أكد الدكتور يونس مخيون، الرئيس الجديد لحزب النور السلفى الذى فاز أمس الأول الأربعاء بالتزكية أن الحزب منفصل إداريا عن الدعوة السلفية، مشددا على أن مجلس إدارة الدعوة السلفية يمثل المرجعية الشرعية للحزب.
وقال «مخيون» فى حواره لـ«اليوم السابع» عقب تنصيبه رسميا بمنصب رئيس حزب النور إن الدكتور محمد مرسى رئيس الجمهورية تولى مسؤولية البلاد فى ظروف صعبة، تشهد انفلاتا أمنيا كبيرا، مؤكدا أن هناك مؤامرات تحاك ضد الرئيس.
> كيف ترى تجربة حزب النور فى العمل السياسى خلال المرحلة الماضية؟
- نحن حافظنا على ثقة الناس فينا، حيث إننا تعاملنا معهم بشفافية ووضوح ومصداقية ونسعى إلى لم الشمل وعودة الوحدة الوطنية كما كانت من قبل.
> ما أولوياتك بعد انتهاء عمومية حزب النور وفوزك برئاسته بالتزكية؟
- الاستعداد للانتخابات البرلمانية.
> وهل لديك برنامج محدد لقيادة الحزب؟
- إن شاء الله، وأهم ما فيه استكمال مؤسسات حزب النور وتكوين اللجان وتفعيلها فنحن لدينا قرابة الـ21 لجنة كما سأسعى لزيادة مساحة المشاركة لأعضاء الحزب وإصدار القرارات وفقا للشورى وعدم الانفراد بالقرار والعمل على رفع مستوى أعضاء الحزب ثقافيا، وكذلك تربويا وفكريا، وتقوية الاتصال بين القمة والقاعدة، الاستفادة من العنصر الشبابى، وسيكون أيضا بإذن الله دور للمرأة فى حدود الضوابط الشرعية.
> وكيف سيتم اختيار مرشحيكم تحت قبة البرلمان؟
- سيتم عمل مراكز انتخابية أو مجمعات انتخابية تبدأ من القاعدة إلى المركز، حيث تقوم المراكز بتقديم أسماء مرشحيها إلى المجمع الانتخابى فى المحافظة ليتم رفع قائمة المرشحين بعد هذا إلى الهيئة العليا الجديدة ليتم اختيار المرشحين بشكل نهائى، وهنا ألفت النظر إلى أننا خضنا تجارب كثيرة تعلمنا منها، ومن الطبيعى أن ينعكس هذا على أدائنا.
> وما تأثير سلسلة الاستقالات التى جرت مؤخرا على الحزب؟
- لن تؤثر مطلقا على حزب النور، لأننا حزب قوى ومتماسك والعمل بداخله قائم على «المؤسسية»، ولا يتأثر باستقالة أحد.
> وملف التحالفات؟
- هناك تيارات يمكن التحالف معها، وأخرى سيكون الأمر مستحيلا، والحقيقة أنه على أرض الواقع لم يحدث حتى الآن أى تنسيق بشكل رسمى، فنحن مازلنا فى مرحلة الطموحات والأمنيات التى لم ترق إلى مستوى التفاوض ونحن من ناحيتنا ننتظر حتى تتضح المعطيات لنأخذ قرارنا.
> وما تفسيرك لغياب التيار السلفى عن الحكومة؟
- هذه مصلحة، فهذه الحكومة «مؤقتة»، ولن تستطيع أن تفعل شيئا، وحزب النور اعترض على تشكيل الحكومة الأولى للدكتور هشام قنديل لأنها كانت غير متجانسة وليس لها رؤية واضحة، وكنا نعلم أن هذه الحكومة لن تستطيع أن تفعل شيئا، والحقيقة أن من يشكل الحكومة هو رئيس الجمهورية وحزب الحرية والعدالة، وهم أحرار ويتحملون المسؤولية، وسبق أن عرضوا علينا وزارة واحدة فى الحكومة الأولى لهشام قنديل وهى وزارة البيئة، ونحن اعتذرنا عنها، لأننا كنا سنتحمل المسؤولية بمشاركة شكلية.
> ما رأيك فى مسلسل القرارات المتتالية التى تتخذها الرئاسة ثم تعود للتراجع عنها؟
- ليست كل القرارات التى اتخذتها مؤسسة الرئاسة غير صحيحة، فهذا تعميم ليس دقيقا، وهناك قرار مثل عودة مجلس الشعب كان أمرا خارجا عن إرداة الرئيس مرسى، لأنه للمرة الأولى فى التاريخ تطلب المحكمة الدستورية من شخصيات معينة التقدم بطعن على قرار رئيس الجمهورية الخاص بعودة مجلس الشعب، وخلال 48 ساعة تنعقد المحكمة ويصدر حكم بإلغاء قرار «مرسى» بعودة مجلس الشعب، أما فيما يتعلق بقرار الرئيس بإقالة المستشار عبدالمجيد محمود النائب العام السابق وتعيينه سفيرا لمصر بالفاتيكان، فقد علمت أن النائب العام السابق وافق على ترك منصبه والعمل سفيرا بالفاتيكان، ثم تدخل المستشار أحمد الزند رئيس نادى القضاة وضغط عليه حتى يتراجع عن قراره، والحقيقة أن عبدالمجيد محمود كان وافق على العمل سفيرا.
> ما تقييمك لأداء الدكتور مرسى خلال الفترة الماضية؟
- من الظلم أن نحكم على أداء رئيس عمر رئاسته عدة شهور، خاصة أنه جاء فى ظروف غاية فى الصعوبة، وفى فترة لا يوجد فيها استقرار سياسى وانفلات أمنى كبير، ومفاصل الدولة مازالت مع رجال النظام السابق، وهناك قيادات أمنية ليست مع رئيس الجمهورية، كما أن هناك مؤامرات تحاك ليل نهار ضده، وهذه العوامل لا تترك لرئيس الجمهورية فرصة لالتقاط أنفاسه، والحقيقة أن الرئيس مرسى له عدد من الإيجابيات أبرزها أنه خلص مصر من الحكم العسكرى، وإخرج دستور مصر الجديد بعد الثورة، وموقفه الرائع مع غزة والقضية الفلسطينية الذى شهدت به الصحف العالمية ولم تشهد به الصحف المصرية، ولكن الحقيقة أن هناك أخطاء أهمها عدم مشاركة القوى السياسية فى اتخاذ وصنع القرارات، ولابد أن يكون هناك شراكة حقيقة فعلية فى إدراة البلاد، ونحن نفاجئ بقرارات اتخذت لا نعلم ما هى مبررات إصدارها ودوافعها، ولكن الواجب الدينى والوطنى يحتم علينا أن ندافع عنها حفاظا على استقرار مصر، ونرجو من رئيس الجمهورية أن يكون هناك مشاركة حقيقة لكل القوى السياسية، والإعلان الدستورى الأول الذى أصدره مرسى كان معيبا قانونيا وصدر من مستشارين غير أكفاء.
> ما رأيك فى التعديل الوزارى الأخير؟
- أنا غير راض عن هذا التعديل والحكومة فى الأصل تشكيلها غير متجانس، فضلا على أنه ليس لها رؤية واضحة، وأتوقع ألا تفعل شيئا، وهذه حكومة تسيير أعمال لا تملك برنامجا للعمل.
> دعنا نلق الضوء على طبيعة العلاقة بينكم وبين حزب الحرية والعدالة؟
- العلاقة بيننا على المستوى الإنسانى جيدة، ولكن سياسيا هناك اختلاف كبير بينا وبينهم فى كثير من الرؤى، خاصة فيما يتصل بإدارة البلاد، فنحن نرفض الانفراد بكثير من القرارات، وهذا واضح للجميع، وهذه من السلبيات التى لمسناها جميعا خلال إدارة البلاد فى المرحلة الماضية، كما أننا ضد محاولة جماعة الإخوان المسلمين شغل أى منصب تنفيذى يخلو، وهذا أصبح واقعا حقيقيا يثير حفيظة الكثيرين.
> وهل يمكن التحالف بينكم وخوض الانتخابات البرلمانية القادمة على قائمة واحدة؟
- التحالف مع جماعة الإخوان المسلمين «صعب»، ومن المصلحة أن ينزل كل حزب بقائمة منفردة، والتحالف مع الحرية والعدالة أمر غير وارد، ومستبعد جدا أن نخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة على قائمة واحدة فنحن حزبان كبيران وكل واحد منا له برنامجه وله رؤيته، وأعتقد أن خوض حزب النور الذراع السياسية للدعوة السلفية وخوض حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين الانتخابات على قائمة واحدة خسارة لنا ولهم لأن كل حزب سياسى يسعى للحصول على أكبر قدر من المقاعد، فدخولنا فى تحالف واحد سيقلل من فرصتنا.
> ما رأيك فى جبهة الإنقاذ الوطنى؟
- جبهة الإنقاذ الوطنى فى طريقها حاليا لـ«التفتت»، ونحن توقعنا فشلها منذ البداية لأنه لا يوجد أيديولوجية واحدة تجمعهم، ولا هدف واحدا يقربهم، اللهم إلا اتفاقهم على معاداة المشروع الإسلامى، وحين تتصادم المصالح يفترقون، وهذا ما حدث، وما الذى جمع الناصرى مع الاشتراكى والليبرالى؟! هذا تحالف لن يستمر، وهذا التحالف داخل جبهة الإنقاذ لا يزعجنا على الإطلاق.
> هل كان لجماعة الإخوان المسلمين يد فى الخلافات التى دبت مؤخرا داخل حزب النور؟
- لا نعتقد ذلك، فالإسلام علمنا ألا نتهم أحدا إلا بدليل، واتهام الإخوان بالتسبب فى خلافات حزب النور كلام لا يوجد دليل عليه.
> وماذا عن التحالف مع حزب الوطن الذى أسسه المنشقون عن حزب النور؟
- الكلام فى هذا الشأن سابق لأوانه، لأنه حزب لم يكتمل حتى الآن، ونحن نتنظر برنامجه السياسى.
> ما طبيعة علاقتك بالدكتور عماد عبدالغفور رئيس حزب النور المستقيل؟
- تربطنى علاقة طيبة بالدكتور عماد عبدالغفور وكان فى بيتى منذ فترة، وشارك فى حفل زفاف ابنى، والعلاقة الإنسانية بيننا طيبة.
> وما رأيك فى الحديث عن تدخل الدعوة السلفية فى كل صغيرة وكبيرة فى البلد؟
- هذا كلام غير صحيح، فحزب النور ينفصل إدرايا عن الدعوة السلفية، ودروها يتمثل فى المرجعية الشرعية للحزب فقط.
