فى حضرة بهاء طاهر وقفنا نحتفل معه بعيد ميلاده الثامن والسبعين، مودعين فى ذات الوقت عامًا مضى، بمعاركه وصراعاته وأحداثه الساخنة، متمنين من الله أن يمتع شاعر الرواية العربية بالصحة والعافية وأن يبارك لنا فى قلمه الذى ربى أجيالاً ومازال قادرًا على العطاء والفيض برؤيته الثاقبة وأسلوبه الخلاب وإحساسه العالى، حيث إن «طاهر» من الكتاب القليلين الذين يغترفون من نبع موهبتهم بتجدد لافت ووعىٍ متميز.
قلنا له تمنى أمنية للعام الجديد قبل أن يطفئ الشموع، فقال: أتمنى أن تعود مصر إلى «مصر الحقيقية»، مؤكداً أن مصر ستبقى دائماً هى الغاية والأمل، وأن استعادة وجهها الحضارى الفتان هو الآن واجب على كل مصرى، تحدثنا كثيراً وتناقشنا فى أمور وقضايا عديدة، وكانت إجاباته دائمًا تلقائية وعفوية وصادقة، وذلك ليس بغريب على من شهد نمو مصر وتقدمها وشعر بإحباطاتها وتأثراتها، ونال من عنت حكامها وطغاتها، ما يناله من نفى وتشريدٍ وقسوة.
برحابة ومودة كان يحيطنا هو وزوجته الأجنبية «استفكا» فى بيتهما البسيط الذى يحتفظ بسمته العربى الأصيل وكأنه يعلن فى كل ركنٍ من أركانه عن هويته العربية الأصيلة المتجذرة، وهو ما انعكس فى نقاشه معنا والتى ظهر فيها جلياً مقدار ما يتمتع به من قراءة للحاضر واستيعاب للماضى واستشراف للمستقبل، سألناه ذلك السؤال المعتاد عن توقعاته للذكرى الثانية لثورة الخامس والعشرين من يناير فقال ليس لدى توقعات ولكنى أدعو الله أن أكون بصحةٍ جيدة، مسترجعاً مشاركته فى الذكرى الأولى للثورة، حينما كان يقف أمام بيته وأصيب بجلطة فى إحدى ساقيه، ولم يتمكن من السير فى المظاهرات إلى ميدان التحرير، فقال له أحد الشباب وهو يقبل كتفه «استريح أنت يا عم بهاء وإحنا بنكمل ما علمتمونا إياه» فبكى متأثراً.
غداً فى حوار «اليوم السابع» يتحدث الروائى الكبير بهاء طاهر عن كل من الدكتور محمد البرادعى، وحمدين صباحى، وجماعة الإخوان المسلمين، والأستاذ محمد حسين هيكل، وقناة الجزيرة وقطر، وغيرهم.
"اليوم السابع" يحتفل بعيد ميلاد شاعر الرواية العربية
الأحد، 13 يناير 2013 06:33 م
جانب من الاحتفال
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة