أجمعت آراء عدد من السياسيين وممثلى الأحزاب عن عدم مشاركتهم أو تأييدهم للمليونية التى دعا إليها عدد من ممثلى تحالف القوى الثورية والحركات بميدان التحرير فى 21 سبتمبر الجارى، تحت شعار "إنذار بكشف الحساب"، على الرغم من تأكيدهم وتأييدهم لمشروعية تلك المطالبات، التى تأتى على رأسها حل الجمعية التأسيسية للدستور، وتشكيل أخرى بتوافق سياسى وشعبى، تكتب دستورا لكل المصريين، والإفراج الفورى عن جميع المعتقلين الذين شاركوا فى أحداث الثورة منذ قيامها وحتى 12 أغسطس 2012، وسرعة محاكمة قتلة الثوار، خصوصاً فى أحداث محمد محمود والعباسية وبورسعيد، وإعادة محاكمة من حصلوا على أحكام البراءة من الضباط وأفراد الشرطة، مؤكدين أن الثورة مستمرة لحين تحقيق أهدافها كاملة، التى ضحى من أجلها آلاف المصريين الشرفاء.
وبرر الرافضون للمليونية موقفهم بأنها اجتهادات فى غير محلها، وانتقد البعض منهم اختيار التوقيت، واصفين إياه بغير المناسب، ورأى البعض الآخر أنها لن تأتى بجديد، وأنه من الأفضل التركيز على الانتخابات البرلمانية القادمة، وعلى الرغم من اعتراض آخرين على التشكيل الحالى للجمعية التأسيسية، إلا أنهم يرون أنه من الأفضل تأجيل تلك المليونيات، واستبدالها بالدعوة إلى الهدوء والاستقرار.
وفى هذا السياق أكد محمد أنور السادات، رئيس حزب الإصلاح والتنمية، وعضو مجلس الشعب المنحل، على مشروعية المطالبات التى تنادى بها القوى الثورية، ولكنه يراها اجتهادات فى غير محلها، معللا أن الجميع يبحث على خلق حالة من الاستقرار، بالإضافة إلى إعطاء الفرصة والوقت سواء للرئيس أو للحكومة أو الأجهزة المعاونة، لبدء إصلاحات حقيقية.
وأعلن السادات عن عدم مشاركته لتلك المليونية، مؤكدا أنه ليس ضد الدعوة لمليونيات، وأنه من مؤيديها، منتقدا اختيار التوقيت، واصفا إياه بغير المناسب، فيما يرى أن هناك اختيارات وتشكيلات جديدة بين الحين والآخر، مما يستدعى الانتظار، حتى تمارس تلك التشكيلات أعمالها.
ودعا السادات تحالف القوى الثورية إلى التركيز فى هذه المرحلة على الاستعداد للانتخابات البرلمانية والمحليات، لتحقيق قدر من التوازن مع تيار الإسلام السياسى.
ومن جانبه، أكد السعيد كامل، رئيس حزب الجبهة، على أنه من الأفضل تأجيل تلك المليونيات، واستبدالها بالدعوة إلى الهدوء والاستقرار، وعدم إثارة الشارع السياسى، حتى استقرار أحوال البلاد، فضلا عن إعطاء المزيد من الفرص للحكومة الحالية، حتى تخطوا خطوات جادة فى استعادة الأمن والسياحة.
وأبدى كامل رفضه لفكرة منح الرئيس "مرسى" 100 يوم، فيما يراها بغير المنطقية، مؤكدا على منحه وقته حتى موعد الانتخابات القادمة لمحاسبته، معربا عن عدم رضاه عن التشكيل الحالى للجمعية التأسيسية، معترضا على أن يكون سقوطها أو إبطالها عن طريق المظاهرات.
وفى سياق متصل، رأى الدكتور عمرو هاشم ربيع، الخبير السياسى، أن دعوة بعض القوى الثورية للمليونيات، لن تأتى بجديد، أو نتائج ملموسة، فيما يراها عودة إلى الماضى، داعيا إلى الاستعداد والتركيز على الانتخابات البرلمانية القادمة، واصفا إياها بالخطوة الإيجابية.
كما دعا ربيع أيضا القوى الثورية بالاستفادة من أخطاء الماضى، لتجنب الوقوع فى فشل جديد.
بينما قال عبد الغفار شكر، وكيل مؤسسى حزب التحالف الشعبى، ووكيل المجلس القومى لحقوق الإنسان، أن من حق أى جماعة الدعوة للاحتجاج، ولكن من واجبها التأكد من نجاحها، ومدى الاستجابة إليها، تجنبا لإضعاف شأنها أو فشلها.
ردًا على الدعوة لمليونية 21 سبتمبر بالتحرير.. "السادات ": اجتهادات فى غير وقتها.. و"كامل": الأفضل تأجيل المليونيات.. و"ربيع" يدعو للاستعداد للانتخابات البرلمانية..و"شكر": من حق أى جماعة الدعوة لاحتجاج
السبت، 08 سبتمبر 2012 01:39 م