هانى محمد طنطاوى يكتب: أصول الحكم فى الإسلام

الجمعة، 11 يناير 2013 11:22 م
هانى محمد طنطاوى يكتب: أصول الحكم فى الإسلام الرئيس محمد مرسى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لما بويع أبو بكر بالخلافة بعد بيعة السقيفة تكلم أبو بكر، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال:
"أما بعد أيها الناس فإنى قد وليت عليكم ولست بخيركم، فإن أحسنت فأعينونى، وإن أسأت فقومونى"، وعلى دربه سار الفاروق عمر بن الخطاب رضى الله عنه ولم يكابر عندما راجعته امرأة واعترف لها بالصواب فهكذا عهدنا خلفاء رسول الله عليه الصلاة والسلام واحبته فى إقرار نظام للحكم لا يعتمد على المكابرة ولا التسليم المطلق بقرار الحاكم إذ أن الحاكم نفسه الذى يطلب من رعيته مراجعته وتقويمه إذا أخطأ وهو تسليم من الحاكم نفسه بأنه بشر يصيب ويخطئ.

ومما لا شك فيه أن بداية انهيار الدولة الإسلامية الكبرى التى وصلت حدودها إلى الأندلس كان مع ظهور ما يعرف بشيوخ السلاطين الذين أحاطوا بولاة المسلمين ونزهوهم عن الهوى ولم يقوموهم عند الخطأ بل بدأ ظهور ما يعرف ببطانة السلاطين الذين يدافعون عن قرارتهم مهما كانت، ويبررون الأخطاء ويخلطون الحق بالباطل، فبدأ الانهيار ودب الضعف فى مفاصل الدولة القوية، وعلى دربهم سار التابعون فانفصلت الدولة القوية إلى دويلات.

وأولى مراحل بناء الدول القوية تعلمه الغرب من الإسلام وتجاهله المسلمون أنفسهم وهى الإقرار بأن الحاكم بشر يصيب ويخطئ وأن واجب الرعية هو تأييد الحاكم إذا أصاب وتقويمه إذا أخطأ والتقويم لا يكون إلا بالمعارضة الشريفة، والاعتراض المحترم من جانب المعترضين يقابله عدم الترهيب باتهامات الخيانة والعمالة والتكفير من جانب المؤيدين ويجب أن يحكم كل من المعترض والمؤيد المصلحة العليا للوطن وليست المصلحة الخاصة لحزب أو فصيل أو جماعة، هذا إذا كنا نريد البناء وليس الهدم.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة