حمدى نصر يكتب: نداهة الإعلام

النداهة التى يعتقد بها أهل الريف هى الجنية تخرج مساء من مكمنها تنادى على من يعجبها فتأخذه بزينتها وجمالها إلى حيث لا رجعة.

ومعظم إعلامنا المقروء والمسموع والمشاهد يلعب الآن دور النداهة، ينادى على مصر، لتتسرب إلى سراديب اللاعودة.

إعلامنا "الشرميونى" نسبة إلى شرميون وصيفة كليوباترا يوم أن صحت مصر فى يوم من الأيام على جموع شعبها تخرج فى مسيرات حاشدة تهتف لكليوباترا وانتصار أسطول مصر الساحق على الأسطول الرومانى فى معركة أكتيوم البحرية، فذهلت كليوباترا مما ترى، فهى تعرف الحقيقة التى كانت هزيمة الأسطول المصرى هزيمة نكراء! فتساءلت بدهشة عن الخبر، فاعترفت شرميون بأنها هى التى (فبركت الخبر) وأذاعته، وإعلامنا اليوم لا ينشر إلا الغسيل الأسود الملىء بالبقع. فكل أخباره سوداوية، فلا يوجد فى مصر خبر يسر القلب، وكل أخبارها وتصريحات نخبتها ضد النظام والإخوان، والحكومة وأى شىء تطاله أيديهم. فلا يوجد فى مصر غير فساد الحكم، وتسلط السلطة، وتعنت المسؤولين، والأخونة(!)، وقد يكون ذلك موجوداً، لكن هناك وجه آخر لا يراه الإعلام عامداً متعمدا، وهذا يجر مصر إلى سراديب النداهة التى لا مخرج منها.

فلابد من حجاب يحفظ مصر من هذا الهباب، وسكوتنا على "نداهة السو" يجعلها تتمادى فى غيها وغوايتها بلا ضمير ولا خشية ولا حياء.

اللهم ارزقنا إعلاماً يخافك فينا ولا ينشر إلا ما يرضيك ويرضينا، ويحفظ لنا حاضرنا ومستقبلنا وماضينا. فكل ذلك معرض للضياع فليس لنا إلا أنت ينقذنا ويحمينا.. آمين.