شهدت الأيام الماضية زيارة وفد من أساتذة 5 جامعات مصرية إلى الجامعة التقنية فى ميونيخ، من أجل بحث سبل تطوير التعاون العلمى بين مصر وألمانيا، ولإقامة عدة مشاريع مشتركة لتحسين البيئة فى مصر، منها الغابات الشجرية وتعظيم الاستفادة منها، حيث إن تلوث البيئة وتراجع المساحات الخضراء يعتبران مشكلة حقيقية تقلق الجهات المختصة فى مصر.
ويعمل العلماء والخبراء على إرساء مفهوم جديد للبيئة فى مصر لا يتم فيه استبعاد المواطن المصرى عن المشاركة فى إدارة موارد الدولة البيئية، والعمل على فك تنازع الأولويات بين الجهات المختصة فى الدولة.
المشروع الألمانى سيقوم بزراعة مليون ونصف المليون فدان بالأشجار فى الصحراء المصرية بمساعدة الجامعة التقنية بميونخ فى الوقت الذى تعانى فيه منظومة التشجير والمساحات المزروعة بالأشجار فى مصر اضمحلالا.
وبدوره أكد نائب رئيس جامعة عين شمس على عبد العزيز، ورئيس الوفد المسافر لميونخ، فى تصريحات خاصة لليوم السابع، أنه من خلال خطة الجامعة البحثية سيتم مخاطبة الدولة بالمنهج الجديد فى التفكير وسنعمل على توجيه الناس إلى أهمية هذه المشاريع سواء فى الإسكندرية أو الجامعات الإقليمية الأخرى، مضيفا، بأن الجميع يقومون بطرح نفس الفكرة وبنفس الزخم على الحكومة ومن خلال وزارة التخطيط والبيئة يمكن وضع اللمسات الأخيرة للخطة قبل طرحها على رئيس الوزراء ومن ثم نبدأ فى التنفيذ.
بينما اعترف رئيس الإدارة المركزية للتشجير بوزارة الزراعة سيد خليفة، أن فى مصر 88 ألف فدان مخصصة لزراعة الغابات تم شغل 11 ألف فدان، منها حتى الآن والباقى مازال فارغا ويقدر بـ77 ألف فدان، مؤكدا الترحيب بكل المشاريع لشغل هذا الفراغ.
وفى سياق متصل أكد أستاذ الغابات فى الجامعة التقنية بميونيخ هانى الكاتب إمكانية زرع 1.5 مليون فدان بالأشجار فى فترة عشر سنوات اعتمادا على مياه الصرف الصحى الذى يبلغ 6 مليارات متر مكعب سنويا.
وفى نفس الإطار، يقول أستاذ ورئيس قسم الغابات فى جامعة الإسكندرية أحمد على عامر الستاوى، إن 4.5 مليون متر مكعب من الصرف الصحى يتم صرفها فى بحيرة كينج مريوط وتخرج منه إلى البحر الأبيض المتوسط، لذلك فإن معالجة هذه الكمية الرهيبة واستخدامها فى زراعة الأشجار فى الإسكندرية ستعمل على تحسين البيئة، ونحن نبحث الآن معالجة هذه المياه واستخدامها فى تشجير غرب الإسكندرية ومنطقة كينج مريوط والساحل الشمالى والطريق الصحراوى والطريق الساحلى.
ويرى نائب رئيس جامعة الإسكندرية صديق عبد السلام، أن بحث المشروعات العلمية المشتركة مع الجانب الألمانى هى مهمة للغاية، مؤكد أنهم بصدد تنفيذ مشروعات علمية مشتركة مع الجامعة التقنية بهدف تحسين البيئة فى مصر، وهناك اتفاق مسبق بشأن تدعيم قسم الغابات بكلية زراعة الإسكندرية، حيث سيكون له دور فى المستقبل القريب عند تنفيذ مشاريع التشجير الطموحة التى تسعى لها مصر بالاستعانة بالخبرة الأكاديمية الألمانية.
وأضاف عبد السلام، أن الطلاب لا يرغبون فى الالتحاق بقسم الغابات، بسبب تراجع ثقافة التشجير فى مصر، قائلا: "إن فى الجامعة قسما واحدا للغابات" وهذا لا يساعد على تخريج العدد الكافى للقيام بمشاريع غزو الصحراء بالتشجير، كما نخطط للمستقبل، لهذا نبحث توسعة هذا القسم فى الوقت الراهن، وبحثنا إعادة تقييم هذا الجانب الأكاديمى فى بلادنا مع الجامعة التقنية حتى ننهض مرة أخرى بكوادر وخبراء مدربين لغزو الصحراء من أجل تحسين البيئة فى عندنا".
أما محمد التركى عضو الوفد الأكاديمى المصرى لميونيخ وعميد كلية زراعة الإسكندرية فيرى أن قسم الغابات فى جامعة الإسكندرية يقوم بدوره على أكمل وجه، بالرغم من أنه "قسم وحيد وعدم وجود غابات فى مصر، وأن هناك 50 طالبا يدرسون فى القسم وهم موزعون على 4 سنوات هى مدة الدراسة، وخريج هذا القسم قد يكون مرغوبا به فى الدول الأوروبية بالنظر إلى مساحات الغابات الشاسعة فيها، أما مستقبله فى مصر فى ظل عدم الاهتمام بالغابات يصبح صعبا.
وكشف التركى، أنه لهذه الأسباب ناقش الوفد المصرى مع الجانب الألمانى تطوير هذا القسم ومنح الطلاب فرص تدريبية فى ألمانيا وإرساء ثقافة بيئية مختلفة يتم اكتسابها من الخبرة الألمانية فى الغابات حتى يتم تطوير المشاريع التى تهتم بزراعة الأشجار، ومن ثم يتم توفير فرص عمل جديدة وجيدة ومناقشتنا مع الخبراء الألمان تمخضت عن مقترحات سنناقشها فى مصر مع الجهات المختصة، وأهمها أننا سنتجه إلى فتح أقسام للغابات فى جامعات مصرية أخرى مثل جامعة عين شمس.
وبدوره يرى الباحث هانى الكاتب من الجامعة التقنية فى ميونيخ فى هذا السياق، أنه لابد من دور ثقافى بيئى توعوى تقوم به الجامعات المصرية، يعمل على تخريج كوادر فنية مدربة بشكل جيد، يمكنها مستقبلاً أن تتيح المعلومات للآخرين، وأن تشرك المواطنين فى إدارة الموارد البيئية فى الدولة.
وفى ذات السياق قال عميد كلية الزراعة فى جامعة عين شمس السابق عبد الغنى محمد الجندى: "لقد بحثنا مع الجانب الألمانى مشاريع الغابات المستدامة التى سيتم ريها باستخدام مياه الصرف الصحى التى تلوث البيئة والتربة بل أيضا مياه الشرب فى مصر، فالأرض عندنا موجودة، ومياه الصرف الصحى متوفرة ".
ويضيف الجندى، "أنه من الأهمية بمكان التركيز على الكوادر البشرية التى ستقود مشاريع المستقبل لأنه من غير الممكن إنشاء مشاريع واسعة دون أن يكون لديك الكوادر المدربة، والمهم أيضا إرساء هذه الثقافة عند الخريجين الجامعيين المتخصصين أنفسهم، فخريج جامعة الإسكندرية قسم الغابات مثلا يجد صعوبة فى أن يذهب للعمل فى سيناء ومنطقة قناة السويس المتوقع زراعة الأشجار بها.
5 جامعات مصرية تضع خطة جديدة لتحسين البيئة لعرضها على رئيس الوزراء
الأحد، 13 يناير 2013 09:07 ص
هشام قنديل
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
Ahmed
The best