تقرير إسرائيلى يحذر من أثر التحولات فى مصر ودول "الربيع العربى" على أمن إسرائيل.. 2013 يحمل مخاطر إستراتيجية وتهديدات أوسع لتل أبيب.. وأكثر مستفيدى الثورات "الإخوان المسلمين" و"التيارات الإسلامية"

الجمعة، 11 يناير 2013 02:02 م
تقرير إسرائيلى يحذر من أثر التحولات فى مصر ودول "الربيع العربى" على أمن إسرائيل.. 2013 يحمل مخاطر إستراتيجية وتهديدات أوسع لتل أبيب.. وأكثر مستفيدى الثورات "الإخوان المسلمين" و"التيارات الإسلامية" ثورة تونس
كتب محمود محيى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
حذر تقرير إسرائيلى خطير أعدته صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية من المخاطر التى ستواجه إسرائيل بسبب التحولات التى شهدتها مصر ودول الربيع العربى، خلال العامين الماضيين، مؤكدة أن تلك التحولات تحمل فى طياتها الكثير من المخاطر الإستراتيجية وتهديد أوسع على أمن إسرائيل.

وقال التقرير الإسرائيلى، إن تلك التحولات وزعزعة استقرار الأنظمة فى الدول التى وقعت اتفاقات سلام مع إسرائيل بجانب صعود الإسلام السياسى المتشدد للحكم تعد من أهم العوامل التى تهدد إسرائيل، ولكن من ناحية أخرى فإن حالة الفوضى التى سادت فى معظم الدول العربية، وإضعافها يزيل تماما خطر الحرب خلال العام الجارى.

وأوضحت يديعوت خلال التقرير الذى كتبه الخبير الإستراتيجى يارون فريدمان، أن الاضطرابات الإسرائيلية والقلق الشديد بدأ يغزو القيادات السياسية والأمنية الإسرائيلية على حد سواء، والذى تم بناؤه على عاملين أساسيين يتمثلان فى انهيار الأنظمة التى لها السبق فى توقيع اتفاقيات سلام مع إسرائيل كالنظام المصرى السابق، والآخر هو صعود الإسلاميين إلى سدة الحكم.

وأكد التقرير الإسرائيلى، على أن هناك الكثير من الدلائل على أن ثورات "الربيع العربى" ستؤثر بشكل سلبى ولو كان محدوداً فى بعض الدول على العلاقات العربية الإسرائيلية، على الرغم من أن الدول التى شهدت تلك الثورات تعيش آلام مخاض التحول الديمقراطى العسيرة، وتكابد تعقيدات المرحلة الانتقالية بشكل يجعلها أبعد ما تكون عن الاهتمام بما هو خلف حدودها.

وأضافت يديعوت خلال تقريرها أنه بالرغم من كل المؤشرات التى تدل على أن الربيع العربى خاصة ما حدث فى مصر وتونس وليبيا واليمن، لن يكون بوسعها التفرغ للقيام بخطوات كبيرة خلال العام الحالى بشكل يؤثر على الأمن القومى الإسرائيلى، إلا أن المخاوف من تأثيره على الأمن الإسرائيلى لا توال قائمة.

وقالت يديعوت "الربيع العربى وما مر به من مراحل خلال العامين الماضيين، ربما أيضا يستمر فى طريقه المعادى إلى إسرائيل، وقد يمر فى مرحلة جديدة خلال العام الجارى 2013 ليطلق عليه "عام حسم العلاقات مع إسرائيل"، حيث من خلاله سيتم التركيز على تحديد خارطة طريق تلك العلاقات".

وأشار التقرير الإسرائيلى إلى أن المرحلة الأولى من الربيع العربى بدأت بتلك الشرارة التى أطلقتها تونس فى العام 2011، ومن ثم انطلقت بعد ذلك الشرارات تلو الأخرى فى كافة الدول العربية، خاصة المحيطة فى إسرائيل، والتى كانت نتائجها سقوط أنظمة دعمت إسرائيل أكثر من ثلاثة عقود من الزمان كنظام الرئيس السابق حسنى مبارك.

وأضاف التقرير الإسرائيلى، أن المرحلة الثانية من الربيع العربى حدثت عام 2012، والتطور الجديد فى إنشاء المرحلة الانتقالية فى كل دولة وإجراء الانتخابات البرلمانية وحتى الرئاسية، كما حصل فى مصر، وأنه فى بعض الدول بدأت عملية صياغة دستور جديد، على الرغم من إبراز بعض الخلافات بين الذين كانوا متفقين على سقوط أنظمتهم، وهذا الأمر قلل من التخوف الإسرائيلى إزاء ما يحدث من حولها، وربما كانت الداعم لتلك الخلافات.

وأكد تقرير يديعوت أن التخوف الإسرائيلى الحقيقى هو ما سيحدث خلال العام الجارى، وما يحمل من علاقات دول الربيع العربى مع إسرائيل، متسائلا فى الوقت نفسه "هل الأمر سيبقى كما هو وتنشغل كل دولة عما يحدث بها من أمور داخلية؟".

وأبرز التقرير أن الربيع العربى شمل ثلاثة أنواع من الثورات فى مختلف الدول، الأول منها "الثورات الهادئة" كالتى حصلت فى كل من تونس ومصر، وأدت إلى سقوط بن على وحسنى مبارك، أما النوع الثانى فهى "الثورات المسلحة" أو العنيفة كالتى وقعت فى ليبيا، والحرب الأهلية المستمرة فى سوريا، والنوع الثالث هو "الثورات الإصلاحية" تلك التى أجبرت الأنظمة مثل الأردن والمغرب والسعودية على اتخاذ إصلاحات بعيدة المدى وإرساء الديمقراطية ومكافحة الفساد.

وركز التقرير الإسرائيلى فى جزء كبير منه على الرابحون والخاسرون من ثورات الربيع العربى، مشيرا إلى أن أبرز الرابحين بشكل أساسى من تلك الثورات هى "التيارات الإسلامية" خاصة جماعة "الإخوان المسلمين" التى حققت فوزاً كبيراً فى معظم دول الربيع العربى خلال الانتخابات البرلمانية والرئاسية، مشيرا إلى أن الحركات "السلفية الإسلامية" الأكثر تطرفاً اعتبرت فى فترة معينة تهديداً على سيطرة جماعة الإخوان، إلا أن الاحتجاجات العلمانية التى ظهرت فى منتصف العام الماضى حالت دون وقوع ذلك.

أما عن الخاسرين فى تلك الثورات فقد أوضح التقرير الإسرائيلى أنهم أصحاب الفكر المتأرجح بين الأنظمة السابقة والثوار الذين سعوا لإسقاطهم فمثلاً "القوميين" و"العلمانيين" و"الناصريين" و"البعثيين" كانوا وما زال بعضهم من ما يسمونهم "فلول" أو "شبيحة" النظام السابق لا يمكن للشعب أن يختارهم.

وعن من هو الأخطر على إسرائيل مما سبق، قال التقرير الإسرائيلى، إن الخطر المحدق بالدولة العبرية التى من الممكن أن تتأثر به مستقبلاً فإنها تلك الفترة الراهنة المحاطة بالعديد من الدوائر والتى صنفها كالتالى، "الدائرة الأولى" والمتمثلة فى مصر وسوريا والأردن ولبنان، والتى تعتبر الآن بحسب التقرير ما بين مستقرة على الصعيد الأمنى والسياسى كمصر والأردن وما بين متدهورة أمنياً وعسكرياً وحتى سياسياً كسوريا ولبنان، وما بين هذه وتلك يبقى الأمر فى هذه الدائرة غير مستقر خاصة على الحدود الشمالية مع إسرائيل والتى يقترب منها الخطر يوماً بعد يوم.

وأضاف التقرير أن "الدائرة الثانية" تضم رائدة الثورات العربية تونس ومن ثم ليبيا واليمن، أنها فى نظر صناع القرار الإسرائيليين الدائرة الأقل خطراً من سابقتها، فى حين تشير التقديرات الأمنية أن تونس من الدول الأكثر تأثيراً على منطقة الشرق الأوسط، فكيف بها بعد الربيع العربى، لكن انشغالها الداخلى ربما يؤخر التفرغ لوضع علاقاتها مع إسرائيل إلى بعض الوقت.

أما فى ليبيا والتى تعتبر أغنى الدول النفطية غارقة بمصالحها العامة والخلافات الداخلية خاصة الأزمة الاقتصادية والاقتتال الداخلى الذى ما زال مستمر، فالحكومة الانتقالية لم تنجح فى جمع السلاح الذى تراكم فى الفترة الأخيرة بأيدى المتمردين، كما أن وضعها لا يسمح الآن التطلع إلى العلاقات مع إسرائيل.

وفى اليمن التى تعيش هى الأخرى وضعاً أمنياً صعباً يشبه الوضع فى ليبيا، فإن غياب سيطرة النظام على تلك العصابات والقبائل المسلحة، فضلاً عن تدحرج خطر التدهور إلى الفوضى، ومن ثم إلى الحرب الأهلية التى يحذر منها الجميع، كما أن جماعات أخرى لا بأس بها تنادى بانقسام اليمن إلى شمال وجنوب كالذى حدث فى السودان، فإن هذا الوضع أيضاً لا يسمح بوضع برنامج جديد فى كيفية العلاقات المستقبلية مع إسرائيل.

وفيما يتعلق بنظرة تركيا وإيران للربيع العربى، قال تقرير الصحيفة العبرية الأكثر انتشارا فى إسرائيل، إن تركيا وإيران تنظر كل واحدة منها إلى الربيع العربى بنظرة مختلفة عن الأخرى، فتركيا ترى أنه جاء ليدفع النظام السنى القائم فيها، وأن يكون خطوة جديدة لدعم رئيس وزرائها طيب رجب أردوغان، أما إيران فإنها ترى أن الربيع العربى وخصوصاً تقدم الإسلاميين سيعمل على دعم رؤية آية الله خامنئى، لإقامة ما يسمى بـــ"الإمبريالية الإسلامية".

وختمت الصحيفة العبرية تقريرها بالقول "فى النهاية نستطيع تلخيص ما جاء أن الأنظمة الجديدة لا زالت فى مرحلة التنظيم والنضوج، ولم تبلور حتى اللحظة موقفاً واضحاً فى مسألة العلاقات مع إسرائيل، ومما لا شك فيه أن الانتخابات الإسرائيلية المقبلة وعلاقات الحكومة القادمة مع الفلسطينيين له التأثير الأبرز على ذلك الموقف".






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة