أفاد شهود عيان أن صدامات وقعت ليل الثلاثاء وحتى فجر الأربعاء فى قرى شيعية فى البحرين بين قوات الأمن ومحتجين كانوا ينددون خصوصا بتأييد محكمة الاستئناف أحكام السجن التى تصل إلى المؤبد بحق 13 قياديا فى المعارضة.
وذكر شهود أن عددا من المحتجين أضرموا النيران فى إطارات وحاويات القمامة عند مداخل القرى الشيعية، فيما شددت السلطات التدابير الأمنية فى شوارع المملكة الخليجية بالتزامن مع صدور الأحكام بحق قيادات المعارضة.
وبحسب الشهود، خرج عشرات الشبان الملثمين فى شوارع عدة قرى شيعية ورفعوا أعلام البحرين وصورا لقيادات المعارضة، ورددوا شعارات مثل "أحكامكم جائرة لرموزنا الثائرة" و"رموزنا لا تنحنى" و"يسقط حمد" فى إشارة لملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة. وأضاف أن قوات الأمن تدخلت لتفريقهم وأطلقت الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية وطلقات من سلاح الشوزن (سلاح يستخدم لصيد الطيور)، فيما قام المتظاهرون بإلقاء الحجارة وزجاجات "المولوتوف" على الشرطة.
وأعلنت جمعية الوفاق، وهى تمثل أكبر تيار شيعى معارض فى البحرين، فى بيان الأربعاء أن أحد المواطنين أصيب فى قرية كرانة الشيعية التى تبعد كيلومترين عن العاصمة المنامة، وذلك "بطلق مباشر فى المنطقة الوسطى من جسمه ونقل فورا للعلاج مساء الثلاثاء".
وذكر بيان الجمعية أن "ذلك جاء ضمن تحركات الشارع البحرينى احتجاجا على أحكام السجن بحق قيادات المعارضة"، وأشارت إلى أن "الأطباء أبدوا قلقهم الشديد على سلامة المصاب بعد أن تبين تدهور وضعه جراء الاستهداف الوحشى له".
واكتفت وزارة الداخلية البحرينية بالإشارة على حسابها فى "تويتر" إلى "نقل شخص مصاب لمستشفى السلمانية الحكومى، والجهات المختصة باشرت عمليات البحث والتحرى لكشف ملابسات الواقعة، حيث تشير التفاصيل الأولية لوجود شبهة جنائية".
وأيدت محكمة الاستئناف البحرينية، أمس الثلاثاء، أحكام السجن التى تصل إلى المؤبد بحق 13 قياديا فى المعارضة غالبيتهم من الشيعة، فيما نددت المعارضة بشدة بقرار المحكمة واعتبرت أنه يدل على "استبداد النظام". والمعارضون هم ضمن مجموعة تضم 21 معارضا بينهم سبعة تمت محاكمتهم غيابيا، ويعتبرون من قادة الحركة الاحتجاجية المناهضة للحكومة فى البحرين.
وقد اتهموا بتشكيل "مجموعة إرهابية" لقلب نظام الحكم، ومن بين المحكومين خصوصا الناشط المعارض عبد الهادى الخواجة الذى نددت عدة دول ومنظمات بمحاكمته، وسبق أن نفذ إضرابا عن الطعام، وفى 14 فبراير 2011 انطلقت فى البحرين حركة احتجاجية قادها الشيعة الذى يشكلون غالبية السكان للمطالبة بملكية دستورية مع حكومة منتخبة، إلا أن البعض ذهب فى مطالبه إلى حد "إسقاط النظام" وإنهاء حكم أسرة آل خليفة السنية.
وفى منتصف مارس، وضعت السلطات بالقوة حدا لهذه الحركة الاحتجاجية، ونشرت دول مجلس التعاون الخليجى قوات فى المملكة الصغيرة، لكن الاحتجاجات المتفرقة استمرت وتصاعدت فى الأشهر الأخيرة، خصوصا فى القرى الشيعية القريبة من المنامة فى ظل عدم إحراز تقدم حقيقى على صعيد الحوار الوطنى.
صدامات فى قرى شيعية بالبحرين بعد تأكيد الأحكام بحق قادة المعارضة
الأربعاء، 05 سبتمبر 2012 10:31 ص