طه أمين يكتب: المرشدون السياحيون.. وقفة لأجل مصر

الخميس، 06 سبتمبر 2012 07:34 ص
طه أمين يكتب: المرشدون السياحيون.. وقفة لأجل مصر أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تأتى وقفة المرشدين السياحيين الاحتجاجية، يوم 9 سبتمبر الجارى أمام المتحف المصرى، كنداء، ليس هو الأول للحكومة المصرية كى تنتبه إلى مأساة العاملين بالسياحة.

فلم يكن صمت العاملين بالسياحة عامة، وصمت المرشدين السياحيين على وجه الخصوص، طوال الفترة الماضية، إلا تعبيرًا عن مساندتهم للثورة المصرية، وإعادة بناء الوطن والمشاركة فى مسار التحول الديمقراطى والدستورى للدولة المصرية الحديثة، وجاء رفضهم المطالبة الصاخبة بأى مطالب فئوية تقديرًا للحالة السياسية التى كانت تمر بها مصر. وتحمَّل العاملون بالسياحة ما يزيد على 20 شهرًا من البطالة والانعدام التام للدخل؛ نتيجة لانهيار السياحة فى مناطق السياحة التقليدية المنتظمة، مثل القاهرة والأقصر وأسوان، وصعيد مصر عمومًا.

وتحمل السياحيون فى صمت التجاهل التام من الدولة لقضيتهم التى أوشكت على الموت نتيجة التعامل مع السياحة كسلعة ترفيهية ليست ذات أهمية، وليست قطاعًا خدميًّا تزيد مساهمته فى الدخل القومى على الـ 20٪ ويزيد عدد العاملين به على الـ 6 ملايين عامل بشكل مباشر وبشكل غير مباشر.

وبغض النظر عن الفتاوى التى أمطرنا بها بعض المنتمين إلى تيار الإسلام السياسى، واقتراحاتهم حول "سياحة نظيفة" و"سياحة خالية من المعاصى"، والتى تلقفتها وكالات الأنباء فى الدول المصدرة للسياحة إلى مصر، وصنعت منها جبالاً من الخوف والإرهاب، دفعت بالكثيرين من السائحين إلى إسقاط مصر من خططهم للسياحة فى الأعوام المقبلة، ولكن تأتى الطامة الكبرى، وهى حادث رفح، الذى قضى على البقية الباقية من السياحة الشاطئية فى سيناء بعد تحذيرات واضحة أطلقتها الدول الأكثر تصديرًا للسياحة إلى مصر، والتى حذرت فيها مواطنيها من زيارة سيناء والجزء الشرقى من مصر.

وبغض النظر عن رفع الولايات المتحدة تحذيراتها لمواطنيها من زيارة مصر، فإننا يجب أن نتذكر أن التأثير الأكبر فى حركة السياحة لا يكون بتحذيرات الحكومات أو تشجيعها لمواطنيها على زيارة بلد آخر أو عدم تشجيعهم لزيارته.. إنما التأثير الأكبر يكون لإعلام الدولة المصدرة، وأرى أننا قد فقدنا قدرتنا على التواصل مع الإعلام فى تلك الدول. فلا الإعلانات، ولا زيارات المسئولين الرسميين، ولا تطمينات الدولة المستوردة للسياحة؛ تستطيع أن تقنع السائح الأجنبى بالمجىء إلى مصر إن لم نستطع خلق علاقات شخصية مع "تايكونات" الإعلام فى الدول المصدرة، فهم المفاتيح التى تفتح مغاليق الإعلام، وتخلق مناخًا مصريًّا صرفًا فى وسائل إعلامها بحديثها المتواصل عن مصر تاريخًا وشعبًا وثورة ومناخًا، دون أن تسقط للحظة فى فخ الإعلان المباشر، وقد كانت تجربة ممدوح البلتاجى، وزير السياحة الأسبق، هى الأكثر نجاحًا فى مجال العلاقات العامة مع إعلام الدول المصدرة للسياحة إلى مصر، فى منتصف تسعينيات القرن الماضى.

إن عودة السياحة تحتاج إلى كثير من الجهد، تقوم به الدولة بالتعاون مع العاملين فى مجال السياحة الذين يمدون أيديهم بلا تحفظات.

تحتاج السياحة إلى حملات علاقات عامة وحملات إعلانات منظمة مبنية على مفاهيم حديثة وعلمية، تحتاج إلى مزيد من الأمن فى الشوارع والمناطق الأثرية، تحتاج إلى مزيد من الجهد لنشر الوعى بأهمية السياحة على المستوى الوطنى بين العاملين بالسياحة والمستفيدين منها قبل نشر ذلك الوعى بين المواطنين الذين ليس لهم صلة بها.

تحتاج السياحة إلى تشديد القبضة الأمنية فى المناطق الأثرية التى أصبحت مرتعًا للبلطجية الذين يدخلونها فى صورة باعة جائلين غير مرخص لهم، فيعتدون على العاملين بالسياحة والسائحين ويتحرشون بالنساء ويقطعون كل طريق شريف على الباعة الجائلين المرخص لهم العاملين بتلك المناطق منذ سنوات، والذين يتصرفون بصورة حضارية اكتسبوها من العمل بين السياح، ومن إدراكهم أهمية السياحة للوطن.

يا سادة.. اهتموا بالسياحة قليلاً، فهى تُغنينا بلا شك عن القروض والمنح، ذلك أن دخلها وفير، ودورته سريعة، ويصب مباشرة فى جيب المواطن دون التوقف فى الحلقات المتشابكة لبيروقراطية الدولة ووزاراتها.







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة