قال الشيخ ناجح عبد الغنى، خطيب مسجد الفاروق بالتجمع الخامس، فى حضور الدكتور محمد مرسى رئيس الجمهورية، إن ما يؤخذ على الأمة فى هذا الزمان كثرة الجدال، والله تعالى إذا غضب على قوم رزقهم الجدل ومنعهم العمل، وأتمنى أن ننتقل فيما بيننا من الجدل للحوار، فالحوار يقوم على المراجعة للوصول إلى الحق، أما الجدل فيقوم على إسقاط الخصم، ومن هنا رغب الإسلام فى الحوار ونهى عن الجدل.
وأضاف الخطيب أن للحوار أصولاً على الجميع أن يعلمها، منها سلامة المقاصد، والتى تقوم على إخلاص النيات لله عز وجل، والإخلاص يجعل الحوار يؤتى ثماره، أما الأصل الثانى لسلامة المقاصد هو عدم الدخول فى نيات من نحاور، يقول تعالى "إن بعض الظن إثم"، الأمر الثالث الذى يؤدى لسلامة المقاصد هو الفرح بأن يأتى الحق على يد أى من المتحاورين، سواء كان عبر الإعلام أو الهيئات والمؤسسات، أو أيا كانت ديانة من أظهر الله الحق على لسانه.
وأوضح الخطيب أن الأصل الثالث من أصول الحوار هو التثبت من مادة الحوار، فلا نبدأ حوارًا حول موضوع دون التثبت من صحة ما نتناقش حوله، فهل آن لنا الأوان أن نتثبت كما أمرنا الله: "يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قومًا بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين".
أما الأصل الرابع من أصول الحوار هو العلم بمادة الحوار، فلا يتحدث إلا من يعلم، فجبريل عندما جاء الرسول (صلى الله عليه وسلم) سأل النبى عن الإسلام والإيمان والإحسان فأجاب عليه السلام، ولكن عندما سأله جبريل عن الساعة قال (صلى الله عليه وسلم): "ما المسئول عنها بأعلم من السائل"، مضيفًا أن الأصل الأخير هو لزوم العدل مع المحاور، يقول تعالى: "وإذا قلتم فاعدلوا".
وأوضح الخطيب، فى خطبته الثانية، أنه يجب علينا أيضا أن نجعل للحوار وظائف كثيرة، منها تصحيح الأخطاء، وأن لا يكون من أجل البلبلة والتشويش، سواء كان الخطأ فى العمل أو الفهم أو الحكم، جاء رجل رسول الله (صلى الله عليه وسلم ص) يستفتيه، وعائشة تسمعه من وراء حجاب، يقول له: تدركنى الصلاة وأنا جنب فهل أصوم؟ فقال (صلى الله عليه وسلم): "وأنا تدركنى الصلاة وأنا جنب وأصوم"، وشرح له صلى الله عليه وسلم أن التكاليف لجميع المسلمين وليس للأنبياء فقط، كما أوضح الخطيب أن حوارات النبى صلى الله عليه وسلم دوما لتصحيح القول أو الفهم أو العمل.
وعقب الصلاة قال الخطيب: "كنا نتمنى أن نسمع من سيادته شيئا، قاصدا الرئيس، ولكن نزولا على أمره باستكمال حديثنا عن الحوار، وهو ما سينفعنا على مستوى الأسرة الواحدة، وحتى أعلى المستويات، فإن الحوار قد يصحح خطأ فى الحكم، فبعض الأشخاص قد يتسرع فى الحكم على الأشخاص حتى فى مسألة الصلاح، وقد يتسرع البعض بالحكم على الشخص بالصلاح، ويجب أن لا نحكم بالظاهر، ولكن نستخدمه فى حسن الظن ونقول عند الحكم على الناس "نحسبهم على صلاح" تاركين الحكم بما فى سرائرهم على الله.
وأنهى الخطيب حديثه قائلا: "من آداب الحوار أننا عندما نبدأ حوارًا فيجب أن لا نبدأه بتعالٍ أو بمحاولة الانتصار على الآخرين، قال عمرو بن العاص: "ثلاثة لا تملهم، جليسى ما فهم عنى، وثوبى ما سترنى، ودابتى ما حملت رجلى"، وعبد الله بن عباس يقول: "من حق خليلى إلى أن يرمينى بنظرى قبل أن يأتى، وأن أوسع له فى المجلس إذا جلس، وأن أنصت له إذا جلس".
خطيب الفاروق فى حضور الرئيس: الله إذا غضب على قوم رزقهم الجدل
الجمعة، 11 يناير 2013 02:40 م
د. محمد مرسى
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد
يارب اصلح حالنا جميعا
يارب اصلح حالنا جميعا
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد
يارب اصلح حالنا جميعا
يارب اصلح حالنا جميعا
عدد الردود 0
بواسطة:
مش مهم
لا وانت الصادق رزقهم ب الاستبن
انشر يا عم الريس
عدد الردود 0
بواسطة:
كرم جلال عقل
احسنت ايها الشيخ - الرئيس وحكومته في وادي - والشعب في وادي اخر
فوق
عدد الردود 0
بواسطة:
مواطن مصرى
ومازال النفاق
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد رضا
الله إذا غضب على قوم رزقهم الجدل
عدد الردود 0
بواسطة:
النسرالطائر
اليوم السابع
الله يبارك فيك