محمد عبدالقدوس يحاور مسؤول الفن بجماعة الإخوان: التيار الإسلامى أخطأ بالسكوت عن إدانة تجريح الفنانين.. درويش: أحب أم كلثوم وعبدالوهاب.. ومطربتى المفضلة أصالة وأحترم حمزة نمرة وماهر زين

نقلا عن اليومى
«سيد درويش» اسم غير معروف للرأى العام، لكننى أرى دوره بالغ الأهمية داخل الإخوان المسلمين، فهو منسق اللجنة الفنية التى تتبع قسم نشر الدعوة بالجماعة، ومسؤول عن شؤون الفن هناك! ولمعلوماتك الإخوان عندهم 86 فريقا غنائيا على مستوى الجمهورية ينشدون فى الأفراح خاصة، ولهم صولات وجولات مع أغانى سيد درويش، والشيخ إمام، وهناك 25 من شباب الإخوان متميزون فى الموسيقى ويجيدون العزف على مختلف الآلات، وكذلك ثمانية فرق للإنشاد الدينى، ويعرض لهم حالياً ثلاثة عروض مسرحية فى قصور الثقافة، واحدة تتحدث عن سيناء وأخرى تتناول الفلول، ومؤخراً دخلوا فى مجال السينما عن طريق فريق «فكرة» التى تتكون من حوالى 12 شابا، وبدأوا بالفعل فى إنتاج الأفلام القصيرة والتسجيلية، وتلك الأنشطة المتنوعة يرعاها «سيد درويش»، وقد عرف طونى خليفة الإعلامى الشهير أهمية هذا الرجل الذى أكمل الثالثة والأربعين من عمره، فكان أحد المحكمين الثلاثة فى معظم حلقات برنامجه الشهير «زمن الإخوان» الذى لقى نجاحاً كبيراً عند عرضه فى رمضان الماضى.

وسيلة فعالة فى نشر الدعوة!

فى البداية سألته عن العلاقة بين الفن ونشر الدعوة بالجماعة؟.

أجاب بتلقائية: ياه إنها علاقة وثيقة الانتشار بين الناس لا يجب أن يقتصر فقط على الوعظ والإرشاد، بل إن الوصول للناس عن طريق الفن أمر مطلوب، ولذلك فنحن نتميز عن الجماعات الإسلامية الأخرى فى هذا الموضوع.

قلت مداعباً: وعن الأحزاب المدنية كذلك، وحسب معلوماتى لا يوجد حزب سياسى مهتم بالفن لدرجة إنشاء لجنة بداخله ترعاه.

وبعد تلك المداعبة سألته سؤالاً مباشراً: لماذا يخاف الفنانون من الإسلاميين؟

أجاب: لأنهم يضعون التيار الإسلامى كله فى سلة واحدة وهذا خطأ.. موقف الإخوان مختلف.

كان ردى: معظمهم يرى أن كلهم واحد! بدليل تجريح الفنانة إلهام شاهين مؤخراً على يد داعية إسلامى متهور، قام بالتطاول عليها بأقبح الألفاظ، وكذلك فعل مع غيرها! وحضرتك بجماعة الإخوان رفعت شعار: «لا أسمع ولا أرى ولا أتكلم».

رد قائلاً: يا شيخ حرام عليك؛ فى كل مناسبة أدين هذا التجريح بقوة، ولمعلوماتك هذا الرجل تناولنى أنا أيضاً بلسانه الطويل.

قلت: كان يجب على الإخوان والجماعات الإسلامية الأخرى إدانة هذا السلوك لأنه منسوب إلى الإسلاميين كلهم، ولا يكفى أن حضرتك تستنكر ذلك بصفتك الشخصية.

أجاب: لسنا مع تجريح أى شخص أو هيئة! وبالفعل يخطئ التيار الإسلامى إذا سكت عن التطاول على الفنانين باسم الدين لأن هناك فارقا بين النقد الموضوعى، والسب والقذف وتلك ليست من أخلاق الإسلام.

سألت: وماذا عن قسم نشر الدعوة بالإخوان؟ ولماذا لم يصدر بيانا حول هذا الموضوع؟ وهل يقومون بتشجيعك فى عملك.

أجاب ضاحكاً: لا تتصور أنهم زى محمد عبدالقدوس مثلاً لكن الحمد لله المركب تسير، ومقترحاتى لهم تلقى قبولاً بصفة عامة! وقسم نشر الدعوة ليس المختص حتى يصدر بيانا بإدانة تجريح الفنانين فهذه مسؤوليتى بالدرجة الأولى.

أعشق صوت أصالة

سألته عن أصوله الفنية! وهل نشأ فى أسرة تحب الفن؟

أجاب: لا.. دى حاجة من عند ربنا.. وأنا فى الجامعة كنت مسؤول اللجنة الفنية بجامعة الزقازيق، وأكتب أغانى ومسرحيات، وكمان بحب الشعر.

قلت مازحاً: يعنى حضرتك متعدد المواهب.

رد بضحكة: لا صوتى «وحش» ولذلك لم أفكر فى الغناء.

سألته: وبهذه المناسبة.. ما رأيك فى غناء المرأة؟

أجاب: يعجبنى الصوت الحلو مادام بعيداً عن الميوعة، وأنا شخصياً أحب أم كلثوم وبعض أغانى فيروز وأعشق صوت أصالة ومن المطربين يعجبنى بالطبع عبدالوهاب، ومن الأصوات الحديثة الجديدة «ماهر زين» و«حمزة نمرة» و«محمد عباس».

وأضاف قائلاً: سعدت جداً باستضافة مطربتى المفضلة أصالة فى برنامج زمن الإخوان، واعتبرته يوما لا ينسى من أيام عمرى، وخرجت من لقائها وأنا أكثر احتراماً لها.

سؤال: وكيف تم اختيارك فى هذا البرنامج؟

أجاب: كانوا قد اتفقوا مع الداعية الإسلامى حسام البخارى، لكنه رفض لقاء الفنانين فوقع اختيارهم على «العبدلله» فوافقت بعدما تأكدت أنه برنامج فيه جدية وبعيد عن الإثارة وجذب الجمهور بطرق رخيصة، والحمد لله أعجبهم أدائى فى العمل، واتفقت معهم على برنامج جديد يقوم على مسلسل الجماعة لكاتبه وحيد حامد، والذى عرض فى السنة الماضية، وسيتم عرضه من جديد عندهم لأقوم بتقييمه من وجهة نظر الجماعة، فأذكر إيجابياته وسلبياته، وسيتم عرضه خلال أيام.

سألته قبل أن أختم حوارى معه: هل يمكن أن نرى صوتا نسائيا حلوا يغنى ويتبع الجماعة أو فنانة «إخوانية» تمثل؟

كان رده: هذا موجود بالفعل فى مجال التمثيل.. عندنا «سماح إبراهيم» تمثل فى تلك المسرحية التى تتحدث عن سيناء، وهى بطلة وليست مجرد كومبارس!! ومعنا كذلك «مى زويد» وهى فنانة مجتهدة وقريبة من الجماعة! أما عن الغناء «لسة شوية» فنحن لم نحصل على حريتنا فى التحرك إلا بعد الثورة، لكن لا أعترض على غناء المرأة بمواصفات معينة طبعاً.

اسمك على اسم سيد درويش الذى يمثل الطرب العربى أصيل.. هل هى صدفة؟ أم إعجاب من والدك به؟

أجاب ضاحكاً: اسأل أبويا فى ذلك، وعلى فكرة إحنا أقارب من بعيد.