أحمد حسن وعز النوبى وأحمد عبد الراضى وعزوز الديب
أدى الدكتور محمد مرسى رئيس الجمهورية، صلاة جمعة اليوم، بمسجد السيدة زينب بمنطقة مصر القديمة، وسط كثافة أمنية مشددة داخل وخارج المسجد، حيث قام الدكتور عبد الرحمن البر عضو مكتب الإرشاد لجماعة الإخوان المسلمين بإلقاء الخطبة.
تناول الدكتور البر فى مستهل خطبته، الحديث عن خصائص وصفات وخصال الرسول صلى الله عليه وسلم، مسلطا الضوء على طريقة قيادة الرسول للدولة الإسلامية، مشبها طريقة قيادة الرسول للأمة بالأب الذى يرعى أولاده ويوجههم، موسعا صدره للاستماع لهم، والعمل على حل مشكلاتهم، وتلبية طلباتهم، مستشهداً بالحديث النبوى "ما من أمير غش أمته إلا وحرمت عليه الجنة"، وحديث آخر "ما من أمير يلى أمر المسلمين ثم لم ينصحهم ولم يرشدهم لا يدخل معهم الجنة".
وأكد البر، أن الرسول صلى الله عليه وسلم، كان الأكثر قربا لذوى الإعاقة والضعفاء، وكان كريم الخلق، ولا يسرع فى الغضب ولم يسع فى أذى الناس، مضيفا أن الرسول كان يرفض أن يستمع للمنافقين، بجانب كل ما سبق، فإن من أبرز خصال الرسول أنه كان يتغافل عن الأخطاء التى تقع فى شخصه، ويؤكد دائماً أن الشورى عنوان نجاح الأمة.
وأشار عضو مكتب الإرشاد، إلى أن الرسول كان يفضل حاجات فقراء الناس على حاجات أهل بيته، مستشهداً بموقف السيدة فاطمة عندما طالبت الرسول بإحضار بعض الأطعمة لابنة عمتها، فرفض رسول الله صلى الله عليه وسلم لحين إطعام العبيد والفقراء، مشيراً إلى أن الأمة التى يولى عليها أمير خير يعود الخير عليها، ويدير عجلة الأمة بصورة مرضية لشعبه، بينما لا يجتمع مع الأمير الشرير إلا الغنى البخيل.
وتابع الدكتور عبد الرحمن فى خطبته: أن عمر بن عبد العزيز تولى إمارة المدينة بعد أن ساد بها الفساد وانتشر المفسدون، وكانت الأحوال بها غير مرضية، فجاء الحجاج بن يوسف الذى كان أميرا على العراق فى ذلك الوقت إلى المدينة، وسأل الناس كيف يعاملكم عمر؟ فقالوا له: "هو أقرب لنا من أهلنا"، وسألهم كيف يعاقب المخطئ؟ قالوا "بالعدل والحكمة"، فتعجب الحجاج بن يوسف من حب الشعب لعمر بن عبد العزيز.
وقال البر، أن الأمراء كانوا قبل أن يتخذوا أى قرار لصالح الشعب، يتذكرون وقوفهم بين يدى المولى - عز وجل - فلا يتخذون إلا القرارات الصائبة فى صالح شعوبهم.
ودعا البر للدكتور محمد مرسى قائلاً: "اللهم اصرف أهل الشر والفساد عن ولى أمرنا، وأصلح أمره هو ووزرائه وأعوانه، ووفقهم لما فيه الخير للأمة، لافتاً إلى أن الرئيس مرسى رفض خلال دخوله المسجد التصفيق الحاد من المصلين، قائلاً: "سيادة الرئيس لا يرضى مخالفة شرع الله، ولا يجوز التصفيق داخل المسجد لأى شخص كائنا من كان، احتراماً لحرمة المسجد".
وفى السياق ذاته اصطف المئات من المصلين بمسجد الأزهر الشريف أمام المسجد، عقب صلاة الجمعة، لمشاهدة موكب الرئيس الدكتور محمد مرسى، أثناء مروره من أمام المسجد عقب أدائه صلاة الجمعة بمسجد السيدة زينب.
ورفع المصلون أيديهم ملوحين بالسلام لمرسى، وهو ما بادره الرئيس برفع يده من خلف زجاج سيارته لرد التحية على المصلين.
ومن جانبه، طالب خطيب مسجد مصطفى محمود بتطبيق الحدود والقانون، دون هوادة ولا رحمة، على قاطعى الطرق والمفسدين والمنتهكين لحقوق الناس، ومن يتعرضون للمستشفيات ومن يضللون الناس.
ووجه فى خطبة الجمعة اليوم، انتقادات لاذعة للفنانين، واتهم بعضهم بتقديم المحرمات ويقدمون ما يخالف شرع الله من المفسدين والمدعين بالباطل أنهم يقدمون فنا وإبداعا، معتبرا أن المفسدين أخطر على البلد والأمة من غيرهم.
ودعت الخطبة إلى تطبيق الحدود وصحيح القانون بقوة وهوادة، دون أن يأخذ المسئولون رحمة ولا شفقة بمن يقطعون الطريق أو يروعون الناس والآمنين، أو من يهاجمون المستشفيات ويمنعون الأطباء من أداء عملهم، فكل ذلك لابد له أن يستقيم ولن يستقيم إلا بتطبيق شرع الله وتطبيق الحدود.
بينما دعا الدكتور محمد مختار جمعة، رئيس الجمعية الشرعية بالجيزة، وخطيب مسجد الاستقامة، المصلين إلى ضرورة الحفاظ على نظافتهم الشخصية ونظافة المناطق المحيطة بهم، وكذلك التبرع إلى مشاريع علاج الفقراء والمحتاجين، ومنها مشاريع الجمعية الشرعية لغسيل الكلى.
وقال مختار، خلال خطبة الجمعة اليوم، أن الإسلام دين يدعو الإنسان للحفاظ على النظافة، سواء كانت نظافة بدنه أو ملبسه أو حياته بشكل عام والبيئة التى تحيط به، لكن حال المسلمين الآن يؤكد مخالفتهم لتعاليم دينهم ومنها ترك القمامة حتى أصبحت تكاد تنام مع الناس فى منازلهم، مطالباً الجميع بالتكاتف ومساندة حملات النظافة، مستشهداً بامرأة جاءت إلى الإمام مالك تشتكى له من رائحة فم زوجها، وقالت له: "إنى لا أتحمل المعيشة معه بسبب رائحة فمه"، وحكم الإمام مالك إما أن يطهر فمه أو الطلاق، كنوع من دعوة الإسلام وحرصه على النظافة الشخصية.
وانتقد مختار حالة الخوف والوهن والجبن التى تسيطر على الأمة، وانتشار أعمال العنف والبلطجة بين المسلمين دون تدخل الناس فيما بينهم للإصلاح، مستشهدا بقصة رجل تعرض للضرب بالعصى على يد مجموعة من الناس، رغم وقوف الناس من حوله ولم يدافعوا عنه، كما انتقد انتشار حالة الفساد فى بعض المؤسسات، والتى وصل الحد بها إلى صعوبة علاجها، والعلاج الوحيد لها هو البتر، داعياً المسلمين بالتمسك بتعاليم الدين الإسلامى والرسول "صلى الله عليه وسلم".
بدوره، طالب الشيخ محمد ربيع أحمد الشعب المصرى، بأن يتكاتف بكل فئاته وأطيافه للخروج من الأزمة الراهنة، وعدم التحيز لفكر أو منهج بعينه، مناشده بالاتفاق للخروج من عنق الزجاجة، قائلا إن الأزمة التى تمر بها مصر تشبه غزوة تابوك التى كانت نموذجاً ليقظة الأمة ومراقبة عدوها، فالنبى صلى الله وعليه وسلم أخذ مواقف جادة لمنهج الشفافية ليغير مدى الخطر التى تواجهه الأمة.
وأشار ربيع، خلال خطبة الجمعة اليوم بمسجد الفتح، إلى أن الإعلام الفاسد هو من يريد أضفاء قيمة لتلك الأزمة، مؤكدا أنهم هم من يدسون السموم فى أفواه المنافقين، مطالبا بضرورة التخلص من هؤلاء من أجل عودة مصر إلى مكانتها مرة أخرى شامخة وعالية أمام الأمم قائلاً: "ما أكثر المتلونين والانتهازيين فى بلادنا!".
وقال خطيب مسجد الفتح، إنه حينما تتعرض الدولة لمشكلات فلا يصح لأصحاب المليارات أن يعرضوا عن تولى المسئولية، بل عليهم دعم الدولة بالأموال لمواجهة أعداء الإسلام لنصرة دينه، وضرورة فتح باب التوبة للخارجين على القانون، فهم أبناؤنا أبناء مصر العظيمة.
وأكد الشيخ محمد حسين يعقوب أحد أقطاب الدعوة السلفية، فى خطبته اليوم بمسجد بنت الصديق بمنطقة الشيخ زايد، أن مصر الآن تعيش فى زمن خطر، حيث تختلط الأمور ويخفض صوت الحق ويرفع ويسمع صوت الباطل، منتقدا من يطالبون بالمساواة بين النساء والرجال وحرية المرأة، داعيا الجميع بأخذ النموذج والقدوة من السيدة عائشة رضى الله عنها.
ودعا يعقوب فى خطبته أن يوفق الله ولى أمرنا لما يحبه الله ورسوله، وأن يهدى ولى الأمر ويعينه لتطبيق الشريعة الإسلامية، داعيا الله أن يصرف عنه أذى المؤذيين، وأن يحيطه الله بالمتقين الصالحين، وأن يكفيه الله شر المنافقين ويرزقه البطانة الصالحة التى تدله على الخير وتعينه عليه.
كما دعا الشيخ فوزى السعيد، خطيب مسجد التوحيد برمسيس، لضرورة التوكل على الله وحده وعدم الخضوع للمخلوق، لافتا إلى أن التوكل على الله هو النجاة من أى مأزق يقع فيه الإنسان، لأنه هو القادر على كل شىء، مشيرا إلى أن كل ما يحدث فى هذا الكون بتدبيره وحده فقط، مهما كان لدى الإنسان من خطط أو أفعال.
وشدد السعيد، خلال خطبة الجمعة، على ضرورة دعم أهل السنة بسوريا بالمال والأنفس إذا احتاج الأمر ذلك، وأن يكثروا من الدعاء لهم، مشيرا إلى أن الشيعة ليست أقل ضررا من اليهود، بل هم كفار لأنهم مرتدون عن الإسلام ويحملون حقدا كبيرا على المسلمين، لافتا إلى أن الشيعة بسوريا يذبحون أطفال السنة المسلمين، ويهتكون أعراض نسائهم وهذه من أفعال اليهود والمشركين.
ومن جانبه، طالب سامى السرساوى أحد علماء الأزهر، فى خطبته بمسجد النور بالعباسية، التوقف عن الاحتجاجات الفئوية والمظاهرات التى توقف عجلة الإنتاج، وأن يتم وضع العمل أنصب أعيننا لتحقيق مطالبنا خلال الفترة القادمة، لافتا إلى أن النهوض بالعمل وعدم تخوين بعضنا البعض أساس الارتقاء بالبلاد.
وقال السرساوى، لابد أن نضع الله أمام أعيننا ونتقيه من شر أنفسنا، لأننا سنموت، وفى الآخرة لا ينفع مال ولا بنون ولا كرسى، داعيا لتجنب الفتن، لأن المرحلة المقبلة تستهدف الارتقاء بمصر، مطالبا كافة وسائل الإعلام بالابتعاد عن العناوين الساخنة.
وأكد الشيخ حافظ سلامة قائد المقاومة الشعبية بالسويس، فى كلمته عقب خطبة الجمعة، ندعو الله أن ينقذ مصر فى الأيام المقبلة مما يحاق بها من مؤامرات داخلية وخارجية، وأن نعمل حتى ننهض بمصر، قائلا: "لا نقيس عمر بن الخطاب بأى من الرؤساء لأنه لا ينتمى إلى جماعة ولا حزب ولا تيار".
الرئيس يؤدى صلاة الجمعة بـ"السيدة زينب".. و"البر" يدعو له بالنصرة على الشر والفساد.. وخطيب "مصطفى محمود" يطالب بتطبيق القانون على المفسدين وقاطعى الطرق.. و"الفتح" يهاجم المتلونين والانتهازيين
الجمعة، 07 سبتمبر 2012 03:18 م