ظهر انقسام بين الصين والولايات المتحدة، اليوم الأربعاء، حول كيفية إنهاء الصراع فى سوريا ونزع فتيل التوترات فى بحر الصين الجنوبى ومناطق مضطربة أخرى فى العالم لكن البلدين أكدا الأمل فى إقامة علاقات متوازنة بينما يقترب كلاهما من تغييرات داخلية.
وتعهدت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون ووزير الخارجية الصينى يانج جيه تشى بحسن النوايا بعد محادثات سبقتها انتقادات من بكين لدعوة كلينتون للتوصل إلى حل متعدد الأطراف للنزاعات على الأراضى فى بحر الصين الجنوبى وبحر الصين الشرقى.
وقالت كلينتون للصحفيين، إن مثل تلك الخلافات لن تعوق بالضرورة التعاون بين البلدين. وقالت بعد محادثات مع يانج فى صالة الشعب الكبرى ببكين "أنا فخورة جدا بقوة وصمود ما بنيناه معا فى علاقتنا."وأضافت "هذا يجعل من الممكن بالنسبة لنا الحديث عن أى شىء والتوصل إلى سبل لبحث القضايا بشكل صريح ومباشر" وتابعت أن الجانبين لن تتطابق رؤاهما بشأن كل القضايا التى تمثل جزءا من علاقتهما الكبيرة.
كما صور يانج العلاقة بين البلدين بشكل إيجابى قائلا: إن على كلا الجانبين التعاون ما دام هناك "احترام متبادل للمصالح والمخاوف الرئيسية" للآخر. وقال يانج "أثبت التاريخ والحقائق مرارا أن الصين والولايات المتحدة بينهما مصالح متداخلة."
وأبرزت تلك التصريحات الجهود التى بذلها الجانبان لاحتواء النزاعات بينما يركز كل منهما على السياسة المحلية. إذ ينشغل الحزب الشيوعى بتغيير القيادة والذى يحدث مرة كل عشر سنوات فى الأشهر القادمة بينما يخوض الرئيس الأمريكى باراك أوباما انتخابات الرئاسة فى نوفمبر.
وأشادت كلينتون بالصين لمساعدتها فى الضغط على إيران بسبب أنشطتها النووية، وكما أشادت بيانج على موقفه المعتدل من سوريا الذى يحقق التوازن بين معارضة التدخل الخارجى ودعم "التحول السياسى"، وقال موقع وزارة الخارجية الصينية على الانترنت، إن الرئيس هو جين تاو قال لكلينتون "الصين مستعدة للإبقاء على الحوار وتعزيزه والتنسيق مع الولايات المتحدة." وأضاف "الإبقاء على التنمية المتواصلة للروابط الاقتصادية والتجارية الصينية الأمريكية له أثر مهم على كلا البلدين وكذلك على إنعاش ونمو الاقتصاد العالمى."
ولم يقدم أى من الجانبين تنازلات فى النزاع ببحر الصين الجنوبى والذى أصبح قضية مسببة للتوتر مما يظهر الريبة فى بكين من أن إدارة أوباما تسعى للحد من النفوذ الصينى بالمنطقة. وثار غضب الصين على وجه الخصوص من دعم الولايات المتحدة اقتراحات بالتوصل إلى حل متعدد الأطراف للنزاع فى بحر الصين الجنوبى وبحر الصين الشرقى إذ تفضل بكين أن تتفاوض بشكل فردى مع كل دولة تخوض نزاع مع الصين بالمنطقة. وقال وزير الخارجية يانج للصحفيين "فيما يتعلق ببحر الصين الجنوبى فإن موقف الحكومة الصينية متسق وواضح. للصين سيادة على الجزر فى بحر الصين الجنوبى والمياه المتاخمة."
وأضاف "ليس هناك منطقة تتقاسم فيها الصين والولايات المتحدة مصالح مشتركة وتتفاعل بشكل متكرر مثل منطقة آسيا والمحيط الهادى." وأكدت كلينتون أكثر من مرة أن الولايات المتحدة لم تتخذ موقفا حول النزاع بالمنطقة لكنها تريد من الصين ودول جنوب شرق آسيا التوصل إلى ميثاق شرف لتجنب الاضطرابات. وقال وزير الخارجية الصينى يانج إن الصين تؤيد "التحول السياسى" فى سوريا لإنهاء الصراع وأكد على معارضة بكين التدخل الخارجى فى هذه الأزمة.
وقالت كلينتون إنه "لا يخفى على أحد" أن الحكومة الأمريكية شعرت بخيبة أمل من موقف كل من الصين وروسيا حول سوريا وأكدت أن أفضل مسار ما زال قيام مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بإجراء صارم.
وقال يانج أيضا إن حكومته تعارض سعى أى بلد بما فى ذلك إيران لصنع أسلحة نووية وهو ما تنفيه طهران.ومضى يقول "نعتقد أن على الأطراف أن تستمر فى التحلى بالهدوء ومواصلة الالتزام بالمفاوضات الدبلوماسية."
انقسام بين بكين وواشنطن حول كيفية إنهاء الصراع فى سوريا
الأربعاء، 05 سبتمبر 2012 03:03 م
وزير الخارجية الصين يانجى جيه
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة