هانى عبد الستار كشك يكتب: الجولة الأخيرة

الأربعاء، 05 سبتمبر 2012 01:35 ص
هانى عبد الستار كشك يكتب: الجولة الأخيرة صورة ارشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كانت الجولة الأخيرة هى آخر فرصة لملاكم الركن الأزرق كى يعوض ما خسره من نقاط خلال الجولات السابقة، لذا عندما أعلن الحكم عن بداية الجولة بدا لمنافسه فى الركن الأحمر أكثر ثباتًا.

كان منافسه فى المباراة أكثر ثقة فى نفسه، بما حققه من نقاط خلال المباراة، فقد استطاع الوصول إليه بطرق بسيطة وسهلة، يمينًا ويسارًا، حتى أصبح وجه ملاكم الركن الأزرق مثل الكتاب المفتوح، سهل الوصول إلى أى صفحة فيه يريدها.

اندفع ملاكم الركن الأزرق متذكرًا تعليمات مدربه جيدًا، وتذكر أيضًا أنها الفرصة الأخيرة حتى يحقق انتصاره، وظهر ملاكم الركن الأحمر مرتبكًا، فلم يكن يتخيل أن الروح سوف تُبث مرة أخرى فى منافسه فى الجولة الأخيرة، فقد أصبح يقف على قدمين ثابتتين يدافع عن وجهه بكل ما أوتى من قوة، فلم يستطع أن يصل إليه كما كان يفعل فى الجولات السابقة، بل أصبح هو يهاجمه بشراسة.

وظل ملاكم الركن الأحمر يرجع إلى الوراء، فى محاولة منه للدفاع عن نفسه، حاول أكثر من مرة ألاَّ تصل إليه تلك اللكمات القوية التى لم يتعودها، ولكنه فشل، وكانت تلك هى فرصة ملاكم الركن الأزرق ليوجه إليه لكمة خطافية سريعة وقوية، انهار على أثرها ملاكم الركن الأحمر على الأرض مغشيًّا عليه، لا يدرى ما الذى يحدث حوله، ثم أعلن حكم المباراة فوز ملاكم الركن الأزرق بالضربة القاضية، وفى هذه اللحظة لم نجد ملاكم الركن الأحمر على الحلبة، فقد اختفى تمامًا.

هل تستطيع أن تفعل ما فعله ملاكم الركن الأزرق مع نقاط ضعفك فى حياتك فتتغلب عليها؟

لو أنه فقد الأمل واستسلم لكونها الجولة الأخيرة وأنه لن يستطيع أن يفعل شيئًا وأنها مسألة وقت ويعلن الحكم فوز منافسه، ولو أنه استسلم ولم يتمسك بالأمل الوحيد المتبقى؛ لخسر المباراة كلها، ولكن ما حدث شىء آخر تمامًا، فقد تولد داخله العزيمة والإصرار وقدرته على مواجهة الصعاب، وأنه لا شىء فى الحياة مستحيل، وأنه كإنسان يستحق أن يعيش مرفوع الرأس لا يتغلب عليه أحد، فإن وقع أو خسر فليس هذا نهاية المطاف، ولكن بدون استسلام أو انكسار.

وتلك هى الحياة، أو هى مشهد صغير منها، ولكنه مشهد مؤثر، فمن منا بدون نقاط ضعف فى حياته، وليس هذا عيبًا أو نقصانًا، ولكنه شىء طبيعى، فالكمال لله وحده، ولكن العيب أن أنهزم دائمًا أمام نقاط ضعفى ونزواتى فأبدو وكأننى بلا حيلة وليست لدى قدرة على المواجهة.

قف على قدمين ثابتتين كما فعل ملاكم الركن الأزرق، وواجه الحياة بما فيها من شدائد، حتى وإن مر العمر بك وبدأ الشيب يداعب شعرك، فتذكر دائمًا أن الأمل موجود، ولا تفقد قدرتك على تغيير نفسك. تذكر دائمًا أن قدرتك على التغيير سوف تمنحك حياة جديدة أكثر احترامًا، وسوف تشعر بأنك إنسان يخسر وينتصر، ولكن لا ينكسر أبدًا، فيرتفع مؤشر ثقتك فى نفسك وتزيد قيمتك.
فمن رحم الفشل يولد النجاح، ومن لحظة الهزيمة يولد الأمل فى الانتصار.

عليك أن تواجه نفسك أولاً بنقاط ضعفك، وأن تبحث عن طريقة للتغلب عليها، ومهما كانت تلك النقاط صعبة فلا تفقد الأمل، وتذكر ملاكم الركن الأزرق ولحظة انتصاره، وتذكر أيضًا ملاكم الركن الأحمر ولحظة اختفائه.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة