صديقى الإخوانى لا يمل من ترديد أن الثوار تحالفوا مع الفلول من أجل إسقاط الإخوان وعقب تعيينات مجلس الشورى والاعتراضات التى ثارت حول بعض من تم تعيينهم حدثته فقال لى هؤلاء فلول ولكنهم غير فاسدين ويجب أن نتعاون معهم!!
من كثرة تكرار كلمة الفلول فى الحياة السياسية فى مصر منذ الثورة، صار المصريون لا يعرفون من هم الفلول ومن هم الثوار بعد أن اختلطت الأشياء وقفز من قفز وتراجع من تراجع تعففا أو مللا وضجرا أو كفرا بما آلت إليه الثورة. ليس عيبا أن يعترف الثوار اليوم أنهم أخطأوا، وتم استخدامهم فى فترات معينة لصالح مشاريع سياسية باسم الثورة والتقطوا الطعم الذى ألقى إليهم ببراعة ليصبحوا جزءا أساسيا من عملية الاغتيال السياسى للبعض عبر ثنائية الثوار والفلول التى أثبتت الأيام أنها وهمية ولزجة ولا تعرف خطوطا فاصلة بين الاثنين، بدليل أن الثوار الحقيقيين قد تحولوا لفلول بعد اختلافهم السياسى مع الإخوان. لم يقل لنا أحد من هم الفلول على وجه التحديد، فقد صار كل طرف سياسى يستخدم هذه الكلمة لتشويه خصومه والمختلفين معه، لم نضع معايير للحكم على هؤلاء الفلول وتصنيفهم، وكم من شخصيات محل تقدير واحترام نالها قسط من هذا الأذى ولعل الدكتور الجنزورى هو أحد هؤلاء البارزين الذين تعاملوا معه فى لحظة على أنه رمز وطنى وقامة اقتصادية وفى لحظة أخرى جعلوه من فلول النظام الذين يجب إزاحتهم حين اختلفوا معه. إذا كان المعيار فى تحديد الفلول هو التعامل مع النظام القديم فإن جماعة الإخوان تصبح جماعة الفلول الكبرى بعد أن شاركت النظام السابق فى اللعبة السياسية الفاسدة المثخنة بالتزوير، وتستطيع طبقا لهذا المعيار أن تقول إنها شاركت فى تثبيت شرعية النظام من خلال الاشتراك فى برلمانات أتت أغلبيتها بالتزوير. أما إذا كان المعيار فى تحديد الفلول هو السكوت عن جرائم النظام والخوف من بطشه والدعوة لعدم الخروج عليه فتستطيع أن تقول بكل يقين إن التيار السلفى بجماعاته المختلفة هم رأس الفلول بسكوتهم عما كان يفعله النظام البائد وإيثارهم للسلامة بدعوى منع الفتنة، ورحم الله السيد بلال شهيد الإسكندرية الذى خذله شيوخه وعلماؤه بعد استشهاده. أما إذا كان معيار تحديد الفلول هو التعاون مع النظام السابق والمشاركة فى صياغة مسلسل التوريث فتستطيع أن تشير إلى قطاع ليس بالقليل من الليبراليين واليساريين المزيفين -الذين يدعون الثورية الآن- بعد أن كانوا أدوات أساسية فى صناعة ولى العهد ورعايته وتقديمه للرأى العام، أما إذا كان المعيار فى تحديد الفلول هو الموقف من النزول يوم 25 يناير 2011، فإنك بهذا ستشير إلى إعلاميين وسياسيين وأحزاب وجماعات وعمائم وكتل كبيرة امتنعت عن المشاركة بل حرض بعضها على المشاركين. إذا جعلت معيار تحديد الفلول هو الجهر بالحق فى وجه سلطان جائر ودفع الثمن فإنك بذلك سوف تجعل من خارج دائرة الفلول مجموعة قد لا تتجاوز عدة آلاف من أبناء هذا الوطن، جهروا بالحق فى وجه النظام ودفعوا الثمن ولم يساوموا على مبادئهم، لقد كان للنضال السياسى والكلمة الحرة ثمن باهظ قبل الثورة، وشتان بين من فعلوا ذلك فى عصر مبارك ومن ظهروا بعد الثورة عقب انهيار منظومة البطش وتخيلوا أنفسهم مناضلين بعد أن صار النضال ترفيها بلا ثمن وبلا تضحية.
من وجهة نظرى، الفلول هم كل الفاسدين فقط الذين تورطوا فى فساد بين ومثبت قضائيا مع النظام القديم سواء كان فسادا سياسيا أو اقتصاديا أو غيرهما، وما عدا ذلك لا يمكننا وصم أحد ولا تشويهه لمجرد أنه فعل كل ما أسلفناه. ليس كل من خدم فى جهاز الدولة أيام النظام السابق فاسدا أو مجرما، ليس كل من خشى على نفسه وأولاده من التنكيل به ودفع الثمن هو مجرم ومن ذيول النظام، فالله لم يخلق كل الناس شجعانا وفرسانا والاستعداد للتضحية والثبات درجات. على الثوار أن يعيدوا تعريف الفلول، وأن يتخلوا عما زرع فى نفوسهم تجاه كثير من المصريين بأنهم فلول للنظام ويمثلون الثورة المضادة، فقد يكون هؤلاء من أكثر الناس حبا وحرصا على هذا الوطن، فلنميز بين الفاسدين والأبرياء ولندرك أن ورقة الثورة والفلول تم استخدامها ضد الثورة نفسها أحيانا، ولنتبين الطريق ولنعرف ما هو الخطر الحقيقى الذى يواجه مصر الآن، ومن الذى يجب علينا أن نقف أمامه من أجل أن تبقى مصر... دولة.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
Tarek
يا حلاوة يا حلاوة ....
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد
الفلول هم ...
عدد الردود 0
بواسطة:
العمدة
واعادة تعريف مصطلح الثوار
عدد الردود 0
بواسطة:
hesham
بترجع لورا لييه يا دكتور؟؟؟؟؟؟
عدد الردود 0
بواسطة:
كريم
الفلول واللبراليون
عدد الردود 0
بواسطة:
سناء الشافعى
الفلول هم كل واحد كان حى أو ولد قبل 10 أكتوبر 2011 (9شهور قبل بعد خلع مبارك)
شكرا لليوم السابع
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد جابر
الفلول هم
عدد الردود 0
بواسطة:
يحيي رسلان
الفلول مصطلح من الماضي
عدد الردود 0
بواسطة:
Mahmoud
الفلول هو من هرب من المعركة .. سواءا هرب للخلف أو هرب للأمام
عدد الردود 0
بواسطة:
إيهاب حبيب
(رحم الله السيد بلال شهيد الإسكندرية الذى خذله شيوخه وعلماؤه بعد استشهاده)