رضا حمودة يكتب: الرافضون لزيارة إيران

الثلاثاء، 04 سبتمبر 2012 12:52 م
رضا حمودة يكتب: الرافضون لزيارة إيران الرئيس محمد مرسى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ما إن تواترت الأنباء عن قبول الرئيس محمد مرسى الدعوة لحضور المؤتمر السادس عشر لدول عدم الانحياز المقامة فى العاصمة الإيرانية طهران لم يتوقف الصخب الإعلامى والسجال الفكرى بين مؤيد ومعارض للزيارة، يرى المؤيدون وأنا منهم(برغم تحفظى على سلوك إيران) أن الزيارة تعد اختباراً لمدى استقلالية القرار السياسى المصرى بعيداًعن الوصاية الصهيوأمريكية على مدى أكثرمن 30 عاماً ظلت خلالها الإرادة المصرية رهينة رضا العم سام الأمريكى وحليفته المدللة إسرائيل، بينما يرى المعارضون وغالبيتهم من التيار السلفى بطبيعة الحال عدم جدوى الزيارة لا سيما والدعم الذى يلقاه نظام بشارالأسد الدموى بحق شعبه من حليفته إيران انطلاقاً من خلفية شرعية دينية ترى بتحريم أى تعامل مع دولة شيعية تكفر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أبى بكر وعمر وعثمان وجميع صحابته رضوان الله عليهم أجمعين وأم المؤمنين عائشة رضى الله عنها فضلاً عن فساد عقيدة الرافضة من الأساس ولا ترى فائدة من التقريب بين مذهب أهل السنة والجماعة والمذهب الشيعى الرافضى الفاسد.

الغريب فى الأمر أن يتم التعامل دائماً مع الملف الإيرانى من منظور دينى بحت ويصاب البعض بحالة من الهياج والفزع إذا ما ذكرمجرد اسم إيران بدعوى مرض (التشيع) الذى سيلتهم مصر هذا البلد السنّى الكبير، مما يوحى بضعف النسيج المصرى بحيث يسهل اختراقه عقائدياً وزرع الخوف من هذا الخطر بينما تبدو "إيران" أقوى عقائدياً وأحرص على العلاقة مع مصر ولا تعانى من أزمة أو فزع إزاء ملف المذهب السنّى الذى لا يمثل فزّاعة (هكذا يبدو) للقيادة الإيرانية الأمر الذى يطرح تساؤلاً خطيراً، وهو لماذا لا تخاف إيران من( الأسننة)، إن صح التعبير باندماجها مع الدول التى تدين بالمذهب السنّى (مذهب أهل السنة والجماعة)؟!، بالرغم من محاربتها لهذا المذهب واضطهادها للمسلمين السنّة فى إيران نفسها والتضييق على ممارستهم لشعائرهم الدينية ولا ننسى إخواننا السنّة فى إقليم الأهواز أو الأحواز العربى المحرّم عليهم الحديث بلغتهم العربية، وأن عدد السنّة فى إيران يتجاوز20 مليون نسمة.. إذن من الطبيعى أن تفزع إيران وتخشى من الاندماج أو مجرد العلاقة مع أى دولة سنّية، فلماذا تصر على التودد ومحاولات التواصل معنا؟! لأنها ببساطة تمارس السياسة باحترافية وحنكة ذلك أن السياسة فى أبسط تعريف لها هى المصلحة والمصلحة فقط هى المعيار الذى تقوم عليه سياسة أى دولة أونظام، بينما ما زال يفكر البعض عندنا من منطلق نظرية "فوبيا الشيعة" إن صح التعبير فى الوقت الذى لا يرى غضاضة نهائياً من زيارة الرئيس للصين عدة أيام وليس عدة ساعات كما فعل مع إيران- تلك الدولة الشيوعية (أى الصين) التى لا يدين نظامها والغالبية الكاسحة من سكانها بأى دين سماوى، فضلاً عن الديانات الأرضية الوضعية من (بوذية وسيخ ومجوس بل وعبدة الصراصير)، ونرى تأييدها الكامل (أى الصين) لنظام بشارالأسد القمعى واستخدامها "حق النقض الفيتو" ومعها بطبيعة الحال روسيا ضد أى قرار يتبنى الهجوم على الأسد وعصابته ونسينا أو تناسينا ما تفعله الصين بحق إخواننا المسلمين خاصة (إقليم تركستان الشرقية المسمى شينجيانج)، ناهيك عن علاقاتنا مع الولايات المتحدة الأمريكية الحليف الأكبر لمصر، وكافة دول الخليج والاتحاد الأوروبى الذى يدين معظم سكانه بالمسيحية أنسينا الغزو الأمريكى للصومال ثم الغزو الأنجلوأمريكى لأفغانستان والعراق؟! أنسينا معتقل "جوانتنامو" فى كوبا الذى أُنشئ خصيصاً للمسلمين ولا يوجد فيه متهم واحد من غيرالمسلمين؟! أم أن يهان المصحف الشريف ويتبول عليه جنود المارينز الأمريكان أهون من سب الصحابة الكرام رضان الله عليهم؟! أليس هذا تناقضاً وإزدواجية؟!.

وقبل أن تحذرنا دول الخليج العربى من خطورة العلاقة مع إيران فعليها ألاّ تخلط الأوراق وأن تبدأ بنفسها أولاً لا سيما وأن جميع دول الخليج لها علاقات مع إيران من حيث التمثيل الدبلوماسى الكامل وليس مكتب رعاية مصالح إيرانى كما فى القاهرة بل إن الدولة الأكبر المملكة العربية السعودية، يوجد بها سفيران إيرانيان الأول فى العاصمة (الرياض) والثانى فى مكة المكرمة ممثلاً لمنظمة التعاون الإسلامى، والمثير أن دولة الإمارات العربية المتحدة تربطها علاقات دبلوماسية كاملة مع إيران بالرغم من احتلال إيران لثلاث جزر إماراتية، موقفى من العلاقة مع إيران موقف سياسى براجماتى (نفعى)، بالرغم من رفضى لكثير من السياسات الإيرانية، وخاصة فيما يتعلق بمخططاتها التآمرية فى العراق ودورها الخبيث فى البحرين وموقفها المخزى من ثورة إخواننا فى سوريا ودعهما لعصابات وشبيحة بشارالأسد، وفى المقابل ينبغى ألاّ نتغافل عن علاقة الندّية والاستقلالية مع الولايات المتحدة وإسرائيل وهو ما عجزنا كعرب ومسلمين القيام به طيلة عقود، فكانت زيارة الرئيس محمد مرسى الأخيرة لطهران أول خطوة فى طريق التحرر من أسر التبعية الصهيوأمريكية، ذلك أننا خرجنا من الزيارة بثمرات ثلاثة: لأولى: الديمقراطية التى أثمرت رئيساً منتخباً بإرادة حرة عرف قدر مصر فكان خطابه على مستوى الحدث والمسئولية، الثانية: أنه ليس من الضرورى فى العلاقات السياسية التماهى والتطابق فى التوجهات والسياسات بين الدول والأنظمة، بمعنى أنه ليس معنى أن أوافق على الزيارة أن أتفق مع سياسات من أزوربل من الممكن أن أرفض هذه السياسات (بالسياسة) دون الحاجة إلى قطع العلاقات، حيث هاجم الرئيس بشدة نظام الأسد القمعى، وأن تأييد ثورة الشعب السورى واجب أخلاقى.

أما الثمرة الثالثة والأخيرة: إشادة المعارضين للزيارة بخطاب الرئيس فى القمة، خاصة من قادة الخليج العربى والإخوة فى التيار السلفى، ما أعطى إشارة واضحة الدلالة على نجاح الزيارة التى تخوف المعارضون لها من أن تصبح مجرد بوق إعلامى لنظام (خامنئى) فى إيران، ومحاولة أخيرة لإنقاذ نظام (الأسد) المتهاوى لكن بخطاب الرئيس مرسى حدث العكس تماماً.





مشاركة




التعليقات 2

عدد الردود 0

بواسطة:

حسان الغريب

زيارة لابد منها

عدد الردود 0

بواسطة:

رضا من ايران

تعجب...

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة