رحلة "اعتصام" لأم وطفلتها من المنيا لـ"الزراعة" للحصول على راتب 40 جنيها

الثلاثاء، 04 سبتمبر 2012 12:39 م
رحلة "اعتصام" لأم وطفلتها من المنيا لـ"الزراعة" للحصول على راتب 40 جنيها رحلة "اعتصام" أم وطفلتها
كتب حسن مجدى وهانى الحوتى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
خلف أبواب وزارة الزراعة وقبل آذان الفجر بدقائق كانت تقف مع ابنتها البالغة من العمر عاما ونصف باحثة عن من يذهب بصوتها إلى الرئيس الذى انتخبته ليتم تثبيتها فى وزارة الزراعة بالراتب الذى تطالب بالحصول عليه منذ 7 سنوات وحتى الآن لم تحصل عليه وهو "40 جنيها".

ميرفت السيد التى قاربت على إنهاء العقد الثالث من عمرها قطعت الطريق من قريتها الصغيرة فى محافظة المنيا حاملة ابنتها الصغرى "سلمى" فوق كتفها فى حنان وخوف على الطفلة التى كانت تشاهد المظاهرات للمرة الأولى وهى غير مبالية من المخاطر بعد أن أصبحت لا تجد ما يطعم أطفالها لتقضى حتى الآن وللمرة الأولى فى حياتها يومين ما بين الشارع وحديقة الوزارة وسط المظاهرات والهتافات لتتضامن مع اعتصام زملائها المطالبين بتثبيتهم بعد عشرات السنوات من العمل فى الوزارة.

"يا فرحة مبارك فينا.. محافظة المنيا هى اللى نجحت مرسى وادته الأصوات وأهو رامى ولادها فى الشارع بقالنا 3 ليالى مش عارفين نعمل إيه" تقول ميرفت من خلف أسوار الوزارة لليوم السابع وتتابع "بقالنا 7 سنين كل سنة يضحكوا علينا ويقولوا لينا هتتثبتوا وياخدوا أوراق التأمين وبعدين ما يعملولناش حاجة والريس شايفنا أهو ومكلفش نفسه يجى يعرف إحنا عايزين إيه".

رحلة ميرفت من المنيا إلى أبواب وزارة الزراعة لم تكن سهلة فهى تملك طفلين آخرين بخلاف سلمى الصغيرة الأول لم يتجاوز المرحلة الابتدائية والآخر فى الإعدادية، ولكنها مع ذلك قررت أن بعد عهد الثورة أصبح من العيب السكوت عن حق لتضرب بالعادات والتقاليد عرض الحائط وتأتى للقاهرة باحثة عن حقها مثلما تراه حتى ولو ستضطر لقضاء أسابيع فى الشارع وتقول "حتى زوجى قال لى اذهبى وطالبى بحقك".

بين الشارع وحجرة الأمن وحديقة الوزارة قضت "أم سلمى" أطول ليلتين فى حياتها تبحث بعض الوقت عن مياه تشربها أو مكان لتغسل فيه ملابس ابنتها أو لقضاء الحاجة بعد أن أغلق أمن الوزارة أبواب الحمامات أمامهم وتقول "لحد إمتى هيفضل الكبار عايشين فى دنيا وبيبصوا لينا على إننا حرامية عايزين نسرقهم إحنا مطالبنا بالنسبة للدولة تافهة جدا وبالنسبة لينا هى الحاجة الصغيرة اللى بنأكل بيها ولادنا ومع كده ماحدش بيبص لينا".





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة