الصادق المهدى يصف العلاقات بين مصر والسودان بأنها مصيرية

السبت، 08 سبتمبر 2012 04:37 م
الصادق المهدى يصف العلاقات بين مصر والسودان بأنها مصيرية الصادق المهدى زعيم حزب الأمة القومى فى السودان
الخرطوم (أ.ش.أ)

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أكد الصادق المهدى زعيم حزب الأمة القومى فى السودان، أن ثورتى تونس ومصر كانتا رأس الحربة للإطاحة بالأنظمة الأمنية فى الدول العربية، ووصف العلاقات بين مصر والسودان بأنها "علاقات مصيرية حقيقية".

وقال المهدى - فى مداخلته بندوة نظمتها صحيفة "الأهرام اليوم" السودانية بالخرطوم اليوم السبت، إن هناك عوامل موضوعية تفتح باب المراجعة التاريخية للعلاقة بين البلدين تصب فى خانة الوحدة والمصير المشترك، وهى عوامل اقتصادية تتعلق بمنتجات البلدين وهو أمر يوجب تكاملا اقتصاديا بين الجانبين، والعامل الجيوسياسى فى حوض النيل، إلى جانب عامل الوحدة الثقافية.

وأضاف أن هناك أيضا عوامل أمن مشتركة بين السودان ومصر لاسيما فى وجه ما أسماه بـ"حركات الغلاة"، وأخيرا نذر استقطاب عربى - زنجى فى إفريقيا يوجب عملا مشتركا لصده لمصلحة تضامن عربى – زنجى، وعن العوامل الذاتية أشار المهدى إلى أنها تعود لحقيقة أن الحزب الحاكم فى مصر الآن والحزب الحاكم فى السودان ينتميان لأصل إخوانى مشترك ما يجعل التفاهم بينهما أسهل.

وأوضح المهدى أن السودان يحتاج لدور مصرى يساعده على التخلص من الوصاية الدولية التى قوامها الآن 48 قرارا من مجلس الأمن و30 ألف جندى أجنبى، وكذلك يحتاج السودان مصر لإيجاد مخرج يوفق بين العدالة والاستقرار فيما يتعلق بملاحقة قيادة الحكم فى السودان دوليا.

وأشار إلى أن البلدين بحاجة إلى صياغة جديدة للعلاقة بينهما، تخرج من إطار العلاقة الرسمية بين حكومتين إلى علاقة تكاملية مدعومة شعبيا، مختتما مداخلته بتأكيد أن للفجر الجديد فى مصر أدوارا كبيرة عربيا وإفريقيا وإسلاميا ودوليا.

بدوره، أكد الدكتور مصطفى عثمان إسماعيل المستشار السابق للرئيس السودانى أن البلدين يحتاجان إلى بعضهما البعض، نظرا لأهمية التكامل بينهما، مشيرا إلى أن القرار المصرى أصبح الآن مستقلا "وليس ذليلا أو تابعا للقوى الغربية التى كانت تضع العراقيل فى وجه أى تكامل بين مصر والسودان".

وأشار إلى أهمية تنفيذ اتفاق الحريات الأربع من جانب مصر الذى ينفذه السودان منذ توقيعه، قائلا إن العلاقات المصرية السودانية يجب أن تقوم على المصلحة الإستراتيجية المشتركة، والوصول إلى رؤية مشتركة تمثل الحد الأدنى للانطلاق بهذه العلاقات إلى الأمام، مشيرا إلى أهمية التعاون بين البلدين خاصة فى حرية التنقل برا وبحرا وجوا، واقترح وجود برلمان مصرى سودانى مشترك ومجالس عسكرية مشتركة، وأن تتكامل السياسة الخارجية للبلدين أيضا.

كما أكد إسماعيل ضرورة البعد عن الحزبية والسلطوية وأن تكون العلاقة بين البلدين متوافقا عليها، علاقة شعبية تشارك فى وضع أسسها القوى المختلفة، وإبعاد هذه العلاقة عن المزايدات السياسية، وقال إن ذلك يمكن أن يحدث تدريجيا، خاصة أن مصر ليست حزبا واحدا وكذلك السودان.

وفى مداخلته، قال فتحى خليل والى الولاية الشمالية فى السودان إن العلاقة بين مصر والسودان جيدة، وتقوم على مصالح الشعوب باعتبارها الباقية والتى تدوم وتستمر، مشيرا إلى أهمية تنفيذ اتفاق الحريات الأربع، والبعد عن النظرة الأمنية التى سادت فى السابق، وموضحا أن الرئيس محمد مرسى أصدر توجيهاته بأن يكون التعامل مع السودانيين فى مصر كما يعامل المصريون فى السودان.

وأضاف الوالى أنه من المهم فتح التبادل التجارى بين البلدين، منوها بأن التبادل التجارى بين مصر والسودان هو الأقل مقارنة بالتعامل مع دول الجوار الأخرى.

وأعلن والى الولاية الشمالية فى السودان وصول وفدين من مصر والسودان اليوم السبت إلى وادى حلفا استعدادا لافتتاح الطريق البرى الرابط بين البلدين (حلفا - قسطل) والمعروف بطريق النيل الشرقى، وأشار الوالى إلى أنه يتم وضع اللمسات الأخيرة لافتتاح فرع البنك الأهلى المصرى فى الخرطوم الذى سيقوم رئيس مجلس الوزراء الدكتور هشام قنديل بافتتاحه فى الثانى والعشرين من الشهر الجارى.

من جهته، قال الأكاديمى السودانى الدكتور صفوت فانوس إن العلاقات المصرية السودانية شهدت على مر تاريخها فترات صعود وهبوط، موضحا أن هبوط هذه العلاقات فى الفترة السابقة كان بسبب ما وصفه بـ "التضاد بين الأنظمة الحاكمة"، بالإضافة إلى غياب الإرادة الشعبية، وهو ما تبدل بعد ثورة 25 يناير.

وأضاف الأكاديمى السودانى أن ما يريده السودان من مصر هو التعاون على قدم المساواة وإزالة الحواجز بين الجانبين، وأن تتعامل مؤسسات المجتمع المدنى فى مصر مع نظيرتها السودانية بعقلية الندية، وذلك هو جهد يجب أن تقوم به الأجيال الجديدة.

وأوضح فانوس أنه من المهم أن تتجاوز الدولتان تغليب المصلحة القطرية الضيقة على المصالح القومية، وتفعيل التكامل الاقتصادى بما يعود بالمنفعة على شعبى البلدين الشقيقين وحتى لا يكونا تحت رحمة من يوفر لهما الغذاء، مضيفا أن السودان يحتاج إلى دور مصرى فاعل فى حل المشاكل العالقة مع دولة الجنوب، وأنه من مصلحة السودان أن تكون علاقة مصر بجوبا جيدة.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة