افتح قلبك مع د. هبة يس.. مواقع وأفلام...عاشر مرة!!

الأربعاء، 05 سبتمبر 2012 02:06 م
افتح قلبك مع د. هبة يس.. مواقع وأفلام...عاشر مرة!! د. هبة يس خبيرة التنمية البشرية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا أعرف عدد الرسائل التى أرسلتها لى زوجات معذبات، وأمهات حائرات، بل وحتى بنات صغيرات قلقات على آبائهن، واللاتى يشكين فيها من نفس الشكوى على اختلاف أعمارهن وظروفهن وبيئتهن ، ألا وهى وبكل خجل وأسف إدمان الرجل فى حياتهن للأفلام والمواقع الإباحية، فقد تجاوز الأمر حده عند الكثير من الناس، ولم يعد مجرد شئ عابر أو متعة طارئة، بل أصبح عادة شبه يومية، وجزءا من الحياة، لدرجة أنه يؤثر ويطغى على الحياة الطبيعية لبعض الأشخاص، وعلى علاقاتهم السوي بذويهم أحيانا كثيرة.

وعندما كانت تسألنى إحداهن ماذا أفعل حتى أبعد زوجى أو ابنى أو حتى أبى عن هذه الرذيلة، كنت أفكر طويلا وكثيرا فى حل فعال أو شئ مؤثر تفعله هذه السائلة حتى تنجح، إلا أنه وإحقاقا للحق الحل الجذرى الوحيد لهذا الموضوع فى يد الشخص نفسه، هو وحده من يستطيع اتخاذ القرار بإنهاء هذا الأمر ومقاطعة هذه المواقع من عدمه، المشكلة هنا هى كيف نقنعه بفعل هذا؟، كيف نزرع لديه الرغبة فى أخذ هذه الخطوة؟.... لهذا فكرت فى كتابة هذا الموضوع، فإذا كنت ممن أرسلن إلى يسألننى بخصوص هذه المشكلة فرجاء لا تفعلى شيئا سوى أن تجعلى صاحب المشكلة يقرأ هذا المقال... فقط ، والباقى عليه هو، والله المستعان....

لن أبدأ كلامى عن هذه المواقع بأنها حرام، أو أنها ذنوب لا حصر لها، أو أنها مذمومه فى كل الأديان ، ولكنى سأفكر معك لماذا هى هكذا؟ إذا كانت ممتعة وتجلب السعادة والنشوة لمن يشاهدها؟، ألم تكن إباحتها وتحليلها أولى إذا كانت بهذا النفع والأهمية بالنسبة للإنسان؟، ماعيبها؟، وما مشكلتها؟، وما الضرر منها حتى تصبح ذنبا أو شيئا محرما؟...
عندما ظهرت هذه المواقع للمرة الأولى فى الغرب ادعى صانعوها ومروجوها أنها ستحدث (ثورة) فى عالم المعرفة الجنسية، وأنها ستساعد على التحرر من كل المخاوف والاعتقادات القديمة وأنها ستشبع الكثير من الشباب المحروم، وتفرج عنه وتحوله من الكبت والتعاسة إلى الانفتاح والإشباع والسعادة اللانهائية، وأنها ستجعل من العلاقة الحميمة شيئا أسهل، وأكثر متعة، وأنها ستعلم كل زوجين كيف لهما أن يتناغما مع بعضهما البعض، وأن يصلا إلى درجات من المتعة لم يكن لهما أن يعرفاها بدون مثل هذه المواقع، باختصار جعلوا منها الحل السحرى لكل إنسان غير سعيد فى حياته الخاصة، سواء كان متزوجا أو لا، لكن ماذا حدث لاحقا؟.

فى النقاط التالية سوف أحاول أن أسرد لك بعض السلبيات التى اكتشفها علماء النفس لهذه العادة، والتى أقر بها الأجانب منهم قبل العرب، وغير المتدينين منهم قبل ذوى الدين، والتى أفنى الكثير منهم أعمارهم فى دراسة أثارها على حياة الفرد عموما وعلى حياته الزوجية أو الحميمة بشكل خاص، والتى قد تخفى عليك أنت كمتفرج أو كمستهلك لمثل هذه السلعة _ألا وهى المواقع والأفلام_ والتى قد لا نلتفت إليها إلا بعد فوات الأوان، وبعد أن تكون فعلت هذه الأشياء بحياتك فعلتها.

1) يقول أحد علماء النفس إنك عندما تتابع مثل هذه المواقع تصبح كمن يدخل إلى فراشه أو إلى علاقته الحميمة ومعه (سيرك) من الأفكار والمشاهد والاعتقادات الزائفة، فهى تصور لك أنه هناك دائما طرق وأساليب و(إبداعات) لم تجربها بعد، بل ولن تجربها يوما فى حياتك، فتلهث وراءها وتصب جام سخطك على هذا الشئ (العادى) الذى تلقاه كل يوم فى بيتك.

وتظل تتحسر وتتندم وتضيع جهدك ووقتك هباء فى محاولة تقليدها أو تنفيذها على أرض الواقع، لأنه وببساطه أغلب ما يعرض فى هذه المواقع هى أشياء للعرض فقط، وليست للممارسة الحقيقية والطبيعية، ولكنه ومع اعتياد وكثرة مشاهدة مثل هذه المواقف نصدق أنها عادية ومتاحة بل ومن التقصير والنقص ألا تكون فى علاقتنا الخاصة، وهنا تبدأ أول مشكلة، وهى المقارنة بين ما نراه وبين ما نجده فى الحقيقة، فنستقل بالواقع ونستهين به، بل ونكرهه ونبتعد أحيانا، وبهذا نكون قد أدخلنا أول مسمار فى نعش علاقتنا الحميمة (الحقيقية).

2) كثرة مشاهدة هذه الأشياء تجعلك فى حالة مقارنة دائمة بين هؤلاء الذين تراهم، وبين شريك حياتك الحقيقى من الناحية الجسدية، مما يدفعك إلى حالة دائمة من عدم الرضا عنه، بل والاشمئزاز والنفور منه أحيانا.

ناسيا تماما أن هؤلاء الذين يرتزقون بأجسادهم وأجسادهن ليسوا أشخاصا طبيعيين، وأنهم لا هم لهم إلا تجميل وتحلية بضاعتهم، الشئ الذى لا يتم غالبا بشكل طبيعى، ولا يستغنى عن جراحات التجميل، وعمليات التكبير والتصغير، والحقن والشفط وغيرهم من الأساليب اللانهائيه لصنع كل ما هو صناعى وزائف وغير حقيقى ومثالى أكثر من اللازم.

وناسيا أو(متناسيا) أيضا أنك أنت نفسك كشريك فى العلاقة الحميمة لست بمثل هذه المواصفات المثالية والفائقة التى تراها، والتى تطالب شريك حياتك بأن يصبح عليها، وبالتالى فأنت نفسك لن تسلم من النقد أو التقريع إذا وضعت نفسك فى مقارنة مع هؤلاء.

3) من أكثر الأمور خطورة وأشدها تأثيرا على علاقتك الحميمة والزوجية الحقيقية هو أن مثل هذه المواقع تجعلك تعتقد دوما أنه هناك من هو أقدر على فهمك، وإسعادك، وإمتاعك أكثر من شريكك الواقعى ولكنه هناك، فى مكان ما بعيدا عن زواجك وعن شريكك الحقيقى، فينصرف الإنسان فورا _واعيا أو غير واع_ إلى البحث عن هذا الآخر الذى سيصبح توأم روحه والذى سيعوضه عن ما افتقده، فيزداد بعدا عن شريك حياته، وتزداد الفجوة لتصبح هوة، ويصبح الهرب من العلاقة أسهل بكثير من محاولة تحسينها وإصلاحها، فى حين أننا بذلك نفرط فى المضمون والممكن والحلال والمتاح فى مقابل البحث عن السراب.

4) مثل هذه المواقع تؤكد لك باستمرار أن العلاقة الحميمة يجب أن تكون كاملة ومثالية وفائقة المتعة فى كل مرة وإن ذلك سيحدث دون أى جهد أو تعب منك، بل وبمنتهى الترحيب والسعادة من الطرف الآخر، فهذا ما تراه دائما، وتلك هى الرسالة التى تصلك طوال الوقت من مثل هذه المواقع الرخيصة، إلا أنه وفى حقيقة الأمر لا يمكن لأى علاقة حميمة أن تظل سهلة وممتعة ومتوهجة طيلة الوقت وبدون أى جهد من الطرفين، مهما كان شكل هذين الطرفين ومهما كانا متحابين أو متناغمين.

5) إدمان مشاهدة هذه الأشياء تخلق ثقافة (هل من مزيد) دائما، فيصبح الإنسان فى ترقب وبحث دائم عن شئ مختلف ومتغير، ولم يجربه من قبل وربما لم يجربه أحد من قبله، وهذا ما يدفع البعض أحيانا إلى الشذوذ سواء بمفهومه المعروف أو بمفهوم متخف، فيصبح الشخص لا يرضى بالمعروف والمعتاد بل والحلال أيضا، وهذا ما أصبحت تشكو منه كثيرا من الزوجات حاليا، بعدما أصبح أزواجهن يطالبهن بأشياء غريبة لم نعرف عنها شيئا من قبل، مما يجعلهن يتراجعن أما اشمئزازا أو استنكارا أو تخوفا من حرمانية هذه الأشياء.

كل هذا لا ينتج إلا عن صنع عازل ضخم بين الزوجين، وعن فصل كل منهما فى جزيرته الخاصة حيث أفكاره ومعتقداته ومتطلباته المختلفة تماما عن الطرف الآخر، وليس عن التفاهم والسعادة والثقافة الخرافية المزعومة.

أما بالنسبة لغير المتزوجين فإن الأمر لا يقل سوءا، بل يزيد لأنه يزرع هذه الأفكار بداخلهم من قبل حتى أن يجربوا الحياة الطبيعية من الأساس، فتصبح الفكرة خاطئة من البداية، وتصبح التوقعات وهمية من الأصل، ويصبح إرضاء هذه التوقعات شبه مستحيل فى الزواج الحقيقى، فنكون كمن نحرم أنفسنا من التمتع بالفواكه والثمار الطبيعية التى خلقها الله، انتظارا وتوقعا لأخرى (فضائية) لم تهبط كوكبنا بعد.

وفى النهايه لا أرى حلا لمثل هذا الموقف سوى إخلاص النية فى التخلص من هذه الأشياء التى (تفتك) بأى حياة، فإن كنت ممن يعانون من مثل هذا البلاء فقد آن الأوان أن تتوقف وتعيد حساباتك، فكر قليلا هل ما تحصل عليه من متعة يساوى حقا كل هذا؟،هل تجد فعلا أن الأمر يستحق، المتعة والسعادة والارتواء أولا، وأخيرا بيد الله، فلماذا لا نجرب أن نطلبهما منه بالشكل الذى يرضاه؟.

للتواصل مع د. هبة وافتح قلبك:
h.yasien@youm7.com







مشاركة




التعليقات 10

عدد الردود 0

بواسطة:

حازم

الى د. هبه

عدد الردود 0

بواسطة:

احمد

تأخر كتير هذا المقال

عدد الردود 0

بواسطة:

عمرو

جزاكى الله خيرا

عدد الردود 0

بواسطة:

شنبورى

جايز تفتكرى كلامى هزار لكنه واقع

عدد الردود 0

بواسطة:

مشمشاوية

فذكر ان الذكرى تنفع المؤمنين

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد سمير

رائع جدا

عدد الردود 0

بواسطة:

لمياء

دعوه من القلب

عدد الردود 0

بواسطة:

mido dubai

الرعب والصدمة

عدد الردود 0

بواسطة:

هبه يس

الى رقم 2

ربنا يعفو عنك و يعافيك و يعينك على التوبه النصوحه

عدد الردود 0

بواسطة:

ح.ن

ربنا يتوب عليا

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة