أرسل الكاتب والروائى اللبنانى إلياس خورى عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك"، رسالة إلى قرية "باب الشمس" التى بناها ناشطون فلسطينيون على مشارف القدس المحتلة، تحديا لأكبر مخطط استيطانى إسرائيلى على الأراضى المحتلة عام 1967.
وطالب خورى فى رسالته من مواطنى باب الشمس أن يقبلوه مواطنا فى قريتهم كى يتعلم منهم معانى الحرية والحق قائلا لهم "أراكم فتكبر فى قلبى الكلمات، أرى الكلمات فتكبرون فى وجدانى وتعلون وتقتحمون السماء.
واستوحى الناشطون اسم القرية من رواية خورى "باب الشمس" الصادرة عام 1998 فى الذكرى الخمسين لنكبة فلسطين الكبرى، وهى تتناول تجربة فلسطينى التحق بالفدائيين الفلسطينيين فى مخيمات اللاجئين بلبنان، وكان يتسلل سرا عبر الحدود للقاء زوجته التى استمرت بالعيش فى إحدى قرى الجليل.
وقال فى نص الرسالة: "رسالة إلى أهلى فى قرية باب الشمس لن أقول يا ليتنى كنت معكم، فأنا معكم.. أراكم وأرى كيف صار الحلم على أيديكم حقيقة منغرسة فى الأرض، وعلى هذه الأرض ما يستحق الحياة كما كتب محمود درويش، لأنكم عندما بنيتم قريتكم الرائعة أعدتم المعنى إلى المعنى، وصرتم أبناء هذه الأرض وأسيادها.
هذه هى فلسطين التى حلم بها يونس فى رواية "باب الشمس" كان ليونس حلم من كلمات، فصارت الكلمات جروحا تنزف بها الأرض، وصرتم أنتم يا أهالى باب الشمس كلمات تكتب الحلم بالحرية، وتعيد فلسطين إلى فلسطين.
أرى فى قريتكم كل وجوه الأحبة الذين غابوا فى الطريق إلى أرض موعدنا الفلسطينى.. فلسطين هى موعد الغرباء الذين طردوا من أرضهم، ويطردون كل يوم من بيوتهم، غرباء وأنتم أبناء الأرض وزيتونها وزيتها.
أنتم زيتون فلسطين الذى يضىء بشمس العدل، تبنون قريتكم فيشتعل بكم نور الحرية.. "نور على نور"، أرى فى عيونكم وطنا يولد من ركام النكبة الكبرى المستمرة منذ أربعة وستين عاما.
الجدير بالذكر أن رئيس الوزراء الإسرائيلى، بنيامين نتانياهو، أصدر أوامر لقوات الأمن الإسرائيلية مساء أمس السبت بإجلاء الفلسطينيين من قرية "باب الشمس"، والتى أقامها نشطاء المقاومة الشعبية فى المنطقة المسماة بـ"إى1" قبل أن يصادرها الاحتلال لبناء 4 آلاف وحدة سكنية فوقها.
وقام جنود الاحتلال الإسرائيلى فجر اليوم الأحد بتدمير منازل قرية باب الشمس الوليدة شرق مدينة القدس المحتلة واعتقلوا العشرات من مواطنيها.