عاد قطبا الكرة المصرية، الأهلى والزمالك، إلى هوايتهما القديمة بالصراع على نجوم الكرة المحلية، ومحاولة كل منهما خطف المواهب التى تطرأ على الساحة، وذلك عن طريق السعى وراء باسم على ظهير أيمن المقاولون العرب، خلال فترة الانتقالات الشتوية الجارية.
دوافع مشتركة
يجد الزمالك ضالته فى باسم على لترميم صفوفه قبل المشاركة فى دورى أبطال أفريقيا، لاسيما وأن أحمد سمير قائد الفريق يبحث عن عرض احتراف فى يناير الجارى، للهروب من جحيم القلعة البيضاء التى أصبحت خاوية من الموارد المالية، ومع اعتماد البرتغالى جورفان فييرا المدير الفنى للفريق على عمر جابر وحازم إمام فى وسط الملعب، أصبح وجود باسم ضرورة ملحة للأبيض قبل انطلاق الموسم الجديد.
نفس الأمر ينطبق على النادى الأهلى الذى يخشى رحيل أحمد فتحى نجم الفريق خلال الانتقالات الشتوية، بعدما أكد اللاعب مرارًا عدم تفاؤله بعودة الدورى الممتاز فى فبراير المقبل، وهو الموعد الذى حدده مسئولو اتحاد الكرة، فى الوقت الذى خرج فيه أحمد صديق من حسابات حسام البدرى المدير الفنى للفريق تماماً، رغم ضمه فى الصيف الماضى بناءًا على رغبته.
ظروف استثنائية
تختلف حرب الأهلى والزمالك فى الوقت الحالى عن سابقتها، نتيجة الأزمات المالية التى يعانى منها كل نادى مؤخرًا، بسبب الظروف الاستثنائية التى تمر بها الكرة المصرية والبلاد بشكل عام عقب ثورة 25 يناير التى أثرت بالسلب على المنظومة الرياضية، وتسببت فى تقليص ميزانيات الكرة بمختلف الأندية وجاءت أحداث بورسعيد لتضع كلمة النهاية للكرة المصرية التى تم تجميدها منذ الأول من فبراير الماضى حتى الآن.
وأعلن مجلس إدارة الناديين وجود عجزًا شديدًا فى ميزانية العام الماضى، حيث بلغت 27 مليون جنيهًا فى النادى الأهلى، ووصلت إلى 46 مليونا فى الزمالك، وأدت إلى تخفيض الإنفاق على فريقى الكرة، نتيجة الخسائر الكبيرة فى الميزانية عقب تجميد النشاط الكروى، وكانت النسبة الأكبر من تلك الخسائر لعدم صرف قيمة عقود الرعاية لفرق الكرة.
حرب بدون أسلحة
يتمسك كل من الناديين بالحصول على توقيع باسم على رغم تلك الأزمات المالية التى يعانيان منها، وكأن قطبى الكرة المصرية يدخلون حربًا بلا أسلحة حيث تسببت غياب السيولة فى عدم صرف مستحقات لاعبيهم ولم يحصل أى لاعب بالزمالك على أى مبالغ مادية باستثناء مقدمات العقود للمنضمين فى الصيف الماضى أمثال أحمد الشناوى وحمادة طلبة، فيما تراكمت مديونيات مكافآت ورواتب لاعبى الأهلى لدى الإدارة منذ أحداث بورسعيد.
صفقة تهدد استقرار سوق الانتقالات
وأصبح انتقال باسم على للأهلى أو الزمالك يهدد سوق الانتقالات المحلى الذى هدأ نسبيا منذ فترة نتيجة تراجع القطبين عن مزاحمة بعضهما فى الصفقات، وقد تتسبب عودتهما للهواية القديمة فى رفع سعر اللاعب بشكل كبير، فى ظل تمسك إدارة المقاولون العرب بظهيرها الأيمن، وبالتالى إعادة السوق الهادئة إلى الاشتعال من جديد.
نماذج مشابهة
وتكررت حرب الأهلى والزمالك على نجوم الدورى المصرى منذ فترة طويلة ونجح الأحمر فى خطف عدد من النجوم أمثال محمد أبو تريكة ومحمد ناجى جدو ورضا عبد العال وإسلام الشاطر وشريف عبد الفضيل ورد الأبيض بالتعاقد مع هانى سعيد ورضا سيكا وحسين ياسر المحمدى، فيما انتهت حروب بطرق ودية، أبرزها توقيع الثنائى وائل القبانى ومحمود شيكابالا للأهلى، وتم إنهاء العقود بشكل ودى وبقائهما فى القلعة البيضاء منعًا لشحن جماهير الناديين.
باسم على يهدد استقرار سوق الانتقالات المحلية.. مطاردة أهلاوية لتعويض رحيل"فتحى" المتوقع.. والزمالك يصفه بالحل السحرى لأزمات الجبهة اليمنى.. والمقاولون يتحفظ
السبت، 12 يناير 2013 09:42 ص