إن عادة المجتمع فى أن تكون الأنثى أصغر من الرجل فى حالة الزواج تحمل من وجهة نظرى العديد من المعانى، أولها أن الرجل يضع فى اعتباره أن تكون الزوجة جميلة دائما فى حال هو طاعن فى الكبر ولا يهتم بنفسه، وهذا حال أكثر الرجال خاصة المصريين.
والثانى وهو أنه يضع فى حسبانه عوامل الزمن وأن زوجته هى دائمًا ما تحمل هموم الحياة بداية من همه وهم أسرته والأولاد وكل ما يكدر صفو الحياة تدفع حسابه الزوجة بكل ما تحمله الكلمة من معان.
فأخطاء البنات تتحملها الأم وبدعوى "البنت أكيد طالعة لأمها" وأن مسئولية تربية البنت تتحملها الأم وكأن هذا الرجل لا وجود له "مع عدم التعميم.. وفساد الأولاد تتحمله الأم دائما بدعوى الدلع وكأنها هى التى أرادت لابنها الفساد وعدم تحمل المسئولية، ولكن هذا الفساد وعدم تحمل المسؤلية ماهو إلا رد فعل لتصرف الأب وترك المنزل وكل ما فيه من مشاكل فى حضن الأم..
ووسط كل هذا تتطالب الزوجة بالرقة والجمال والاهتمام بالرجل الذى يعمل ليل نهار، وكأن هذا الكائن لا وجود له إلا فى الأعمال المنزلية ورعاية الأطفال، التى تعادل فى رعاية طفل والاهتمام به بإدارة شركة مكونة من سبعة أفراد بمشاكلهم ومرتباتهم، التى تدبرها الأم.
إن الأم العربية حقًا لم تأخذ حقوقها من بداية طفولتها فى اختيار على الأقل ملبسها وألوانه وفى مراهقتها، والتى لابد فيها أن تكون بعقل أمها وتعرف الصح من الخطأ عن طريق المنع فقط.
ومجرد أن تدخل فى هذا الطور وبداية من اليوم حتى الذهاب للنوم "ممنوع البنات المحترمة مش بتعمل كده".. إلى حرام عليك أنتى عايزة تضحكى الناس علينا".
أما نحن الأولاد فى هذه الحالة نفعل ما يحلو لنا ليلا ونهارا وعندما تتحدث أختى ولو بدافع الغيرة تقابل بكم من الرسائل السلبية وأولها.. أنتى ولد؟؟!! .. ده ولد ولا يتخاف عليه..
وتبدأ فى هذه المرحلة انطواء البنت وانعزالها عن أمها ومجتمعها والشوق الدائم إلى هذا الإنسان، الذى سيعوضها عن هذه الحياة.. التى تضيق بها وبكل ما فيها ولا يحق ليها حتى الحزن والدموع التى تحررها من سجن المشاعر التى تعيش فيه..
وعندما تتاح لها الفرصة فى اختيار هذا الإنسان ولنفترض ونحن فى هذا المجتمع المغلق عن طريق جواز الصالونات لأنه إذا افترضنا أنها قصة حب شريفة وهدفها الزواج من الجانبين سنقابل آلاف الأمهات فى سن المراهقة، والتى تكون قد تشبعت بتلك الردود الجاهزة فى وقت ليس لها هى أيضًا أى اختيار..
نعود إلى جواز الصالونات والذى نتحرك فيه نحن الشباب بمواصفات أولها الجمال والتدين والرقى والتعليم ومجموعة من المواصفات تحتوى لون العين والجلد والوزن والطول فى حين تقابل البنت التى نتقدم لها بمواصفات دائمة لنا أولها الشقة والوظيفة والمرتب والأسرة، وتأتى بعدها المواصفات التى تقال أيضا عن شاربى الخمر والمخدرات محترم وبن ناس وغالبا بعد ترديد المواصفات من الأم والخالة والعمة وباقى العائلة يكون هو الملاك الوحيد على الأرض وأنه الفرصة الوحيدة التى أمامها ورفضها يعنى أنها ترفض نعمة كبيرها أرسلها الله اليها .. وأنها لم تجد غيره بهذه المواصفات وهى ان لم ترضى بهذا الملاك لمجرد أن قلبها لم يتقبله فهى بالمصرى " فقرية " أو مستنية الفارس على الحصان الأبيض أو.. تكفى هذه الكلمات فما يقال لها أقسى من هذه الكلمات مع الأسف.! تقال هذه الكلمات وتردد من الأم التى ذاقت أو عانت من هذا العذاب يوما ما..ومن وجهه نظرى أن من يفتح باب التنازل عن أى حق من حقوقه فى الحياة ويقبل ما عداها وما يحترم إنسانيته فإنه يقتنع بها.. ويقف ضد من يريد التنازل عنها ويتهمه بالسفه والتكبر.
وفى هذا الشأن يقول فيكتور فرانكل " من عاش منا فى معسكرات الاعتقال يستطيع تذكر الرجال الذين يسيرون خلال الأكواخ لمواساة الآخرين وتعزيتهم عن طريق منحهم آخر قطعة خبز معهم ربما كان عددهم قليلا ولكنهم قدموا دليلا كافيا على أنه من الممكن سلب الإنسان كل شىء إلا شيئا واحدا وهو آخر الحريات البشرية اختيار موقف المرء وسلوكه تجاه مجموعة من الظروف أى حق اختيار الطريق الخاص بالمرء.....
إليك يمكنك أن تظنى أن ما تحاولين القيام به .. من أن تفعلى ما تمليه عليه نفسك أو ما يريده قلبك هذا نقطة فى المحيط .. ولكن من الممكن أن تكون هذه النقطة هى بداية لنهر جديد فى حياتك وحياة من بعدك كلامى هذا لا أقصد به أن نغضب الأم والأب أو عصيان ربك .. ولكن ما هو الغضب الذى أسببه لأهلى فى حالة أنى أريد تحقيق حلمى فى الحياة.. ما هو الغضب الذى أسببه لأهلى فى حال أريد الحصول على أقل حقوقى..؟!!!!
صورة أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة