الملفات المسكوت عنها

رغم أن الإنجليز ادعوا حب مصر وعشق ترابها، وجالوا فى قراها ونجوعها، وتنعموا بهوائها ومائها ودفء شمسها ونور قمرها، وعاشوا فيها ملوكًا عظماء، فإنهم أذلوا أهلها وقهروا شعبها لأكثر من 70 عامًا، وشاركوا فى العدوان الثلاثى ضدها مع فرنسا وإسرائيل، ووقفوا ضد مصر فى كل المحافل الدولية.

واليوم الإمبراطورية التى غابت عنها الشمس تمارس السلوك الاستعمارى المتسلط نفسه، وتُؤْوِى أقزام النظام السابق، وتحتضن "بطرس غالى"، هو وغيره من النهابين والخطافين الذين سرقوا رغيف العيش من أفواه الجياع فى مصر.

وازداد الجبروت الإنجليزى برفض لندن الآن مساعدة مصر فى استرداد بعض حقها المسلوب لديها من الأموال المهربة لأقزام مبارك ونظامه وأعوانه، وكأنها تصر على إذلالنا وقهرنا واستعبادنا، وتركنا رهينة للفقر، مقيَّدِى الأرجل مكتوفى الأيدى مغمضِى العيون، نتحسس طريقنا فلا نجده فنسقط فى الهاوية من جديد.

ولكن هيهات.. ثم هيهات.. لن تنجح محاولات الإنجليز أبدًا، وستسير مسيرة مصر الجديدة دون توقف.

لذا أطالب الخارجية المصرية بفتح الملفات المسكوت عنها، التى تم تجاهلها فى العلاقات الإنجليزية المصرية، وأهمها على الإطلاق إزالة الألغام من منطقة العلمين، والتى زرعتها القوات الإنجليزية والألمانية والإيطالية، أثناء الحرب العالمية الثانية، وتتجاهل هذه الدول القضية التى تجاهلها مبارك، ومَنْ قبله، رغم أن العلمين منطقة ثرية بالخيرات والمعادن والغاز الطبيعى، وتحتاج إلى أن تمر مشاريع التنمية بهذه المنطقة التى يؤكد العديد من العلماء وجود المياه الجوفية بها بشكل يكفى لزراعة آلاف الأفدنة.

وهناك ملف آخر مسكوت عنه، هو مطالبة لندن بتعويضات عن سنوات الاحتلال، والذى سبقنا فيه القذافى، بعدما طلب من إيطاليا تعويضات كبيرة، تم دفع أجزاء كبيرة منها لطرابلس، أما نحن فقد سكتنا ونسينا أن الإنجليز ظلوا ينهبون خيرات مصر سنين طويلة، ويمتصون دماءنا فى القناة والدلتا والصعيد، ويسفكون دماء آلاف المصريين، لذا لابد أن نطالبهم بحقنا لديهم، كما فعل اليهود مع ألمانيا فى واقعة "الهلوكوست" التى لم يثبتها التاريخ، ورغم ذلك فإن إسرائيل جعلت من ألمانيا البقرة الحلوب التى لا ينضب ضرعها أبدًا، وبدون وجه حق.

فهل تستعيد لنا الخارجية ما نُهب منَّا من مال وكرامة ودماء سفكت على يد الإمبراطورية التى غابت عنها الشمس؟