قال الدكتور عمار على حسن، الروائى والباحث السياسى، إن أديب نوبل العالمى نجيب محفوظ، لو كان حيًّا بيننا ويشهد اللحظة الراهنة التى نعيشها فى مصر منذ ثورة الخامس والعشرين من يناير المجيدة، لتساءل قائلاً: هل نحن الآن أمام محمود رضوان الإخوانى الطيب البطل فى القاهرة 30، أم أمام عبد الفتاح إسماعيل الإخوانى الماكر كما فى رواية المرايا؟ هل نحن أمام أتباع الشيخ حسن البنا، والذى يمثله "محمود رضوان"، أم أننا أمام "عبد الفتاح إسماعيل" أحد أتباع سيد قطب، موضحا أنه من خلال تناوله لهذه الشخصيات فى أعماله أرخ للفرق بين أتباع البنا وقطب.
وقال عمار على حسن، خلال الندوة التى عقدها أتيليه القاهرة، مساء أمس، فى إطار الاحتفاء بالذكرى السادسة لرحيل عميد الرواية العربية نجيب محفوظ، وشارك فيها الناقد الدكتور حسين حمودة، أستاذ الأدب العربى بالجامعة الأمريكية، والدكتور محمود الربيعى، إنه علينا أن نسأل أنفسنا سؤالاً: لو كان نجيب على قيد الحياة، فماذا كان سيقول، وبماذا سيعلق وهو يشهد اللحظة الراهنة؟
وأضاف "حسن" أتذكر جيدًا عنوانًا فى جريدة "روزاليوسف" يوم أن مات "يحيا نجيب.. عاش قرنًا ومات أمس"، وبالطبع فإن الصدقة الجارية التى تركها لنا ممثلة فى أدبه ودأبه وجهده، وفى إعطاءه مثلا يحتذى لكل الأجيال، وأجاب "حسن" على سؤاله من خلال وحى أعمال "محفوظ" الخالدة، قائلاً: كان سيسأل نفسه هل نحن الآن أمام محمود رضوان الإخوانى الطيب بطل القاهرة فى الثلاثين، أم أننا أمام "عبد الفتاح إسماعيل" الإخوانى الماكر كما فى رواية المرايا؟، مشيرًا، قبل أن أجىء للمشاركة فى الندوة كتبت مقالاً بعنوان "الاغتيال الثانى للشيخ حسن البنا"، وهو يوضح مدى خروج جماعة الإخوان المسلمين على منهجه، ويبرز كيف تم تنحية فكره لنرى تطبيق رؤية سيد قطب من خلال الانحياز إلى جانب معين، وصل للحكم، لنعرف أننا أمام شخصية "عبد الفتاح إسماعيل" وليس "محمود رضوان" من خلال رؤية "محفوظ"، التى أرخ لها للفرق بين شخصية الإخوانى المتبع لمنهج "البنا" وفكر "قطب".
وطرح "حسن" عدة تساؤلات على غرار لو كان محفوظ حيًّا بيننا، منها أنه كان سيسألنا عن "على طه"، ذلك الفتى اليسارى الذى يحلم بتغيير المجتمع، المنحاز إلى العدل الاجتماعى الغائب حتى الآن بعد الثورة، وحتى بعد وصول محمد مرسى للحكم، وكان سيسألنا عن الزعيم عن القائد الذى بغيابه ضاع كل شىء، عن سعد زغلول بطل ثورة 19، وربما كان سيسألنا عن الوفد الذى أحببناه، فلو كان أحد أمثال سعد زغلول وقع له مليون مصرى، مثلما وقعوا للدكتور محمد البرادعى ربما لتغير وجه مصر تغييرًا كبيرًا، لو كان لها قائد، وكان سيسأل عن رفاق سعد زغلول فى هذه الثورة.
وأضاف: كان سيسأل الشباب ويقول لهم صابروا ورابطوا، ويذكرهم كيف كانت الأمور تفسد ويشيع الاستبداد، ثم يأتى بعد ذلك الفتوة الكبير الذى ينتصر للحرافيش، وحينما يصل إلى السلطة يبدأ الفساد من جديد، ويذكرهم بـ"فتوة بيسلمنا لفتوة والعدل ضايع والحرافيش مصريين على الحق"، ويقول لهم "لا تهنوا ولا تضعفوا ولا تيأسوا وصابرو واحرصوا على أن يكون فتوتكم هو عاشور الناجى، وليس فتوة غيره ممن تربعوا على العرش استبدوا وفسدوا"، وكان سيقول للمثقفين "ثقوا فى أقلامكم فالابتعاد عن السلطة مغنم، والحرافيش هم الأمل فاقتربوا منهم".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة