"قنبلة" الألتراس تنفجر فى كل الاتجاهات

الجمعة، 07 سبتمبر 2012 02:16 ص
"قنبلة" الألتراس تنفجر فى كل الاتجاهات جماهير الألتراس
كتب أحمد عصام

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
صراع الألتراس والجبلاية والداخلية فى مراحل "الحسم".. رغبات "الثأر" تصطدم بنهاية "صبر" الأمن.. وخوف من "إلغاء" المسابقات

◄ الداخلية تستعد لتنفيذ خطة"العادلى".. ووزير الرياضة يُصر على عودة النشاط

◄ الأهلى يتحالف مع العامرى للقضاء على "أطماع" الألتراس المُتزايدة

اتخذت قضية ألتراس أهلاوى منعطفًا خطيرًا خلال الساعات الماضية بعد الهجوم العنيف على مقر اتحاد الكرة عصر الأربعاء الموافق 5 سبتمبر، وما تبعه من خسائر حرق وسرقات قابلها "ضبط نفس" من رجال الشرطة الذين رفضوا الصدام خشية وقوع ضحايا مما يشعل نيران الاشتباكات مجدداً.. لكن قيادات الداخلية أعلنت نفاد صبرها بعد الجلسات العديدة مع قيادات الألتراس وأصبح هناك تفكير فى المواجهة الحاسمة.

وجاء بيان رابطة ألتراس أهلاوى عبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" ليعجل بالمواجهة خاصة بعدما أكد الألتراس رفضه القاطع لإقامة مسابقة الدورى الممتاز وكأس السوبر المحلى بين الأهلى وإنبى، وشنت هجومًا شديدًا على مسئولى الكرة ووسائل الإعلام يوم الاثنين الماضى.

لم يهتم مسئولو اتحاد الكرة برسالة الألتراس التى نشروها قبل 48 ساعة على موعد سحب قرعة الدورى، فكان الرد عنيفًا من جانب الألتراس الذين هاجموا الجبلاية وأنكروا فى البداية ارتكابهم تلك الحادثة، ثم عادوا واعترفوا بها مساء نفس اليوم، وتسبب ذلك فى زيادة تعقيد القضية التى تضم أطرافًا متشابكة، وهى الألتراس وإدارة الأهلى واتحاد الكرة ووزارة الداخلية، وتشير الدلائل إلى وجود تحالف بين كافة الأطراف لمواجهة الألتراس والتصدى لتجاوزاتهم التى طالت الجميع سواء مسئولى الرياضة أو إدارة الأهلى أو حتى الإعلام.


ألتراس أهلاوى بداية "فرحة" ونهاية "مأساوية"
شهد عام 2007 الظهور الأول لألتراس أهلاوى، حيث ولدت الرابطة فى هيئة ملائكية بداية من مباراة الأحمر أمام إنبى يوم 13 إبريل 2007 ومنذ ذلك التاريخ زينوا مدرجات الأهلى فى كل المناسبات، حتى جاء مارس 2010 الذى تعرض فيه أعضاء الرابطة لموقف غاية فى الصعوبة بمحافظة أسيوط، عندما وجدوا تعنتًا كبيرًا من الأمن هناك، خلال إحدى رحلاتهم لمؤازرة المارد الأحمر، وتم احتجاز 11 فردًا من الجماهير لعدة أيام قبل أن يتم الإفراج عنهم، وكانت تلك الرحلة هى بداية الأزمة بين الألتراس وإدارة الأهلى من ناحية.. ووزارة الداخلية من ناحية أخرى.

ثم استغل الألتراس ثورة 25 يناير، التى شاركوا فيها فى الخفاء عن طريق كلمة سر نشروها على موقعهم الرسمى، فى الانتقام من الداخلية على طريقتهم، وخلال انتقامهم منها كسبوا تعاطف الشارع المصرى الذى انتفض فى وجه الظلم، حيث كان الأمن هى اليد القاسية للنظام المستبد قبل 25 يناير 2011 فحوَّل موقف الألتراس المعادى للداخلية، أفراده، أبطالا للمقاومة الشعبية.

وتجلت معالم الانتقام بصورة شديدة القسوة خلال مباراة الأهلى أمام كيما أسوان فى كأس مصر التى استضافها استاد القاهرة فى سبتمبر 2011 عندما قامت الجماهير بإلقاء أكياس "بول" على أفراد الأمن وتسببت فى أزمة كبيرة بينهما وحرب شوارع أسفرت عن 113 مصابًا من الجانبين وعشرات المعتقلين، وفى نوفمبر من نفس العام اشتد الصراع بين الألتراس الذين انضموا إلى الثوار لمطالبة المجلس العسكرى بتسليم السلطة، والداخلية خلال أحداث محمد محمود فى فبراير 2012 وأدت إلى وفاة 41 فردًا من الثوار وسقوط مئات المصابين من الجانبين.

وفى الأول من فبراير 2012 تعرض ألتراس أهلاوى بشكل عام لأقبح حادثة فى تاريخ الكرة المصرية وأحد أعنف الحوادث فى التاريخ الكروى العالمى عندما استشهد حوالى 74 مشجعًا من جماهير القلعة الحمراء وماتوا غدرًا بمدرجات استاد بورسعيد، واتهمت جماهير الأهلى الداخلية بتسهيل مهمة ألتراس جرين إيجلز فى الفتك بضيوف بورسعيد العُزل، ليسدل الستار منذ هذا التوقيت على النشاط الرياضى المحلى فى مصر.

استعادة الحق.. وخيانة الشهداء
تحولت أهازيج الألتراس مثل "أديلو عمرى وبردو قليل" و"دايما معاه ولآخر الكون.. عمرى عشان الأهلى يهون" إلى حقيقة مؤلمة.. سقط الأصدقاء فى وقت تمر به البلاد بحالة انعدام وزن، فتشابكت خيوط قضية شهداء بورسعيد، فأرجعها البعض إلى فلول النظام السابق، ووجه البعض الآخر أصابع الاتهام للمجلس العسكرى، وطالبت قلة من الجماهير بحرب على بورسعيد بتهمة قتل الشباب الأهلاوى.

وتمسك أعضاء الرابطة باستعادة حق زملائهم فى الوقت الذى أعلن فيه الجميع الحداد على أرواح الشهداء، وتم تجميد النشاط الرياضى فى مصر، وعندما نادى البعض بعودة مسابقة الدورى، رفض الألتراس هذا الطلب واعتبره خيانة لدماء الشهداء، وكان الهجوم على اتحاد الكرة رسالة من الألتراس إلى الجميع مفادها "قدرتنا على الرسم لا تعنى عجزنا عن الحرق".

الداخلية والتحول بين "العيال" ونفاد الصبر
بدأت ظاهرة الألتراس فى 2007 عندما كانت الداخلية فى أوج قوتها، وكانت تضرب بيد من حديد على كل من "يفكر" فى الخروج على النص، وكان الفكر المسيطر على لواءاتها عن الألتراس فى ذلك التوقيت أنهم "شوية عيال"، ومع حلول الثورة واهتزاز هيبة الداخلية أصبحت المعاملة بين الأمن والجماهير تتسم بالندية وتسبب ذلك فى العديد من الأزمات أشهرها أزمة كيما أسوان.

واتخذت العلاقة فى التطور تدريجيًا حتى أصبحت الداخلية تعترف بهم، وهو ما أكده اللواء منصور العيسوى وزير الداخلية الأسبق، الذى حرص على الاجتماع بقادة الألتراس وسمير زاهر رئيس اتحاد الكرة الأسبق لتحديد مصير عودة دورى الموسم الماضى الذى لم يكتمل، وتم الاتفاق على أكثر من هدنة بين الداخلية والألتراس، لكن أحداث بورسعيد جاءت لتقطع الهدنة بين الطرفين.

تعقيبًا على أحداث الجبلاية، قال أحمد حلمى مساعد وزير الداخلية للأمن العام، إن روابط الألتراس لأندية القمة تخالف تعهداتها، وإن قياداتها مرصودة وإن مرتكبى تلك الحادثة لابد أن يُعاقبوا عليها، وتابع قائلا، "لدينا خطة كاملة لتأمين مباريات الدورى، اللقاءات ستلعب دون جمهور فى النصف الأول من الموسم، ورغم ذلك سيكون العدد المسئول من الداخلية هو نفسه الذى يتواجد فى المباريات الجماهيرية"، موضحًا أن الغرض من إقامة الدورى هو الحفاظ على أرزاق من يعمل فى المجال الرياضى.

وتعطى تصريحات مساعد وزير الداخلية مؤشرًا إلى أن الوزارة ضاقت ذرعًا من تصرفات الألتراس، وهو ما ينذر بتفيذ خطط حبيب العادلى وزير الداخلية السابق الذى كان يلقى القبض على مثيرى الشغب من منازلهم.


العامرى يقضى على عصر "الأيادى المرتعشة"
يعد العامرى فاروق وزير الرياضة الجديد أهم الشخصيات المتحكمة فى الصراع بين الألتراس وجميع أطراف المنظومة الكروية والأمنية، وظهر الرجل وهو أحد أبناء القلعة الحمراء، متماسكًا عقب الهجوم على مبنى اتحاد الكرة، وشدد على أن الدورى والسوبر سيقامان فى مواعيدهما المحددة سلفًا، لينهى عصر الأيادى المرتعشة التى كانت تدير الكرة، وتخشى أى فعل من الألتراس، وهو ما أدى إلى تأخر عودة مسابقة الدورى منذ ما يقرب من ستة أشهر كاملة.

إدارة الأهلى تبحث عن الخلاص
تعيش إدارة الأهلى أوقاتًا عصيبة مؤخرًا، فلأول مرة فى التاريخ نشاهد الجماهير الحمراء تهاجم مسئولى نادى القيم والمبادئ التى حافظ عليها عدد من العمالقة أمثال الفريق عبد المحسن مرتجى وعبده صالح الوحش وصالح سليم.

وبدأت أزمات الألتراس مع مجلس حمدى عقب مباراة بترول أسيوط الشهيرة، حيث اتهمت الجماهير إدارة ناديها بعدم مساندتهم فى المحنة التى تعرضوا لها، وتجدد الأمر عند المطالبة برحيل حسام البدرى فى أواخر 2010، ثم قام الألتراس باتهام مجلس حمدى بإهدار دماء الشهداء وطالبت الجماهير مؤخرًا بحل مجلس الإدارة، ليقع حمدى فى موقف لا يحسد عليه، وهو ما قد يدفع الإدارة الحمراء لاتخاذ موقف صارم تجاه الألتراس بالتعاون مع العامرى فاروق ابن القلعة الحمراء بصفته وزيرا للرياضة، ووزارة الداخلية التى ضاقت ذرعًا من تجاوزات الشباب الثائر الذى يرفض انتظار نتيجة المحاكمة للقصاص من جناة مذبحة بورسعيد.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة