جعجع: لا يجوز رفض شخص وصل للحكم بطريقة ديمقراطية

أكد رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع عدم جواز رفض أى شخص وصل إلى الحكم بطريقة ديمقراطية مهما كانت أيدلوجيته.

وقال جعجع، فى كلمة ألقاها فى مؤتمر تحت عنوان "دور لبنان فى نهضة العالم العربى الجديد" فى المقر العام للحزب فى معراب: "لا يجوز أن نرفض أحدا وصل إلى الحكم بطريقة ديمقراطية، فضلا عن أننا لا يمكننا أن نحكم على أحد على خلفية اسمه أو تسميته أو كنيته أو الحزب الذى ينتمى إليه أو المنحى الفكرى الذى كان يعزى إليه.. فحرام أن نتخذ مواقف مسبقة انطلاقا من أفكار مسبقة".

وأضاف: "أننا فى مرحلة تحول كبيرة، وبالنسبة لى إذا وصل ليبرالى أو إسلامى (إلى سدة الحكم) لم تعد التسمية مهمة بل أحكم عليه على ضوء أعماله وأقواله". وتابع "الأنظمة الديكتاتورية ولاسيما النظام السورى، حتى وهى تحتضر تسعى إلى جعل الناس يحتضرون معها إذ هم يستمرون فى تلقينهم مفاهيم بعيدة كل البعد عن الواقع وبث السموم، لدرجة أنه بعد سقوطها ستبقى آثار شياطينها فى أذهان الناس.. من هذه المفاهيم التى يحاولون تسويقها هى معادلة إسلامى – أصولى - سلفى".

وقال: "ما قلته نابع مما ألمسه من خلال ممارستى السياسية التى شاءت الظروف أن تتشعب طيلة السنوات الثمانى الأخيرة، من هنا من المهم جدا أن نتفق على التسميات، فمثلا لو سقط نظام (بشار) الأسد واستلم الحكم الإسلاميون، فمن المقصود بعبارة "إسلاميين"؟ فالعبارات لم تعد تعنى شيئا محددا باعتبار أن التسميات قبل الربيع العربى كانت تعنى شيئا وما بعده تعنى شيئا آخر".

وحذر جعجع من حدوث أى ثغرة تشوب الربيع العربى، محملا الجميع المسئولية دون استثناء باعتبار أن الربيع العربى أمانة فى أعناق الجميع.

وقال إن "التحولات التى نشهدها أكبر بكثير من الأحداث السياسية، لأننا نعيش تحولات جذرية سيكون لها تأثير كبير على مستقبل المنطقة، لذا لا يمكننا تحت أى ذريعة أن نبقى متفرجين على ما يحصل". وأضاف "فى حال لم يتابع اللبنانيون الربيع العربى كما يجب بمفاعيله، فالأفضل ألا نسميه ربيعا عربيا بل شىء آخر كى لا نقطع الطريق على ربيع عربى فعلى يحصل فى المنطقة".

وفيما يتعلق بالقضية الفلسطينية قال جعجع، إن "أكبر تقدم ستشهده القضية الفلسطينية هو من خلال الربيع العربى، فالطاقم الحاكم فى إسرائيل ارتكب خطأ عمره حين لم يعقد معاهدة سلام قبل الربيع العربى، باعتبار أن عملية السلام ستصبح أصعب بكثير لأن الإسرائيليين لن يكونوا بمواجهة حاكم لديه حرية مناورة كبيرة بل سيواجهون حكاما مرتبطين برأى عام لا يمكن التساهل معهم".

وأكد فى هذا الصدد أن الأنظمة التى ستنتج عن الربيع العربى هى أنظمة الممانعة والمقاومة الفعلية وتعبر عن طموحات شعوبها.