط الجماهير فهل من الممكن لمثقف واع من الجماعة أن ينضم له ويشارك معه طالما اقتنع بدور النخب وأهمية مشاركتها فى الحياة، العيب ليس فى وجود نخب معارضة إيجابية أو نخب حكم سلبية بل المعيب أصلا هو وجود فكر متسلط يحب نفسه قبل كل شىء ويحرص على الدنيا ومقاعدها وعرشها وسلطانها كمن يترك رسالة دينية دعوية وسطية رائعة فى سبيل التلاعب بعقول المنتمين له انتماء أعمى بلا روية ولا مجرد تفكير فى قيمة الرسالة الأساسية التى نشأت منذ سنين طوال.

هذا الفكر السياسى هو المسيطر على المجموعة الحاكمة الآن، وهى لا تقبل رأيا حتى ممن كانوا معها عقودا طويلة واختلفوا فى الفكر والرؤية فخرج عنها أمثال الدكتور الهلباوى والدكتور أبو الفتوح وحبيب والخرباوى وغيرهم كثيرون، رغم أنهم نهلوا جميعا من وعاء واحد فلم لا يستمعون لبعضهم البعض أليس من خرجوا أيضا نخباً؟
إن الخلاف الفكرى هو الأساس لا الخلاف العقائدى ولا حب الوطن ولا الدور الواجب أو الرسالة المطلوبة منا جميعا، الفريق الحاكم الآن لا يتسع صدره لنقد رغم أن من صلب الدين أن أعظم الجهاد هو كلمة حق تقال عند سلطان جائر، فالكلمة أمانة ورسالة ودور رقيبها هو مخافة الله والصدق مع النفس والحرص على الأهم وهو الوطن قبل الحرص على النفس والروح، والكاتب مرآة أمة وضمير وطن إن نصح لله، وأحب فى الله وأبغض فى الله، ولكل دوره ورسالته فى الحياة لذا ربما أختلف مع من يجلس فى الحكم فى موقف ما اليوم لأنى أرى استبداده فيه فلا أداهنه ولا أماريه وأعلن رأيى صراحة فيه وكذلك ربما أتفق مع موقف آخر له غدا فأؤيده وأدعمه ولقد كتبت خلال عام ونصف كما هائلا من مقالات وأشعار ودعوات مستمرة للعمل والنهوض بالوطن والحرص على مصير أمة لا الحرص على فرد، بل أكثر من ذلك بعد أن فاز الدكتور مرسى بالرئاسة توسمنا أن يجعل الله الخير على يديه وطالبنا بضرورة منحه الفرصة حتى يتحسس موضع قدمه فى كرسى الحكم ويحصل على حقه كاملا، لكن لو نظرنا بحيادية مطلقة وتخلينا بعض الشىء عن التأييد المطلق له والدفاع عن كل فعل أو رأى وكأن مجلس الحكم لا يأتيه الباطل من بين يديه ويحكم بوحى السماء، هل كل ما تم فعله فى ستة شهور هو لبناء وطن أم توريث وطن وبناء جماعة وتدعيم أركانها فى كل مكان.

أين كانت دعاوى العمل والإنتاج ونصائح الجماعة للمعارضة قبل الثورة، ألم تكن مؤيدة لكل من علا صوته وارتفع بالقدح والذم فى نظام مبارك البائد والخروج عليه، هل كان يرضيها أداء النخب المعارضة حينذاك وتتمنى على النخب المعارضة للحكم الآن أن تنحو نحوهم.
أين الرسائل أيضا لنخب الجماعة الحاكمة كخيرت الشاطر وحسن مالك وغيرهما ممن أنعم الله عليهم بمليارات من المال، ماذا فعلوا بها لصالح الوطن والناس والعامة وقد جمعوا المال من تجارتهم وبيعهم وشرائهم حتى فى وجود نظام الحكم البائد، ولم تسقط الثروات عليهم من السماء أو ورثوها كابرا عن كابر فأين مشاريع الوطن، ومساكن الفقراء، ومدارس التعليم والمستشفيات المجانية من أموالهم وتجارتهم، أليسوا نخبا أيضا لديهم دور ورسالة واجبة بما من الله عليهم وجعل الحكم بين أيديهم بدلا من أن يسيروا فى الأرض والحراس حولهم من كل صوب وحدب.

ليس الأمر هو دور أو رسالة فرد أو نخبة أو معارضة لكنه عدم الرغبة فى وجود أى دور أو رسالة لكل من لديه الجرأة أن يكتب كلمة يعارض فيها موقفا لأشخاص عشقهم آخرون على استعداد أن يموتوا دونهم ولا يرون فيهم عيبا أبدا كأنهم ملائكة الزمان وليسوا بشرا خطائين، هذه آفة كل أمة وجريمة الجرائم لأنها تصنع الفراعنة وتؤصل للاستبداد الفكرى وحب السيطرة والاستحواذ، من يضجر بمن يعارض لن يستمع لغيره ومن يحب السلطة ويحرص عليها لن يحب الوطن أكثر منها، ولن يفعل له قدر ما يفعل لنفسه هذا هو العيب وعين الغباء ومن فقد اليوم مؤيدا سيفقد غدا محبا، وكم من كثيرين معتدلين كانوا بالأمس مؤيدين وداعمين باتوا اليوم إما على حياد كارهين أو معارضين فالعيب فيمن لم يستطع أن يجمع الشتات وفرق المؤيد قبل المحب.

هى اختلاف سياسات ورؤى لا اختلاف على حب وطن نتناصح فيه، كيف نبنيه وننميه سواء كنا أفراداً عامة أو نخبا معروفة يشار لها بالبنان ولا يتقاعس أحد فينا عن واجب لوطن، لو كان فيه ذرة حب صادق، العيب ليس فى دور نخب ولا أداء معارضة أو حكم بل العيب فى إصلاح نفوس وضمائر ماتت وقلوب عشقت فعمت فما رأت إلا ما تحب وترضى وصمت الآذان فلن تسمع ولن ترى إلا ما تريد وتبقى مصر فى النهاية لها الله ويبقى فقراؤها المعدمون لا يجدون قوت يومهم ويوجد فقط من يتغذى على دمائهم ويتلاعب بعقول البسطاء منهم، ويحرص على أصوات العامة والفقراء حرصه على الحياة وفى سبيل ذلك يضحى بالغالى والنفيس حتى لو كانت قيمه ومبادءه.

لست من هؤلاء النخب ولا إلى هؤلاء أتمنى الانتماء ولا أحب أن أكون ممن يعتقد فيهم أنهم النخب التى تمتص دم الوطن وأحب أن أكون من عامة الشعب الطيب المحب لوطنه الحالم بمستقبل أفضل، ليس تقاعسا عن دور وطنى واجب ولا انحرافا بفكر فلست من عاشقى المناصب ولا الدنيا، ولكن تعودت أن أكون حرا فى رأيى فلا أتركه لغيرى يتلاعب به كيف يشاء ولا أكون وسط الناس إمعة يسير فى الركاب بلا عقل ولا هوية، ولقد سألت نفسى من النخبة حقا ومن نخبها هل هى من تحمى حمى الوطن وتسهر عليه فى حدوده وشوارعه وميادينه ومستشفياته لننام نحن آمنين مطمئنين أم هى التى لم نشرف أن نكون منها وقد ضحت بأرواحها لينال الوطن حريته، ويخرج من يغتسل بدمائهم ليجلس على كرسى الحكم لا يدرى من أمره شيئا هانئا مطمئنا أنه حقق مجمل الآمال ومنتهى الأحلام.

أم أن النخبة بعد مازالوا هؤلاء الشرفاء الأوفياء لهذا الوطن من لم يستفيدوا منه ولم يتاجروا باسمه ومناصبة وما زالو يتغنون ويحلمون بعيش حرية عدالة اجتماعية، نعم هو وطنهم ولن يكون يوما وطن النخبة المؤيدة لتستفيد أو تعارض فقط لتستفيد وما كان الوطن يوما وطن الجماعة فقط ولن يكون.





مشاركة




التعليقات 10

عدد الردود 0

بواسطة:

سامح لطف الله

وطننا جميعا

عدد الردود 0

بواسطة:

احمد سعد

مقال جريء

عدد الردود 0

بواسطة:

اكرم

لا والله أنه وطن الجماعه والعشيره

عدد الردود 0

بواسطة:

الوطن

وطن الشرفاء المساكين والثوار الحقيقيين

انا وطن هؤلاء فقط وليس وطن المنتفعين الانتهازيين

عدد الردود 0

بواسطة:

حسين احمد علام

كأس الوطن

عدد الردود 0

بواسطة:

سيف الحق ادريس

مقال في الصميم

عدد الردود 0

بواسطة:

د صفاء الليثي

لا تناقش مجادل

عدد الردود 0

بواسطة:

د. محمود بيومي

لك الله يامصر

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد محيي

الإتخابات بتظهر النفوس

عدد الردود 0

بواسطة:

الدكتور محمود مراد

الشباب الشريف هم مستقبل اولادى و احفادى

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة