قال مسئول حكومى اليوم الخميس، إن محاكمة سيف الإسلام نجل الزعيم الليبى الراحل معمر القذافى ربما تؤجل كى تتضمن أى شهادات قد يدلى بها رئيس المخابرات السابق عبد الله السنوسى خلال التحقيق معه بعدما تسلمته ليبيا أمس الأربعاء من موريتانيا.
وكان مسئولون حكوميون قالوا فى أغسطس الماضى، إن محاكمة سيف الإسلام بشأن اتهامات بارتكاب جرائم حرب ستبدأ فى سبتمبر الجارى، وهذه أبرز محاكمة لشخصية تنتمى إلى حاشية القذافى حتى الآن.
لكن اعتقال السنوسى الذى يعرف "بالصندوق الأسود للقذافى" أخر على ما يبدو موعد المحاكمة التى استبعد محام من المحكمة الجنائية الدولية بالفعل أن تكون عادلة، وسلمت السلطات الموريتانية السنوسى لليبيا أمس بعد إلقاء القبض عليه فى نواكشوط فى مارس الماضى، وتنازعت ليبيا وفرنسا والمحكمة الجنائية الدولية على تسلمه.
وقال طه بعرة المتحدث باسم مكتب النائب العام الليبى لرويترز اليوم الخميس، إن السلطات الليبية تتوقع تأجيل محاكمة سيف الإسلام قليلا لأن السنوسى قد يدلى بمعلومات يمكن أن تستخدم فى محاكمة نجل القذافى.
ويحرص حكام ليبيا الجدد الذين يسعون لصياغة دستور ديمقراطى على محاكمة أفراد عائلة القذافى وأنصاره داخل البلاد ليظهروا للمواطنين أن من ساعدوا القذافى على البقاء فى السلطة لمدة 42 عاما يتلقون عقابهم.
وكان بيان صدر عن وزير العدل الليبى على عاشور فى أبريل، قال إن سيف الإسلام سيواجه اتهامات بينها الفساد المالى والقتل والاغتصاب.
وتتعلق الاتهامات التى ينكرها نجل القذافى بجرائم تردد أنه ارتكبها خلال الانتفاضة التى دعمها حلف شمال الأطلسى وأطاحت بوالده العام الماضى ودفعت السنوسى إلى الفرار.
وقال بعرة إن وفدا حكوميا ضم رئيس أركان الجيش الليبى ووزير المالية وأحد المسئولين بمكتب النائب العام كان قد توجه إلى العاصمة الموريتانية نواكشوط لمرافقة السنوسى لدى عودته إلى بلاده، وقال إن التحقيق مع السنوسى بدأ فور وصوله إلى سجن فى طرابلس بعد خضوعه لفحوص طبية.
وأضاف أن السلطات الليبية ستكفل للسنوسى كافة حقوقه ولن تمانع فى توفير محام له أثناء التحقيق إذا طلب ذلك ولكن لن يجبره أحد على الاستعانة بمحام ما لم يطلب.
ويشعر ناشطون مدافعون عن حقوق الإنسان بالقلق من أن يؤدى ضعف الحكومة المركزية والغياب النسبى لسيادة القانون إلى عدم مطابقة الإجراءات القانونية ضد كل من السنوسى وسيف الإسلام للمعايير الدولية.
ودعت جماعات مدافعة عن حقوق الإنسان الحكومة الليبية أمس الأربعاء إلى تسليم السنوسى للمحكمة الجنائية الدولية التى أصدرت بحقه مذكرة اعتقال دولية لا تزال سارية.
وكانت محامية متخصصة فى قضايا جرائم الحرب احتجزت فى ليبيا لمدة ثلاثة أسابيع على خلفية مزاعم بالتجسس، قالت فى يوليو إن تجربتها أظهرت أن من المستحيل أن يواجه سيف الإسلام محاكمة عادلة فى بلاده.
ليبيا تتوقع تأجيل محاكمة نجل القذافى بعد اعتقال رئيس المخابرات السابق
الخميس، 06 سبتمبر 2012 05:16 م