تعقيباً على لقاء مجموعة من الفنانين، الرئيس محمد مرسى، المقرر أن يكون صباح اليوم الخميس، أصدرت جبهة الإبداع المصرى "مصر مصرية" بيانا توضح فيه رأيها حول تلك الزيارة، وما تعنيه بالنسبة للفنانين وللفن بشكل عام، حيث جاء فى البيان "نعتقد أن اللقاء المرتب ما بين الفنانين والرئيس محمد مرسى خطوة تحترم جداً، وفى توقيت حيوى من الضرورى فيه أن يحدد الرئيس موقفه من الفن والفنون.. فى ظل الهجمة الظلامية الشرسة التى تشن على الإبداع من شيوخ هم للأسف محسوبين على تيار الإسلام السياسى الذى ينتمى إليه الرئيس.. فهذا اللقاء ليس فقط دفاعاً عن الفن والإبداع والفكر بقدر ما هو تبرئة لهذا التيار ممن يسيئون لصورته.. رأينا كلنا الأستاذ محمد عبد القدوس (وهو أحد كوادر جماعة الإخوان المسلمين) فى مؤتمر البارحة يعتذر للفنانة إلهام شاهين عما طالها من إهانة ممن هم محسوبين زوراً على الدعاة.. لم يتغير موقفنا من الفنانة إلهام شاهين أو من الفن، ولكننا خرجنا، ونحن نشعر أن ما فعله هو خطوة إيجابية دفاعاً عن عظمة الإسلام وسماحته ممن يسيئون له أكثر مما هو دفاعاً عن الفن.. ولهذا وجب علينا أن نحيى طلب الرئيس للقاء الفنانين ولكن..".
كلنا نذكر كم من مرة التقى الرئيس المخلوع بفنانى مصر من خلال مبادرات حكومية تنتهى بصور تذكارية، وتبادل للاجتماعيات لا يحمل للطرفين أى استفادة، فلا المخلوع اهتم بمشاكل الفن والفنانين، ولا الفنانين اهتموا بنقل تلك المشاكل والأزمات.. وتحولت اللقاءات إلى بروتوكول اجتماعى.
إن اختيار وزارة الثقافة لترشيح الفنانين الموفدين لمقابلة الرئيس اختيار جانبه التوفيق.. فعادة ما يميل ممثلو الحكومة لاختيار النماذج المريحة وتفادى الشخصيات التى من الممكن أن تكون (بمفهومهم مثيرة للمشاكل)، ونوضح أنه لا غبار على من اختارتهم الوزارة، فلهم منا كل إجلال، ولكن لابد وأن ندرك أن الوزارة نفسها فى موضع خلاف مع الفنانين على أكثر من مستوى، منها على سبيل المثال لا الحصر مهرجان القاهرة وأزمته التى تصر الوزارة على اتخاذ موقف غير مبرر فيها ضد كل ما يوصى به مثقفو وفنانو مصر، بل وحتى ضد توصيات المركز القومى للسينما، وهو الجهاز التابع للوزارة.. وكان حرى بالسيد الرئيس أن يلتقى بالفنانين عبر قناة غير رسمية، وربما كان فى جبهة الإبداع التى تضم عددا من الكيانات المرتبطة بصناعة الفن فى مصر (من نقابة السينمائيين لنقابة الممثلين للتشكيليين لاتحادات للكتاب والأدباء وغيرهم كثيراً) اختياراً أنسب حرصاً لإيصال الصورة الكاملة عن مشاكل الفنانين، سواء على المستوى العام، أو حتى فى التعامل مع المؤسسات الرسمية.