أسامة الجناينى يكتب: الرئيس بين عباءة الإخوان وعباءة مصر

الأربعاء، 05 سبتمبر 2012 09:35 ص
أسامة الجناينى يكتب: الرئيس بين عباءة الإخوان وعباءة مصر الرئيس محمد مرسى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
انتفضت الشعوب العربية فجأة كالبركان الثائر فى شتى بقاع الوطن العربى، دولة بعد دولة وإقليم بعد إقليم، وانفجر هذا البركان فى جميع الاتجاهات شرقا البحرين وغربا تونس وليبيا وشمالا سوريا وجنوبا اليمن وفى المنتصف مصر قلب العروبة النابض، فكان البركان المصرى أشد غزارة وأقصر عمرا، وأعظم نتيجة وأقل خسارة، خرجت الشعوب العربية تسير كالسيل، وتزحف كقطع الليل كأنها أمواج بحر هادرة تقتلع الأخضر واليابس لا تبقى ولا تزر.. خرجت الشعوب العربية على قلب رجل واحد بلسان واحد يسقط الفساد والظلم والاستبداد وتبدلت الأحوال وانقلب الأمر فأصبح الشعب هو صاحب الكلمة، وأصبح أصحاب الكراسى ما بين طريد وسجين ومحاصر وقتيل.

وظننت أن الأمر قد انتهى ولكنه لم ينته بعد، فكل طاغية له حاشية وكل ظالم له زبانيته يعيثون فى الأرض فسادا فضربة مفاجئة قوية على رأس ثعبان قوى تساقط شعره من كثرة السم الذى فى أحشائه قد تقضى عليه، وقد تجعله يترنح للحظات وإن لم تلحق الضربة بأخرى قد يبث سمه من جديد ولكن هذه المرة قد يكون سمه قاتلا مميتا.

وعندما قامت الثورة كنت أظن أن العامة والمطحونين والضعفاء هم الذين يصنعون التاريخ، وعندما نظرت فى تاريخ الأمم وحضارات البشرية المتفرقة، وجدت أن الذين يصنعون تاريخ الأمم هم أشخاص وقادة لهم صفات خاصة وقدرات فذة فى القيادة والعمل والإنجاز، فالحضارة الفرعونية بناها ملوك وقادة وكذلك كل حضارات أهل الأرض وتاريخ البشرية الذى سطره المؤرخون هو عبارة عن مجموعة البشر الأفذاذ المميزون، وعند هذه اللحظة علمت أنه لا بد من قائد يقود هذه الأمة كى يصنع لها وبأبنائها تاريخا مجيدا.

فهل يستطيع مرسى أن يكون قائدا للشعوب العربية الثائرة، وهل يستطيع مرسى أن يعيد التاريخ، وأن تكون مصر أم العروبة ورأس الإسلام، وهل يستطيع مرسى أن يؤسس الجمهورية الثانية الحديثة الديمقراطية المدنية وهل يستطيع مرسى أن يخرج من عباءة الإخوان المسلمين ويلبس عباءة مصر الكبيرة بكل أطيافها وثقافاتها وحضارتها وتنوعها ويحفر اسمه فى سجلات التاريخ مع العظماء القادة الذين غيروا وجه الأرض، وكتبوا تاريخ البشرية.. اللهم يسر لمصرنا من أمرها رشدا وسدد خطى قادتها.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة