إنها الإسكندرية الجميلة، والتى تغنى بها فنانو مصر على مر العصور بجمالها ونظافة شوارعها وروعة شواطئها، والتى كانت متنفس الفقير قبل الغنى وقالوا عمار يا إسكندرية.. للأسف تم تدمير كل شىء جميل فى عروس البحر.. لن أقول تقدم فى العمر أو شيخوخة، بل لن أكون متشائما وأقول وفاة بطيئة لقد ماتت إسكندرية الجميلة، وأصبحت تعانى كما هائلا من البلاء من المسئول عن دمار الإسكندرية؟ من المسئول عن تحطيم كل شىء جميل؟ هل المواطنون أم مسئولون ليس لهم علاقة بالإسكندرية؟ بالطبع مسئولون افتقدوا روح العمل والإبداع، موظفون ذوو طابع روتينى ليس لهم مكان سوى الجلوس فى المكاتب المكيفة لا يمتلكون أدنى حد من المسئولية الحقيقية للتطوير أو الامتياز أو حتى إعادة الوضع إلى ما كان عليه.
فشتاء الإسكندرية أصبح نكبة على أهلها فلا بنية تحتية ولا أدنى أمان مما يترتب على الأمطار اختناق مرورى بسبب غرق شوارع الإسكندرية بمياه تغطى الأرصفة مما يعوق سرعة السير
ولا بالوعات لصرف المياه أو مصارف لشفطها ولاتحرك من المسئولين.
السمة المميزة للإسكندرية أجمل إسكندريات العالم السابقة هى وجود التوك توك، الذى تفوق عدده على السيارات يقوده إما أطفال.. لا يتعدى سنهم 14عاما أو بلطجية غير مأمونين على بناتنا ناهيك عن كسرهم قواعد المرور بسيرهم عكس الاتجاه فى أى طريق أو أى شارع حتى لوكان طريق الحرية أى طريق أبو قير أكبر وأطول شوارع الإسكندرية والمفروض أنه أرقاها ولا رقيب ولامحاسب.
أتحدى أى مسئول فى الإسكندرية أن يذكر اسم شارع واحد خال من المطبات والحفر، التى سببها الحفر والردم فقط بلا إصلاح لما تم تكسيره وحفره أن المطبات أصبحت شيئا مستفزا للسائر
والراكب فقد تصطدم بحفرة عميقة بعرض الشارع لتنكفئ على وجهك إذا كنت سائرا على قدميك، وإذا كنت راكبا سيارة فقد تجد نفسك والسيارة قد قفزت بك إلى أعلى نتيجة الحفرة التى بعرض
الطريق فى صورة مستفزة فى كل شبر فى الإسكندرية، وفى أى مكان بها.. من المسئول هل هى شركات الغاز؟ التى تحصل عن كل شقة مبلغ 1000جنيه لرصف الشارع بعد الحفر لتوصيل الغاز بلا مقابل أى بلا إرجاع الشىء إلى أصله فأين تذهب تلك الملايين التى تحصل من المواطن المسكين المغلوب على أمره ويتضرر ويتأذى من تلك المطبات والاختراع الجديد لتغطية
البالوعات فى أرقى شوارع الإسكندرية وأدناها، والتى إما أن تكون أعلى من مستوى الشارع بـ15سنتيمترعلى الأقل أو أدنى من مستوى الشارع بـ15سنتيمترا لتترك هوة تتسبب فى كوارث
للسيارات والمارة لتكون سببا فى حوادث كثيرة للسير مخالفة تماما للمواصفات الهندسية فى العالم أجمع.
مزلقانات القطارات والترام بالإسكندرية حالتها يرثى لها، حيث إنك تعبر بسيارتك جبلا متعرج المستوى مخربا بصورة قميئة لاتتصور أنك فى القرن الواحد والعشرين، بل إنك فى بلد عشوائى فى مجاهل أفريقيا ولا أعتقد أنها لها مثيل إلا فى الإسكندرية فقط ألم يمر أى مسئول عليها وشاهدها من قبل لا أعتقد ذلك.. إنهم يمرون.. إنهم يسيرون ولكن لايرون يغمضون أعينهم بلامبالاة ولا إحساس بالمسئولية فالمواطن بالنسبة له شىء لا يعنيه.
الارتفاعات الشاهقة فى شوارع ضيقة والهدم على قدم وساق للفيلات والمبانى القديمة ذات الطوابق المنخفضة ليقام عليها أبراج شاهقة تتخطى الـ18طابقا فى شوارع لايتعدى عرضها الستة.
أمطار لتعيش الإسكندرية وسط كتل خرسانية بلاتنسيق أو تنظيم أو رقيب لوقف تلك المهازل والجرائم، التى ترتكب فى حق تلك المدينة المنكوبة.
وأخيرا نأتى لشريان الحياة بالنسبة لأهل الإسكندرية الفقير فيها قبل الغنى وهى الشواطئ السكندرية، والتى تسابق المحافظون فى الـ20 سنة الأخيرة فى تضييق الخناق وحرمان أهل الإسكندرية من التمتع بهاعن طريق إهداء الشواطئ لحق الامتياز لرجال الأعمال ليعيثوا فيها الفساد وطحن المواطن المطحون فيعطون قطع من الشاطئ لأصحاب الفنادق ليصبح لكل فندق شاطئ خاص وغالبا ماتكون تلك القطعة هى المميزة من هذا الشاطئ ليتبقى جزء بسيط ياليته يكون ممنوحًا للفقراء ليتمتعوا به، بل اهدوا هذا الجزء لرجال أعمال لاستثمارها ويفرضون الدخول بتذاكر لاتقل عن16 جنيها للفرد أى أن أسرة بسيطة فقيرة مكونة من 6 أفراد تدفع 96 جنيها فقط لدخول الشاطئ ليصبح المواطن السكندرى محروم من أبسط حقوقه وهى التمتع بشواطئ مدينته فلايملك إلا أن يقول حسبى الله ونعم الوكيل فى من كان السبب فى حرمانه من التمتع بهبة من الله منحها له لتتدخل شرور المسئولين فى اختناقهم بجعل كل شىء بثمن حتى من موارد مدينته الطبيعية وأخيرا هل من منقذ لعروس البحر؟ هل من معجزة لإنقاذها من براثن الخراب والدمار؟ هل هناك حلول لتلك الكوارث والمصائب التى ابتليت بها الإسكندرية أننى أكتب مقالى هذا واعينى تكاد تدمع دما حزنا وقهرا وحسرة على مدينتى الجميلة التى ترعرت وتربيت بها وتمتعت بهوائها وجمالها وهدوئها وسكينتها التى كانت ولكنها ذهبت وولت.. انقذوا الإسكندرية انقذوا عروس البحر
التى كانت.. لك الله أيتها المدينة المنكوبة بمسئوليها.
محمد الحفناوى يكتب: انقذوا عروس الإسكندرية قبل فوات الأوان
الخميس، 10 يناير 2013 09:43 ص
شوارع اسكندرية
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
سامح لطف الله
عروس البحر المتوسط
عدد الردود 0
بواسطة:
خالد محمد
مقال رائع _ الله ينور
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد الروينى
اللا مبلاة
عدد الردود 0
بواسطة:
فوزى محمد
شكرا
عدد الردود 0
بواسطة:
المخرج محمدالحفناوى
فعلا اخى سامح
عدد الردود 0
بواسطة:
أيمن
ذكريات
عدد الردود 0
بواسطة:
عادل الاسكندرانى
اهل مكة ادرى بشعابها ..
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد
مش عوزين محافظ ولا نائب محافظ اخواني
عدد الردود 0
بواسطة:
أحمد صابر
رسالة من سكندري
عدد الردود 0
بواسطة:
أبو سيف
و الله زمااااااااااااااااااااااااان