واصلت أسواق المال الأوروبية انتعاشها الجمعة غداة تسجيلها ارتفاعات كبيرة اثر بادرة غير مسبوقة من البنك المركزى الأوروبى، الذى تعهد بإعادة شراء الديون القريبة الأجل للدول المتعثرة فى منطقة اليورو، وبشكل غير محدود.
وبعدما أغلقت البورصات الآسيوية الخميس على توتر قبل صدور قرارات البنك المركزى الأوروبى، عمها الارتياح بدورها، الجمعة.
وقال خبراء الاقتصاد فى مصرف كريدى أجريكول أن ماريو دراجى، رئيس المؤسسة المالية الأوروبية، "قام بعمل جيد كان على مستوى التطلعات".
وهبت رياح من التفاؤل على بورصات ضفتى الأطلسى من باريس إلى نيويورك، وأغلقت وول ستريت على أعلى مستويات تسجلها منذ نهاية 2007، فيما تراوح ارتفاع البورصات فى أوروبا بين 2%، وحوالى 5%.
وبدا، الجمعة، أن المستثمرين استوعبوا الإجراءات التى أعلن عنها بالأمس، وكانت البورصات الأوروبية قرابة الساعة 7,25 تغ (9,25 توقيت باريس) مستقرة مع اتجاه نحو الارتفاع، وكسبت باريس 0,82%، ولندن 0,12%، وفرانكفورت 0,69%، وكان الارتفاع أكبر فى مدريد (+1,50%)، وميلانو (+1,45%)، البلدين اللذين يفترض أن يكونا الأشد ارتياحا لتدخل البنك المركزى الأوروبى.
وفى سوق الديون، انخفضت صباح الجمعة نسبة الفوائد على القروض الطويلة الأمد لإسبانيا عن عتبة 6%، وذلك لأول مرة منذ نهاية مايو. وتراجعت نسبة الفائدة المرجعية للقروض على عشر سنوات إلى 5,724% لإسبانيا و5,134% لإيطاليا.
أما سعر اليورو، فاستقر عند مستوى 1,2661 دولار، بالمقارنة مع 1,2629 دولار مساء، الخميس.
وفى آسيا سجل ارتفاع قدره 4,20% فى بورصة شانغهاى فى منتصف الجلسة، و2,77% فى هونغ كونغ، فيما أغلقت طوكيو على ارتفاع حاد قدره 2,20%.
وفى إعلان كان ينتظر بترقب شديد قال ماريو دراجى، الخميس، أن البنك المركزى الأوروبى سيبذل مجهوداً غير مسبوق لاحتواء الأزمة فى منطقة اليورو.
وأوضح دراجى، خلال مؤتمر صحفى عقده فى فرانكفورت، أن البنك سيطلق برنامجاً جديداً لإعادة شراء الديون يعرف ببرنامج "المعاملات المالية الآجلة"، بسبب "الاضطرابات الخطيرة التى تسجل فى سوق السندات العامة، والناتجة عن مخاوف لا أساس لها من جانب المستثمرين بشأن إمكانية العودة عن اليورو".
ويبقى هذا البرنامج مرهونا بشرط صارم يلزم الدول الراغبة فى الاستفادة منه بتقديم طلب مساعدة مسبق للصندوق الأوروبى للاستقرار المالى المؤقت أو آلية الاستقرار الأوروبية التى ستخلفه فى المستقبل، ما يفترض من الدول التى تطلب المساعدة أن تبذل جهوداً كبرى لتصحيح ماليتها العامة.
وقال دراجى: إن هذا البرنامج الجديد الذى صوّت عليه مجلس حكام البنك المركزى الأوروبى بالإجماع، باستثناء صوت واحد، سيتركز على السندات التى تستحق على المدى القريب والمتوسط "ما بين سنة وثلاث سنوات".
وأشار إلى أن استحقاق الثلاث سنوات هو "الأكثر فاعلية من أجل تحقيق الأهداف" المرجوة.
والهدف من خطوة البنك المركزى الأوروبى- بحسب المحللين- هو السماح لبلدان كبرى فى وضع صعب، مثل إيطاليا وإسبانيا، بالاستمرار فى الحصول على تمويل فى الأسواق المالية.
غير أن انتقادات صدرت حيال هذا التحرك فى ألمانيا، ولا سيما من البنك المركزى الألمانى، مؤكدة أن هذا البرنامج الذى يعتبرونه بمثابة تمويل مباشر للدول، لن يحض إيطاليا وإسبانيا على الشروع فى الإصلاحات الضرورية لتصحيح ماليتهما العامة وتحريك الاقتصاد.
ويترقب المستثمرون الجمعة صدور أرقام العمل والبطالة لشهر أغسطس فى الولايات المتحدة فى الساعة 12,30 تغ، لتقييم مدى الانتعاش الذى يسجله الاقتصاد الأول فى العالم.
وصدرت الخميس أرقام الوظائف فى القطاع الخاص، فجاءت أفضل من التوقعات مثيرة الآمال.
ارتياح فى الأسواق الأوروبية والآسيوية غداة مبادرة البنك المركزى الأوروبى
الجمعة، 07 سبتمبر 2012 01:32 م
صورة أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة