د. محمد يحيى

النهضة ما بعد المائة يوم

الجمعة، 07 سبتمبر 2012 05:12 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عشنا قبل ثورة 25 يناير أيام نكدة سوداء تركت فى قلوبنا آلاماً لانزال نعانى منها، ولم تمحها السنون.

لازلت إلى اليوم أذكر واحداً من هذه الأيام، التى أود جداً أن أذكر بها الرئيس الدكتور المهندس "محمد مرسى"، ووزير دفاعه الفريق أول "عبدالفتاح السيسى" وكل أولى الألباب من المصريين؛ هذا اليوم هو 19 سبتمبر سنة 1988.

فى هذا اليوم أطلقت إسرائيل أول أقمارها الصناعية " أفق1" واليوم وصلت أقمار إسرائيل للتجسس وغيره من الأغراض ستة أقمار غير أربعة أخرى يجرى فى الوقت الحالى تصنيعها وتجهيزها للإطلاق.

فى اليوم التالى لإطلاق إسرائيل قمرها الصناعى الأول كنت أشعر بالهزيمة وما يرتبط بها من آلام نفسية، فلكم كنت أتمنى أن تسبق مصر، أودولة عربية، أودولة إسلامية.

وزاد ضيقى تصريحات قرأتها لوزير الدفاع المصرى وقتها المشير"عبد الحليم أبوغزالة" رحمه الله، يستخف بهذا الإنجاز العلمى الخطير، ويقلل من قيمته، ويقول إننا المصريين لو كنا نرغب لكنا أطلقنا عشرات الأقمار، ولكنا لانجد جدوى فى ذلك.

فى تلك الليلة كان موعدى على العشاء مع ضيف لمدينة لندن هو صديقى الكبير الأستاذ "أنيس منصور" رحمه الله، وكان وقتها رئيسا لإحدى المؤسسات الصحفية القومية، وحسبته مستعداً للدفاع عن موقف وزير الدفاع الذى لم أفهمه، وقلت له أننى كنت أحسب أننا سننتهز هذه الفرصة فى اسفزاز قدرة كل العلماء، والباحثين المصريين والعرب من أجل اللحاق بإسرائيل بل والفوز عليها فى هذا السباق الحضارى الذى سيحدد بلا شك نتيجة الصراع العربى الإسرائيلى، وانتظرت من الرجل أن يخفف من حدة غضبى، بدفاع عن الموقف الرسمى المصرى وهو واحد من رموزه الإعلامية والثقافية، فإذا به يشاركنى الغضب من هذه التصريحات ومن عموم الفشل الذى لم يعد يغيب عن أى عين، وعن المناخ السائد فى البلد، والذى يحارب النجاح ويمنعه، وأقسم لى بالله أنه لولا أن عمله فردى لا يحتاج لأحد، ولولا أنه يستيقظ من النوم يومياً فى الرابعة صباحاً ويعمل فى منزله حتى العاشرة صباحاً لما استطاع أن ينجز أى عمل فلم يكن ليقرأ أوليكتب، أو يؤلف عشرات الكتب.

وبعدها بسنوات انطلق القمر الصناعى المصرى "نايل سات" وهو القمر الذى يحوى القنوات الفضائية العربية الكثيرة التى يسهر الشباب العربى حتى مطلع الفجر ناعماً بمشاهدة أفلامها وكليباتها وبرامجها الحوارية المسلية.. وهو قمر صناعى تكلف مالياً نفس التكلفة التى كان يمكن أن يحتاج إليها علماؤنا ليطلقوا قمراً صناعياً بأيدينا وبعلمنا وبمجهودنا.. ولكن السيد صفوت الشريف فضل أن يقوم بذلك نيابة عنا إخواننا الفرنسيين فهم بالطبع أولى منا بالعلم، ويكفينا نحن أن نبرع فى مجالات التمثيل والتلحين والرقص والغناء.

بعد هذه الواقعة بخمس سنوات كان لى لقاء مع اللواء الدكتور مهندس"محمد الغمراوى" وزير الدولة للإنتاج الحربى حينذاك، وحدثنى الرجل عما أصاب منظومة الصناعة المصرية من بعثرة بعد الخصخصة.. لم يعد فى مقدور فرد أو جهة أن ترسم رؤية لنهضة مصر الصناعية، ولا لتطورها ودخولها فى صفوف الدول الكبيرة صناعياً.. لم يعد فى أيدينا إلا مجموعة مصانع الإنتاج الحربى والهيئة العربية للتصنيع التى يمكن إذا توافرت الإرادة السياسية أن تشكل نواة لتقدم صناعى ونهضة علمية.. وبالطبع لم تكن الإرادة السياسية متوافرة حينذاك!

ومرت السنون، وانقشع الظلام، ولاح الفجر بعد طول انتظار.. وتولى قيادة القوات المسلحة المصرية والإنتاج الحربى قائداً وطنياً يؤمن بمصر وإمكانياتها غير المحدودة، يدعمه رئيس مؤمن عميق الإيمان وهو مع هذا عالم هندسى خبير فى المواد وتطويرها.

أعلم أننا اليوم غارقون فى قائمة الأمور العاجلة الدستور والبرلمان والعجز فى الموازنة لمرسى، وأمن سيناء للسيسى، ولكن هل أطمع أن يجتمعا الآن وبأسرع وقت ليحددا معاً موعد إطلاق أول قمر صناعى مصرى، وليأذنا معاً بانطلاق قطار النهضة العلمية والصناعية لمصر، قبل أن تأتى أصوات الجهلاء لتبعثر مصانع الإنتاج الحربى كما تبعثرت من قبل المصانع المصرية فى خصخصة جعلتنا ملوكاً للشيبسى والبونبون والحلوى!
• رئيس مؤسسة صناع الحياة.





مشاركة




التعليقات 3

عدد الردود 0

بواسطة:

مصري بالرياض

مشروع النهضة

إبادة شعب

عدد الردود 0

بواسطة:

Hamed Ibrahim

الرؤية

عدد الردود 0

بواسطة:

مش مهم

حلم

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة