أبو الفتوح: لا أقف فى منتصف الطريق.. ومصر لا يحكمها «آية الله المرشد»..و«أخطاء» الحكومة لا تستدعى ثورة جديدة.. والاقتصاد المصرى لن يسقط.. وحل الأزمة البعد عن منهج التخوين والتكفير بين القوى السياسية

الأحد، 13 يناير 2013 08:33 ص
أبو الفتوح: لا أقف فى منتصف الطريق.. ومصر لا يحكمها «آية الله المرشد»..و«أخطاء» الحكومة لا تستدعى ثورة جديدة.. والاقتصاد المصرى لن يسقط.. وحل الأزمة البعد عن منهج التخوين والتكفير بين القوى السياسية الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
رفض رئيس حزب مصر القوية الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح انتقادات توجّه له بأنه يقف فى «منتصف الطريق» من الأزمات التى تشهدها مصر، مؤكداً أنه لا يتأخر عن إعلان مواقفه سواء كانت تأييداً لحكم الرئيس محمد مرسى أو انتقاداً له. وقال فى مقابلة مع صحيفة «الحياة» إن هناك «مبالغة شديدة» فى المخاوف من أن مصر بات يحكمها «آية الله المرشد»، فى إشارة إلى مرشد جماعة «الإخوان المسلمين». وقال أبو الفتوح، المرشح الرئاسى السابق والقيادى السابق أيضاً فى جماعة «الإخوان»، إن «الأخطاء» التى ترتكبها الحكومة المصرية حالياً «لا تستدعى ما يسمّى بثورة جديدة» فى الذكرى الثانية لثورة يناير التى أطاحت حكم الرئيس السابق حسنى مبارك.

وفى ما يأتى نص المقابلة:
◄◄ هل وقوفكم فى منتصف الطريق كان نقطة الضعف الأساسية فى رصيدكم فى الشارع السياسى المصري؟
- لا يوجد فى المواقف السياسية ما يسمى بمنتصف الطريق. لنا مواقف ثابتة منذ حملة الانتخابات الرئاسية من رفضنا للحكم العسكري، وإصرارنا على تسليم الحكم للمدنيين بأقصى سرعة، وقناعتنا أن الانتخابات هى المسار الأساس فى التعبير عن اتجاهات الشعب المصرى واختياراته، ومطالبنا بالقضاء على الفساد، ومحاكمة كل رموزه من النظام السابق، وإصرارنا على محاكمة كل من تلوثت يده بدماء المصريين أياً كان موقعه ومكانته. واستمرت هذه المواقف بناء على انحيازات معلنة فى برنامج حزب «مصر القوية» حيث رفضنا قرض صندوق النقد الدولي، ورفضنا التشكيل الحكومي، وأيدنا بوضوح إلغاء الرئيس للإعلان الدستورى الصادر عن المجلس العسكري، ورفضنا الإعلان الدستورى الصادر عن رئيس الجمهورية مع اتفاقنا جزئياً فى قضية إبعاد النائب العام السابق، وأخيراً رفضنا مسودة الدستور قبل طرحها للاستفتاء بناء على أسباب موضوعية معلنة. إذن نحن لا نقف فى منتصف الطريق بالنسبة إلى مواقف الآخرين، ولكنا نقف فى ما نراه صواباً وما نراه الأنسب للمصالح العليا للشعب المصري.

أما الادعاء بأن مواقفنا تلك قد أثّرت على رصيدنا فى الشارع فلا دليل عليه، بل أزعم أن رصيد مواقفنا الثابتة تلك سيتزايد بإذن الله.

◄◄ هناك من يقول إنكم قد وصلتم إلى طريق مسدود فى علاقاتكم بالإخوان المسلمين وكافة أطراف اللعبة السياسية فى مصر؟ ما ردكم؟
- على العكس، نحن لدينا اتصالات مع كل القوى السياسية المصرية سواء تلك التى نتفق معها جزئياً فى مواقف أو تلك التى نختلف معها فى مواقف أخرى. كان لنا تواصل فى الأزمة الأخيرة مع مؤسسة الرئاسة مباشرة، ومع جبهة الإنقاذ فى ذات الوقت حرصاً على حقن دماء المصريين، وحرصاً كذلك على إعلاء سيادة القانون.

◄◄ كيف ترى المستقبل السياسى لمصر: هل ستكون تحت حكم آية الله المرشد، أم أن هناك مخرجاً من هذه الأزمة السياسية التى بات فيها الإخوان يسيطرون على مقاليد البلاد؟
- على رغم كل الظروف البالغة الصعوبة التى تعرضت لها مصر طوال الفترة الانتقالية بدءاً من حكم المجلس العسكرى وانتهاء بحكم الرئيس محمد مرسي، إلا أننى متفائل أن الغد سيكون أفضل، وأن مصر لن تعود إلى الوراء أبداً وأن الصراعات الحالية ستحصر فى النهاية فى الخلاف السياسى الذى يسعى إلى تحسين أحوال المواطن المصرى بالأساس.

أما بالنسبة إلى خطر حكم مصر من خلال ما أسميته بـ «آية الله المرشد» فأظنه مبالغة شديدة لأن مصر لا يستطيع كائناً من كان أن يحكمها بهذه الطريقة ولأن المذهب السنى لا قداسة فيه لأحد عالماً كان أو سياسياً.. رئيساً كان أو زعيماً.

أما بالنسبة إلى المخرج من الأزمة الحالية فهو البعد عن منهج التخوين والتكفير بين القوى السياسية المختلفة، وأن يبتعد من فى السلطة عن الطريقة الانفرادية فى إدارة البلاد؛ لأن مصر ومشاكلها الحالية أكبر من أن تحكم من فصيل واحد مهما كان حجمه وقدرته.

◄◄ هناك من يعتقد أن الإسلام السياسى يمثّل الخطر الأكبر على مصر والعالم العربى وأن الجماعة قد خدعت الشعب المصرى نتيجة لتدين الناس بالفطرة؟ ماذا ترون فى ذلك؟
- أداء بعض الجماعات الإسلامية حالياً به أخطاء بالغة، ومثالب كبيرة، لكننا لا نستطيع أن نصف هذا الأداء السيء بأنه يمثّل الخطر الأكبر على مصر والعالم العربي؛ لأن الخطر الأكبر على مصر والعالم العربى هو العدو الاستراتيجى الذى تم زرعه فى هذه المنطقة منذ أربعينيات القرن الماضي؛ لأنه من يحمل أكبر ترسانة للأسلحة النووية والتقليدية فى المنطقة وهو من يحتل الأرض ويمارس القتل والاعتداء اليومى على إخواننا الفلسطينيين، وكذلك فإن الخطر الأكبر هو من الرغبة الأميركية فى الهيمنة الاقتصادية والعسكرية على موارد الأمة ومقدراتها.

أداء بعض الجماعات الإسلامية قابل للتوجيه والتصويب أو المواجهة من الشعوب لأنها فى النهاية جزء أصيل من هذه الشعوب، وليست ورماً خبيثاً يعيش بينها!

◄◄ هناك مخاوف عدة تحيط بالثورة فى مصر مع حلول الذكرى الثانية لها. هل هناك احتمالات لوقوع ثورة على الثورة أو ثورة جديدة إذا رأى المواطنون أن الإخوان وحكومتهم قد فشلوا فى مواجهة التحديات؟
- لا أظن أن الأخطاء الحالية مهما كان تقييمنا لها تستدعى ما يسمّى بثورة جديدة.. فشل الحكومة الحالية يستدعى من المعارضة التواصل مع عموم الشعب المصرى بكل قوة والضغط على السلطة حتى يتم تصويب المسار أو أن يتم التغيير من خلال مسار ديموقراطى لا نريد له أن يتراجع مرة أخرى.

◄◄ هناك غموض حول مواقفكم السياسية، وبخاصة أن هناك من يعتقد أنكم لم تعودوا طرفاً فاعلاً فى المعادلة السياسية فى مصر؟
- أظن أن الإجابة عن السؤال الأول كافية لتوضيح موقفنا أو تفنيد الادعاء بأننا لسنا طرفاً فاعلاً فى المعادلة السياسية المصرية.

◄◄ ما موقفكم من اتفاقية كامب ديفيد والسلام مع إسرائيل؟
- اتفاقية كامب ديفيد ظالمة لمصر؛ فأى بلد فى العالم يرضى بأن تُفرض قيود على حركة جيشه وقواته الأمنية داخل أرضه بهذه الطريقة التى فرضتها هذه الاتفاقية الظالمة التى تحرص على أمن إسرائيل، ولا تحافظ على أمن مصر؟!

أما بالنسبة إلى السلام مع إسرائيل فلا محل للنقاش حوله من الأساس فى ظل التوسع الاستيطانى الصهيوني، وفى ظل الاستيلاء على القدس وعلى المقدسات الإسلامية، وفى ظل حصار غزة، وفى ظل الترسانة النووية الإسرائيلية التى تمثّل الخطر الأكبر على أمن مصر القومى وعلى أمن المنطقة كلها.

◄◄ هل تخشى أن تكون مصر مقبلة على نفق مظلم وشتاء طويل؟
- أنا شخصياً متفائل بالمستقبل على رغم الأزمة الحالية... مصر مرت بأزمات أشد صعوبة من قبل وقامت منها فى حال أقوى ووضع أفضل. مصر لن تتوقف أبداً على فصيل واحد، ولن تعدم البدائل. الشباب المصرى بحيويتهم وإصرارهم ودأبهم هم أكبر باعث على الأمل، وعلى أيديهم ستجد مصر كثيراً من البدائل لإصلاح كل ما فات ولمواجهة كل العقبات.

◄◄ هل توافقون مع من يقول بأن مصر مقبلة على إفلاس اقتصادى وسياسي؟
- لا أتفق مع هذه الفرضية، ولن تصل مصر إلى مرحلة الإفلاس الاقتصادي... موارد مصر الطبيعية كبيرة ولكنها لا تُستغل بالشكل الأمثل، وموارد مصر البشرية ثروة هائلة؛ لذا فستخرج مصر من كبوتها قريباً جداً بإذن الله.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة