طالب الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، بضرورة أن تصدر فتاوى من المرجعيات الكبرى فى قُم وشيراز وغيرهما بتحريم صريح حاسم لسب أم المؤمنين السيدة عائشة، والخلفاء الثلاثة والصحابة والإمام البخارى رضى الله عنهم؛ لما لهذا التجاوز من آثار بالغة السوء على وحدة المسلمين، ومسيرة التفاهم بين السنة والشيعة، وقد تكررت هذه المطالب من رموز وعلماء الشيعة فى زيارتهم للمشيخة على مدى العامين السابقين دون أن تتلقى المشيخة ما يفيد الاستجابة لهذه المطالبات.
جاء ذلك خلال استقبال الطيب لوزير خارجية إيران، على صالحى، فى مكتبه، والوفد المرافق له، وجرى خلال اللقاء استعراض تطورات الأوضاع فى المنطقة بشكل خاص، وفى العالم الإسلامى بشكل عام.
ورحب شيخ الأزهر بوزير الخارجية، وأشاد بموضوعيته وصراحته، وشكره على حديثه الودود وانفتاح قلبه على الأزهر، مما فتح الباب أمام الإمام الأكبر لأن يُفضى له ببعض الهموم فى هذا الشأن.
فأكد الطيب، أننا على الصعيد السياسى ندعم التضامن بين الدولتين فى مواجهة الغطرسة الصهيونية، ودعم الشعب الفلسطينى فى قضيته الإنسانية العادلة.
وأضاف الطيب، قائلاً: إن الأزهر الشريف- عبر تاريخه منذ أكثر من ألف سنة - كان ولا يزال هو المعبِّر عن ضمير الأمة العربية والإسلامية، يألم لآلامها ويفرح لفرحها وانتصارها، وفى ظل هذه المتغيرات، التى عرفتها المنطقة كان للأزهر دور بارز فى ترشيد الثورات العربية، فأصدر وثائقَه الشهيرة عن مستقبل مصر، ودعم إرادة الشعوب العربية فى حراكها السلمى من أجل الكرامة والحرية، كما لم يَفُتْه وضع وثيقة منظومة الحريات الأساسية، التى ينبغى أن تسود فى المجتمع العربى والإسلامى، حتى يتمكن من الخروج من حالة التخلف والجمود بكل أشكاله وأنواعه.
وأضاف الطيب قائلاً: اسمَحْ لى معالى الوزير أن أكون صريحًا معك فى طرح انشغالى بصفتى شيخا للأزهر، ومسئولاً – أمام الله وأمام العباد– عن المستضعفين من المسلمين فى كل مكان من أرجاء المعمورة، لقد وصلتى وتصلنى دائمًا تقارير وأخبار متواترة بل أقول استغاثات من قطاع كبير من إخواننا من أهل السنة والجماعة فى الجمهورية الإسلامية الإيرانية، كلها تؤكد فقدانهم لبعض الحقوق الأساسية لهم كمواطنين إيرانيين لهم الحق فى ممارسة ثقافتهم وتقاليدهم الخاصة وفقهم الخاص، طبقا للحقوق المقررة للأقليات فى الشريعة الإسلامية، وفى سائر القوانين الدولية.
وأضاف الطيب: إننى على ثقة أن تقاليد حسن الجوار وعدم التدخل فى الشئون الداخلية للدول هو القاعدة التى يجب أن تسود علاقاتنا جميعا وبخاصة فى منطقة الخليج الحساسة، التى يتخذها البعض تكأة للتدخل فى الشئون الدول الإسلامية، وإثارة الإحن فيما بينها، ونحن فى غنى عن هذه المشكلات كلها، لنفرغ لمشكلاتنا الحقيقية.
وطلب الطيب من الوزير أن ينقل إلى القادة الإيرانيين رفض الأزهر التام للتدخل فى شئون مملكة البحرين الشقيقة.
وعن مشكلة اختراق المجتمعات السنية من جانب بعض الناشطين الشيعة، قال الطيب: إن هذا يُهدِّد وحدة النسيج الوطنى والثقافى والاجتماعى فى المجتمعات السنيَّة، والأزهر يرفض هذا رفضًا قاطعًا، ونحن لا نرى تصدير المذهبيات من مجتمع إلى مجتمع آخر، وأحرى بنا التفاهم من أجل النهوض الحضارى للأمة الإسلامية، بدلاً من تبديد الجهود فى هذه الأنشطة العَبَثِيَّة، التى تضر الأمة ولا تنفعها.
من جانبه أكد على أكبر صالحى، وزير الخارجية الايرانى، أن كلنا نحب رسول الله، وبذلك كل المسلمين سنة وكلنا نحب آل البيت، وبذلك كل المسلمين شيعة، مؤكدا أن السنة والشيعة يتبعون النبى ويحبون آل البيت.
وتمنى خلال مؤتمر صحفى أقيم له بمشيخة الأزهر عقب لقائه شيخ الأزهر، أن يسعفه فراغ الوقت ليدرس الأزهر الشريف، حتى ينهل من أول جامعة إسلامية تراكمت فيها كل علوم الدين، وحذر من الفرقة واستغلال البعض الفرصة لخلق الفتن والخلافات، لا سيما الفضائيات التى تنشر الفتن، ودعا للوحدة بين الشعبين المصرى والشيعى كيد واحدة، مشيرا إلى أن زيارات بين شيوخ وعلماء البلدين سوف يتم العمل والتجهيز لها قريبا، حتى تعود العلاقات بين البلدين، وأشاد بدور الأزهر فى نشر الإسلام والدعوة الإسلامية.
وكان وزير الخارجية الإيرانى على أكبر صالحى، والوفد المرافق له قد وصلا إلى مقر مشيخة الأزهر، للقاء الدكتور أحمد الطيب؛ شيخ الأزهر لبحث سبل التعاون، وذلك ضمن برنامج زيارته للقاهرة، الذى بدأه صباح اليوم بلقاء رئيس الجمهورية.
ومن جانبها عززت مشيخة الأزهر من إجراءاتها الأمنية أمام مداخل ومخارج المبنى، وقام عدد من قيادات وكوادر مشيخة الأزهر باستقبال الضيف والوفد المرافق له، وسوف يلتقى بشيخ الأزهر فى اجتماع مغلق يعقبه مؤتمر صحفى ثم يلتقى بعدها البابا تواضروس.
نفى وزير الخارجية الإيرانى، على أكبر صالحى، قدوم أى مسئول إيرانى إلى القاهرة سرا للقاء قيادات الإخوان المسلمين، قائلا: هذه أخبار كاذبة يجب التحقق منها، مؤكدا أن لقاءه بالرئيس مرسى تطرق إلى بحث سببل حل الأزمة السورية من خلال رباعية تشارك فيها مصر وإيران لتدارك الأزمة سلميا من خلال حل سورى سورى.
وأكد خلال مؤتمر الأزهر، أن الغرب يتبنى ترويج أخبار كاذبة فى الإضرار بالمصالح للبلدان العربية والإسلامية، مشيرا إلى أن هناك قلائل فى كل بلد يثيرون القلاقل والفتن من خلال الدعم الخارجى ومن خلال قنوات تثير الفتن فى كل اتجاه لضرب الاستقرار والوحدة، مطالبا الجميع بعدم الانسياق لهم وخاصة الشباب، مؤكدا أنه سينقل وجهة نظر الإمام الأكبر للمرشد فى إيران ولرئيس الجمهورية والعلماء لتوحيد الصف ودعم الوحدة.
وقال إن إيران ترفض سب الصحابة وآل البيت وخاصة السيدة عائشة، التى صدر فتوى من مرشد الثورة الإيرانية بأن من يقوم بذلك ليس شيعيا، لافتا إلى أن المسلمين يجب أن يكونوا يدا واحدة وأن إيران اسمها الجمهورية الإسلامية وليست الجمهورية الشيعية، مؤكدا أنه يفتخر بكونه مسلما وكل المسلمين سنة وشيعة يتفقون فى الأصول.
وأضاف صالحى، خلال مؤتمر الأزهر، أن بلاده تعمل مع مصر على وحدة الأمة الإسلامية وسوف يتم ذلك، من خلال لقاءات على مستوى العلماء، مثمنا من جهود شيخ الأزهر فى ذلك، وأنه استفاد من لقائه به ويتمنى لو طال اللقاء أكثر من ذلك.
شيخ الأزهر يطالب بالحقوق الكاملة لأهل السنة فى إيران.. ويبلغ وزير الخارجية الإيرانى بضرورة إصدار فتاوى من المرجعيات الشيعية تجرم سب الصحابة.. وصالحى يرد: نرفض ذلك خاصة السيدة عائشة
الخميس، 10 يناير 2013 05:36 م
جانب من اللقاء
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
محمود الأرملى
وحدة الصف الإسلامى
أفلح وأبيه إن صدق..................
عدد الردود 0
بواسطة:
ايوب
لماذا لا تبدأ بما يجمعنا بدلا من البداية بما يفرقنا