قال الكاتب والروائى سعيد الكفراوى، إن أعمال وكتابات الراحل خيرى شلبى، هى أفضل وأقوى من يرد غيبته بعد رحيله، مضيفا أن شلبى هو واحد من المبدعين والمنتجين للفكر والثقافة، معتبرا شلبى من سلالة وعيها معرفة الواقع، وممارسته النظر بدقة للواقع، جعلته يتعامل مع الواقع الذى يعيشه كمادة للكتابة وتحويلها إلى فن.
وأضاف الكفراوى، فى احتفالية ذكرى رحيل خيرى شلبى التى نظمتها ورشة الزيتون مساء أمس الاثنين، والتى أدارها الشاعر شعبان يوسف، مقرر نشاط الورشة، أن شلبى هو أحد القلائل الذين أهداهم نجيب محفوظ أحد روايته تعبيرا منه له، بأنه سيكون من أحد كبار وأهم رواد الكتابة القصصية والثقافة فى مصر، حيث كتب له فى الرواية التى أهداها أياه"إلى صديقى العزيز خيرى شلبى أهديك روايتى الجديدة، وهذه تعد من المرات القليلة التى أهدى أحد روايتى، أتمنى لك التوفيق، وانتظر منك أن تكون من كبار الكتاب فى مصر".
وأوضح الكفراوى، أنه فى عام 2004 عندما قابل وزير الثقافة الأسبق فاروق حسنى، أثناء كلمته فى نادى القصة، قال له، "أما آن الأوان أن يحوز هذا الكاتب المروحوم على جائزة الدولة التقديرية، حيث كان فى ذلك الوقت هناك الكثير ممن لا يستحقون أن يحصلوا على هذه الجائزة، مشيرا أنه كان هناك الكثير من المثقفين والكتاب الكبار، أمثال خيرى شلبى وإبراهيم أصلان الذين كانوا لا يهتم بهم على النحو الذى كان ينبغى أن يلاقوه من الدولة، على اعتبار أنهم من أهم رموز الثقافة فى مصر، وأضاف الكفراوى، أنهم مع كل هذه المعاناة التى كانوا يلاقوها أثناء النظام السابق، من تدهور وتدنى الثقافة المصرية من تهميش وعدم حرية، إلا أنهم لم يسلموا من النظام السابق، حتى بعد رحليه، موضحا أنه فى أعقاب ثورة 25 يناير، قامت الموئساسات الصحفية القومية الكبرى مثل الأهرام والأخبار، باستبعاد خيرى شلبى من الكتابة فى الأهرام هو أخرون من الكتاب الكبار، على اعتبار أنهم من الذين كتبوا فى العهد البائد، حيث تم استبدال هؤلاء الكتاب الكبار بأخرين لا تاريخ لهم، غير أنهم من المناصرين للتيار الإسلامى.
بينما قال الناقد محمد إبراهيم طه، إنه بوسع أى قارئ انتهى من قراءة أى عمل لخيرى شلبى، أن يكتب شهادة عن شلبى، كما بوسع أى أحد تقاطع ولو لمرة واحدة معه، أن يكتب عنه أكثر من شهادة، وأضاف طه، أن شلبى له قدرة غير عادية على عرض أى شئ غير قابل للحكى إلى حكاية، حيث حشد شلبى فى رواية "وكالة عطيه وموال البيات والنوم" حكايات لا أخر لها كل منها يصلح بأن يكون رواية قائمة بذاتها.
وأوضح طه أن لم يرى شلبى، وهو يكتب بل تخيله منذ قابله منكبا على مكتبه، لا يلتفت لأى شئ حوله مهما حدث، أمثل بكاتب المحكمة، لافتا أن أدواته هى القلم والأوراق، حيث لم يكن يستخدم الكتابة على الكمبيوتر، أو يستخدم شبكة المعلومات "الإنتر نت" فى البحث بل كان زاده الوحيد للمعرفة والثقافة هى الكتب الورقية، حيث إنه عندما كان يغضب من أحد ولم يستطع يأخذ حقه منه كان ينال منه على الورق.
ومن جانبه قال، الشاعر أشرف عامر، إن مع حقيقة رحيل الكاتب الكبير خيرى شلبى عن عالمنا الدنيوى، حيث كان دائما يبحث عن الأحياء الموتى عن أيقونة الحياة الأبدية، مضيفا أن الأماكن والحيونات كان لها نصيب فى كتابات شلبى، حيث نجد الأماكن لها حضور كثيف، كما هو فى رواية "وكالة عطيه"، أيضا الكلب كما هو فى رواية "الشطار" حيث يصحبنا شلبى خلا نصف الرواية للتعرف على شخصية الكلب.
وأشار عامر أن خيرى شلبى الذى عاش إمام للمهمشين ومؤرخا للمنسيين، والذى لم يعرف التاريخ الأدبى المصرى كاتبا بمثل غزارته، وتنوع ممارساته الإبداعية بين الرواية والمسرح والمقال الصحفى والنقد الإذاعى وكتابة البورتريه وتحقيق الكتب، لم يجد أحد بانتظاره سوى ورشة الزيتون الثقافة، وعددا من أصدقاء شلبى ونجليه ريم وزين شلبى.